اهتز ميدان سيدي جابر بصيحات "الله أكبر والنصر لمصر".. مليونية جديدة تحدت بها الإسكندرية الإرهاب الذي تعرض له أبناء سيدي جابر علي يد جماعة الإخوان واحتشدوا لإحياء ذكري "20" شهيدا لقوا مصرعهم في أحداث سيدي جابر. ** القوات المسلحة وقوات الشرطة قاموا منذ الساعات الأولي من صباح أمس بتمشيط المنطقة بأكملها وتم إغلاق أبواب العقارات المطلة علي ميدان سيدي جابر وشارع المشير بالجنازير ووضع عليها حراسة أمنية.. واعتلي رجال الشرطة والجيش أعلي الأسطح لحماية المتظاهرين وأغلقت القوات المسلحة بمدرعاتها الطريق القادم من الكورنيش المطل علي المنطقة الشمالية مع ترك الحرية للمتظاهرين بطريق الترام وشارع أبوقير. الأجهزة الأمنية بدأت في ملاحظة أي محاولة لقيام جماعة الإخوان في شراء أنابيب البوتاجاز الصغيرة بأسعار مرتفعة حتي لا تستخدم في أي عمل ضد المتظاهرين.. وفي أعقاب صلاة العصر انطلقت المظاهرات الحاشدة من مسجد القائد إبراهيم ومنطقة فيكتوريا شرق الإسكندرية واللبان ومحرم بك وكرموز وقام سائقو النقل بتحميل المواطنين بالمجان بشارع 30 و45 بشرق الإسكندرية. قام المتظاهرون بحمل طائرة قاموا بتصنيعها باللون الأخضر تحمل شعار الهلال والصليب. لأول مرة تظهر مجموعات من المنقبات يحملن لافتات باللغة الانجليزية بأن "الإسلام ليس الإخوان". المتظاهرون أيضا قاموا بحمل لافتات باللغة الانجليزية تطالب بعدم التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية وحرق المتظاهرون أعلام أمريكا وإسرائيل. القوات المسلحة ألهبت حماس المتظاهرين بطائراتها التي أمنت المظاهرات بإلقاء الورود علي المتظاهرين وأوراق ملونة تحمل عبارة "رمضان كريم" وهو ما دفع المتظاهرين للهتاف.. "الشعب خلاص أسقط النظام". الأغاني الوطنية كانت بمثابة النقطة الإيجابية للمتظاهرين حيث أذاعت منصة الميدان أغاني عبدالحليم وشادية وآمال ماهر لتشعل حماس الجميع. النائب السابق أبوالعز الحريري أشعل حماس المتظاهرين حينما أبلغهم بالافراج عن حسن مصطفي. الأقباط المشاركون في المظاهرات أقاموا حوائط بشرية حول المصلين المسلمين لحمايتهم أثناء صلاة العشاء. علي الجانب الآخر قامت بعض القوي السياسية بالدعوة لحملة توقيعات لتوجيه الشكر للشرطة والجيش علي دورهم في حماية المتظاهرين طوال تواجدهم بميدان سيدي جابر. ولعل من الطريف هو قيام محمد يوسف محامي صبري نخنوخ المحكوم عليه بالسجن بتقديم بلاغ عاجل للمستشار الصاوي البربري محامي عام نيابات الاستئناف الإسكندرية يتهم فيه الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان بقتل المتظاهرين بالتحريض من خلال خطابه برابعة العدوية خلال اشتباكات سيدي جابر وسب وقذف شيخ الأزهر والبابا تواضروس وإشاعة الفتن من خلال خطبته. وانتشرت بين المتظاهرين شائعات حول قدوم الإخوان للميدان إلا أن اللجان الشعبية وقوات الشرطة المنتشرة قاموا بتكذيبها والتأكيد علي حماية الميدان. القوات المسلحة بدورها قامت بجولات بمدرعتين وسط التظاهرات لتأمينها وسط هتاف "الجيش والشعب ايد واحدة" كما أقامت نقاطا لتفتيش كل من يدخل الميدان. صور شهداء سيدي جابر الذين لقوا مصرعهم الجمعة الماضية تم وضعها في الشوارع المؤدية لميدان سيدي جابر.. وقامت أسرة الشهيد "حمادة" بوضع صورته أمام باب العقار الذي ألقي منه حيث قام المتظاهرون بإلقاء الزهور ووضعها أسفل الصورة كمزار بالمنطقة. خلت شوارع الإسكندرية من المارة تماما طوال الليل لاتجاه أصحاب المحال التجارية والمواطنين للمشاركة في تظاهرات سيدي جابر وحماية المتظاهرين. منصة الميدان حرصت علي إذاعة القرآن الكريم ودعوة المتظاهرين لقراءة الفاتحة علي أرواح شهداء سيدي جابر. وبعيدا عن ميدان سيدي جابر كانت منطقة غرب ووسط الإسكندرية تشهد أحداثا دامية بتصدي أهالي الإسكندرية لجماعة الإخوان ومؤيديها بعد أن تبين ان الإخوان تحضر يوميا ميكروباصات لنقل اتباعهم من البحيرة وكفر الشيخ لزيادة أعداد المتظاهرين. البداية كانت في مظاهرات الإخوان المؤيدة بمنطقة مينا البصل فانقض عليهم الأهالي خاصة بمنطقة المفروزة مرددين "الشعب والجيش والشرطة ايد واحدة" وهو ما أسفر عن حدوث مصادمات وهروب مؤيدي الإخوان بعد علقة ساخنة. ثم كانت المعركة الدامية بمنطقة شارع الأمير بمنطقة الغيط الصعيدي بمحرم بك حيث خرج الأهالي للتصدي لمظاهرة الإخوان والتي تضم "1500" تقريبا أغلبهم من النساء وهتف أهالي المنطقة "الجيش والشعب ايد واحدة" يبدأ الإخوان في إطلاق أعيرة خرطوشية علي الأهالي الذين التفوا حولهم وقاموا بتحطيم "محل بقالة" ومقهي وأصابوا "12" من أبناء المنطقة بأعيرة خرطوشية.. وهو ما دفع الأهالي للفتك بهم لولا تدخل قوات الأمن المركزي للحيلولة دون الجانبين وتم القبض علي بعض أفراد من جماعة الإخوان. تكرر المشهد بمنطقة الحضرة حتي شارع مقابر المنارة حينما طارد الأهالي متظاهري الإخوان حاملين صور الفريق السيسي ومزقوا صور "مرسي" لتبدأ المعارك بين الطرفين كانت الغلبة فيها لأبناء الحضرة حيث ألقوا القبض علي اثنين من الإخوان وتسليمهما لقوات الشرطة بعد أن جري الإخوان كالفلول في كل مكان.. وأطلق أهالي الحضرة تحذيرات بأن هناك رجالا من الإخوان يرتدون "النقاب" للتعامل مع المواطنين علي انهم سيدات ثم ينهالون عليهم ضربا بالأسلحة.. وأخيرا لم يجد الإخوان لهم مأوي بعد مطاردة أبناء الإسكندرية لهم ومنعهم من الوصول إلي مقر تظاهرات سيدي جابر إلا في عزبة سعد.