رب ضارة نافعة.. المؤامرة فضحت مرتكبيها.. المسألة كلها مدبرة وممنهجة للعبث بأمن مصر القومي.. الترويع والبلطجة والاعتداء علي الأشقاء التوانسة في استاد القاهرة من أجل الترويع وإخافة المواطنين والمستثمرين علي السواء حتي نعود ونترحم علي ايام مبارك الفاسدة.. المسألة كلها مخططة وتم دفع مئات الألوف من الجنيهات للبلطجية نفس السيناريو الذي حدث في موقعة الجمل بميدان التحرير وهو ما حدث تماماً في موقعة الجلابية باستاد القاهرة أثناء مباراة الزمالك والافريقي التونسي. كل هذا جعلنا نتساءل كمواطنين مصريين شاهدوا ما حدث علي شاشات التلفاز ما كل هذا الغل والحقد علي الاشقاء التوانسة ومن دبر كل هذا ومن وراءه.. الاجابة واضحة ومعروفة. ثورة الياسمين التونسية التي فاح عبقها واجتاحت رائحتها الحدود لتصل إلي مصر فكانت الإلهام للثورة المصرية التي أطاحت بالفساد وزواج الثروة والسلطة في ظل النظام الفاسد، وخرج شباب مصر يسقط حكم مبارك وأسرته وقمع الدولة البوليسية مثلما اسقط الشباب التونسي حكم زين العابدين وأسرته وأطاح بنظامه وكشف فساده. الإلهام التونسي كان واضحا في ثورة 25 يناير بمصر، وتعانقت الأعلام التونسية والاعلام المصرية في ميدان التحرير وكانت مباراة الافريقي التونسي مع الزمالك المصري باستاد القاهرة الفرصة الذهبية التي تحينها عملاء النظام السابق وبلطجية رجال الأعمال الفسادين للانتقام من الثورتين معا التونسية والمصرية.. ذهبت الجماهير إلي استاد القاهرة ترفع العلمين المصري والتونسي ومعها لافتات تعبر عن تقديرها وشكرها للشعب التونسي العظيم وثورته، ولأنها مباراة كرة قدم لابد أن يكون فيها فائز ومهزوم فكم من فرق مصرية خرجت من البطولات الافريقية علي أرضها بأقدام فرق أخري منافسة ولم يحدث شيء ضاع كأس افريقيا من النادي الأهلي المصري أمام فريق النجم الساحلي التونسي علي استاد القاهرة ولم يحدث شيء وخرج الزمالك من البطولة أمام جمهوره ولم يحدث شيء وكذلك النادي الاسماعيلي ولم يحدث شيء مثلما حدث، ولكن المسألة واضحة والحقيقة أكثر وضوحا وهي إحراج الثورة المصرية المباركة أمام العالم وترويع الشعب المصري بأنه فقد الأمن والأمان.. الخطة كانت ممنهجة وموضوعة بدقة من قبل رجال الأعمال الذين فقدوا السلطة والنفوذ وأصبحت السجون في انتظارهم ويخشون علي ثرواتهم الحرام وفلول الحزب الوطني الذين فقدوا كل شيء وأصبحت رموزهم علي مرمي حجر من العقاب والسجن، ورجال الأعمال الفاسدون الذين يملكون المليارات والقادرون علي التمويل في إحداث انقلاب مضاد لترويع المواطنين استغلالا للانفلات الأمني، ومثلما حدث في موقعة الجمل في ميدان التحرير صنعوا موقعة الجلابية في استاد القاهرة. تأجير البلطجية المسلحين بالسنج والمطاوي كما تعودنا عليه في الانتخابات البرلمانية، هؤلاء الفاسدون من رجال الأعمال لا يضيرهم أن يدفعوا مليونا من الجنيهات لبضع مئات من البلطجية ليثيروا الشغب والإجرام والترويع في مباراة يراها العالم علي شاشات الفضائيات ولقد كشف الكليب الذي اذاعه المعلق الرياضي مدحت شلبي في قناته الفضائية لأحد عملاء النظام السابق وهو يهتف أمام الكاميرا قائلا »ولا يوم من أيام مبارك ويشتم في ثوار ميدان التحرير ويصفهم بأنهم كلاب«، هذا الكليب فضح بلطجية أعوان مبارك وابنه ورجال الأعمال الفاسدين الذين دأبوا علي استخدام البلطجية وهذا هو أسلوبهم المعتاد فانهالوا ضربا بكل الغل علي الأشقاء التوانسة باعتبارهم المحرضين علي ثورة 25 يناير في مصر، ما حدث شيء غير طبيعي ويمثل لغزا يجب حله كيف دخل هؤلاء البلطجية بأسلحتهم إلي الاستاد، إذن هناك تواطئ أيضا من داخل الاستاد وهذا اللغز يجب أن تكشفه جهات التحقيق وبسرعة. الموقف خطير ولابد من وقفة سريعة وحاسمة من المجلس الاعلي للقوات المسلحة والحكومة لحماية الأمن القومي المصري من عبث فلول الحزب الوطني ورجال الأعمال الفاسدين وما حدث هو بروفة لما سيحدث في الانتخابات البرلمانية القادمة، إذا كانت ستتم بالنظام الفردي وهو السيناريو الخطر، ولابد من السرعة في محاسبة الفاسدين في نظام مبارك، وكل الاعتذار من شعب مصر العظيم الي شعب تونس صاحب ثورة الياسمين التي اجتاحت رائحته المنطقة لتطيح بأنظمة فاسدة.