المجتمع المصري منذ ثلاثة آلاف سنة أعني مصر الفرعونية الذي كان يؤمن ببعض المعتقدات. هو المجتمع نفسه إلي أيامنا الحالية.. التدين هو أقدم المكونات الثقافية في الإنسان المصري.. توالت الديانات وتبدلت خلال سبعة آلاف عام من التاريخ المكتوب. لكن نظرته الثابته إلي "التدين" كقيمة يجب الحفاظ عليها. والتمسك بها. علي حالها. ربما من قبل أن يرفع إخناتون لواء التوحيد. وحين نادي اخناتون بالتوحيد. فهو قد توصل إلي ذلك قبل النبي موسي بفترة طويلة. دعا إلي الإله الواحد. وكان يري في الشمس رمزاً للإله "نور الحياة". لم يكن يري فيها الها كما تظلمه بعض الاجتهادات.. وثمة رأي أن الربط بين قصة المسيح واسطورة أوزوريس وايزيس واتفاقهما علي قيامة الأموات. مثل دافعا للمصريين للقبول بالديانة الوافدة. وقدتعدلت الطقوس الدينية في أول دخول المسيحية مصر. حيث اصبحت تلك الطقوس قابلة للاحتواء في الديانة الجديدة. بدلا من هجرها. واللافت أن تخطيط الكنيسة القبطية يماثل تخطيط المعبد الفرعوني من حيث الاقسام الرئيسية. وهي: الهيكل. صحن الكنيسة. المدخل. لذلك. فإن التاريخ المصري يخلو علي امتداده فيما عدا استثناءات تؤكد الظاهرة من النعرات الطائفية التي كانت ستجد مجالا خصبا في تجاور أديان سماوية ثلاثة. ذلك لأن الممارسات الدينية تعبير عن الايمان. والايمان في الوجدان المصري. في العقل المصري أيضا. حتي من قبل أن يعلن اخاتون كما أشرنا ثورته الدينية. التدين هو التربة التي أثمرت خصائص الإنسان المصري ومقوماته.. وقد مثل علي الدوام وازعا باطنيا يدفع إلي الخير. ويحول دون الشر. ويراقب ويعظ ويضع تصرفات المرء في إطار محدد من الاخلاقيات المسئولة. أو المسئوليات الاخلاقية. إن عدم الايمان بالحياة الآخرة. بالبعث. بالحساب والعقاب والثواب. إن عدم الإيمان بذلك كله يعني في أقل تقدير إسقاط الجانب الأخلاقي في نفسية الإنسان.. وقد قيل إن "الدين كان القلب الذي تنبض به الحضارة المصرية. وكانت ملاحظة هيرودوت ان المصريين أكثر تقوي من سائر البشر. ويهتمون كل الاهتمام بالشعائر المقدسة. وذهب بعض المؤرخين إلي أن المصريين تعلموا الصلاة قبل أن يتعلموا الكلام. وتعلموا السجود قبل أن يتعلموا المشي.. آمن المصريون بالمسيحية. وآمنوا بالإسلام. لكنهم أضفوا علي ممارستهم لشعائر المسيحية والإسلام الكثير من الطقوس الاسطورية. وتداخلت معتقداتهم القديمة بصورة وبأخري مع عقيدتهم السماوية بل لقد اصبحت تلك المعتقدات علي أرضية من المعتقد الديني السماوي تتيح له البقاء والحياة والاستقرار. للكلام بقية