تقع مدرسة جمال الدين الإستادار بشارع التمبكشية المتفرع من شارع "حبس الرحمة" الجمالية حالياً.. أقامها عام 811 هجرية 1407 ميلادية لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة للطلبة والصوفيين من أهل مصر والشام. يقول مصطفي فوزي مفتش آثار السيدة زينب والخليفة أن صاحب الأثر هو جمال يوسف الاستادار.. وكلمة الاستادار هي وظيفة "جمع الأموال" للأمراء والسلاطين.. وقد شعل هذه الوظيفة لدي العديد منهم مثل السلطان فرج بن برقوق.. كما شغل العديد من الوظائف مثل "نظر الخاص" و"كاشف الكشاف" وهي وظائف خاصة بخدمة الأمراء والسلاطين.. وقد أقام العديد من المنشآت الخيرية.. وكانت أهمها هذه المدرسة والتي كان ملحقاً بها مسكن خاص له ولأسرتي وكذلك سبيلاً لتوفير مياه الشرب. يضيف أن الأثر تظهر به فخامة العمارة المملوكية لدولة المماليك الجراكسة والمدرسة لها واجهتان.. أحدهما شمالية وهي من المدارس المعلقة حيث يوجد أسفلها مجموعة من الحوانيت "المحلات".. وتتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات مفروشة بالحجر الجيري المستطيل أما الصحن فأنه مفروش بالرخام الملون والزخارف المنتشرة بالأسقف. يؤكد مفتش آثار السيدة والخليفة أن المبني كان يستخدم أيضاً كمسجد للصلاة وكانت له مئذنة التي تهدمت بعفل الزمن مع معظم جدران المبني بسبب المياه الجوفية بمنطقة الجمالية والتي أثرت علي جميع الآثار بالمنطقة. وأن المدرسة مدرجة كأثر وأجريت لها مشروعات ترميم استغرقت 5 سنوات بتكلفة 6 ملايين جنيه وتم إعادة الجمال والروعة لمبني المدرسة وأصبحت مزاراً سياحياً يدل علي عظمة الآثار الإسلامية في مصر. يضيف بأن مشروع الترميم الذي قامت به وزارة الثقافة اعاد للأثر كله ما تهدم منه من أخشاب والمصبعات النحاسية والأرضيات الرخام وترميم الجزء المتبقي من المئذنة وتدعيم حوائط وأعمدة المحلات أسفل المدرسة والتي تأثرت بزلزال .1992