صاحب قيام ثورة 25 يناير وقضائها علي النظام المستبد للرئيس المخلوع حسني مبارك ظهور ثورات مضادة بدأت بموقعة "الجمل" الشهيرة بميدان التحرير ومروراً بالعديد من أعمال العنف والبلطجة والسرقة وترويع المواطنين ومحاولات اشعال الفتنة الطائفية ثم موقعة "الجلابية" باستاد القاهرة الدولي في مباراة الزمالك والأفريقي التونسي وانتهاءً بأحداث "جمعة التطهير" الماضية. الثورة المضادة يحركها فلول النظام السابق وهدفهم واضح هو محاولة اغراق البلاد في الفوضي لصرف الانظار عن أوجه الفساد التي ارتكبوها خلال عهد النظام السابق وللابقاء علي المكتسبات التي حققوها بنفاق النظام والسطو علي ممتلكات الشعب بطرق غير مشروعة. "المساء" استطلعت رأي خبراء العلوم السياسية في معني الثورة المضادة ومن يقف وراءها وهل تمثل خطورة علي ثورة 25 يناير.. وكيف نقضي عليها.. فماذا قالوا؟! يقول د.محمد منصور مدير مركز الدراسات المستقبلية جامعة أسيوط أن الثورة المضادة تعني القوي المعادية التي تشعر بتهديد مصالحها وفقد الثروات التي جمعوها من دم الشعب وفقد المناصب القيادية والمكانة التي وصلوا إليها عن طريق الرشوة والمحسوبية والنفاق واتباع الأساليب والطرق غير المشروعة. أضاف أن القوي المعادية تتحرك بإثارة المطالب الفئوية والفتن الطائفية وأعمال العنف والبلطجة حتي تسود حالة الرعب وعدم الأمان حتي يتمني الناس عودة يوم من أيام النظام السابق والضحك علي النفوس الضعيفة بأنهم يعيشون أوقاتاً عصيبة. أوضح ان الاوقات العصيبة التي تمر بها البلاد والتي تقوم بها الثورة المضادة للانقضاض علي ثورة الشباب وتعطلها عن تحقيق أهدافها.. مرت بها الثورات التاريخية كالثورة الفرنسية والروسية وتغلبوا عليها وذلك يستدعي يقظة الجميع لتفويت الفرص والقضاء علي افعالهم الدنيئة ومساندة الثورة. يري د.طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط جامعة القاهرة ان كل ثورة لابد من وجود قوي مناوئة ورافضة لها تعمل علي اعاقة مسيرتها وتحويل اهتمام القائمين بالثورة عن أهدافهم وجعلهم يدورون في حلقة مفرغة وذلك يستدعي تكاتف قوي الثورة لمواجهتها وتحديد أهداف الثورة بوضوح وطرق تحقيقها. أوضح أن القوي المعادية للثورة ليست مجرد فلول حزب او نظام سابق بل هي أطراف مشاركة في المجالات السياسية والاقتصادية والتنمية والإعلام.. ولايمكن ان يختفوا بين يوم وليلة وعلينا ان نتوقع هجمات وموجات شرسة عديدة في الاوقات القادمة. يري ان نجاح الثورة يحتاج لصبر ووقت كما يقول علم السياسة حتي يتم فك وتركيب النخب السياسية واستحداث نخب الثورة الجديدة وذلك يحتاج لفترة من 3 سنوات إلي 5 سنوات مع ضرورة الاستمرار في اعادة قراءة الاوضاع السياسية واحداث الثورة بواقعية وهدوء حتي يتم توجيه رسائل مباشرة للقوي المعادية بأنهم لاوجود لهم في المرحلة القادمة. يقول د.جيهان عودة رئيس قسم العلوم السياسية جامعة حلوان ان ثورة يناير المصرية لها طبيعة خاصة تختلف عن الثورات الاخري كالفرنسية وغيرها.. لان ثورتنا هي ثورة اجتماعية هدفها توفير الحرية في إطار المرجعية المدنية وحكم القانون وقام بها الشعب بشباب وشيوخه وجميع طوائفه السياسية.. في حين ان باقي الثورات مرتبطة بتغيير اوضاع الملكية في بلادهها. قال ان هناك اعداءً اخرين للثورة من فلول النظام السابق التي تستخدم الاطراف الضعيفة من داخل الثورة لاجهاض اهدافها بإثارة العنف والفتن في كل مكان. يؤكد ان القضاء علي الثورة المضادة يحتاج لعمل برنامج أو وضع خطة زمنية للتحول إلي الديمقراطية الحقيقية مع عمل استفتاء شعبي علي هذه الخطة ومن لايحترمها او يخرج عنها يمثل ثورة مضادة ويجب محاكمته. يري محمد زارع "المحامي ورئيس المنظمة العربية للاصلاح الجنائي" ان الثورة المصرية لم تكتمل بعد ولن ننجح علي أرض الواقع الا بعد القضاء علي الفساد والظلم وتوفير الحريات.. وما تم به من موجات وأعمال بلطجة هو شيء طبيعي طالما لم نحدد الاولويات التي يجب ان نبدأ بها. أضاف ان اي اعمال مضادة للثورة سوف يتم القضاء عليها وتختفي نهائياً في حالة نجاح الثورة ووقوف قوي الشعب المختلفة علي أرض صلبة.. ومحاكمة رموز النظام السابق علي تهم التخريب وتزوير الانتخابات وانتشار الفقر والأمية ونهب الثروات والاراضي.