استمر المشهد المهيب في ميدان التحرير حيث احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين للمطالبة باجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأعلن المئات اعتصامهم حتي رحيل النظام. امتلأ الميدان عن آخره ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية والكروت الحمراء بصورة سلمية فاقت كل التوقعات. وامتدت الحشود لتغلق الطريق بدءاً من محطة باب اللوق وحتي دار الأوبرا. استقرت قبل السادسة من مساء أمس أكثر من 20 مسيرة حاشدة بالميدان. انطلقت من شبرا والسيدة زينب ومساجد الفتح والنور والاستقامة بالجيزة ومصطفي محمود بالمهندسين التي شارك فيها د. محمد البرادعي والفنان خالد النبوي ود. عمرو حمزاوي ومسيرة طلاب الحقوق بجامعة القاهرة وعابدين وطلعت حرب. كما انطلقوا في مسيرات حاشدة إلي قصر الاتحادية لمطالبة الرئيس باجراء انتخابات رئاسية مبكرة. اختفت الشعارات الحزبية أو اللافتات التي تنتمي إلي فصيل معين من ميدان التحرير واكتفي المشاركون بحمل الاعلام والكروت الحمراء إلي جانب استخدام بعض الشباب الصافرة والفوفوزيلا لاصدار أصوات رافضة لاستمرار جماعة الاخوان المسلمين في السيطرة علي الحكم داخل مصر في الوقت الذي بدت السعادة والفرحة علي جميع المتظاهرين لرؤيتهم الطائرات العسكرية أعلي الميدان لتوصيل رسالة طمأنينة لهم خاصة بعد القاء الاعلام عليهم مما جعل المتظاهرين يهتفون "الله اكبر" و"الجيش والشعب ايد واحدة". شهد الميدان إجراءات أمنية مشددة يمر عليها المشاركون بدءاً من نزولهم من محطة مترو السادات أو مرورهم عبر الحواجز الحديدية التي انتشرت علي مداخل ومخارج الميدان وحرصت اللجان الشعبية القائمة عليها علي إجراء تفتيش ذاتي لبعض الحالات المشتبه فيها لعدم اندساس البعض وتشويه الصورة السلمية للميدان. صرح محمود بدر المتحدث الاعلامي لحملة "تمرد" أن الحملة حددت أكثر من 10 آلاف شاب من أعضاء الحملة والشباب المتطوع لاجراء التأمين داخل الميدان وكذلك للمسيرات ولتأمين النساء خلال التظاهرات ومنع محاولات التحرش بهن. هتفت مسيرة حاشدة داخل الميدان "شرطة وشعب وجيش.. ايد واحدة". في الوقت الذي انتشرت فيه المنصات الصغيرة للهتاف "ارحل ارحل" إلي جانب المنصة الرئيسية التي اشعلها الناشط السياسي جورج اسحق بحديثه من علي المنصة وتأكيده ان الارادة للشعب ولن تكون لغيره بعد اليوم.. أقام أيضا عدد من المتظاهرين منصة صغيرة في بداية كوبري قصر النيل واستخدموا "الدي جي" لاذاعة الأغاني الوطنية والثورية وسط تصفيق كبير من المتظاهرين والحشد امامها. حرص بعض الأهالي من مناطق السيدة زينب وحلون والمعادي وشبرا علي شراء كميات كبيرة من كراتين المياه المعدنية والحلاوة الطحينية والبسكويت لتوزيعها علي المتظاهرين لدعم الاعتصام حتي رحيل النظام. ونظم مئات السيدات وسط الميدان مسيرة هتفوا خلالها "ارحل ارحل" و"انهاده العصر.. الثورة هاتحكم مصر" ورفعن الاعلام والكروت الحمرا وسط اجراءات تأمينية مشددة من أعضاء اللجان الشعبية وتأمين الميدان. لجأ المتظاهرون إلي الانتقال إلي الشوارع الجانبية التي تقع في محيط الميدان والممتدة حتي باب اللوق وعابدين بسبب الزحام الشديد واستمرار توافد الآلاف المتظاهرين إلي الميدان في الوقت الذي اعلنت فيه حركة 6 ابريل بدء اعتصامها امام قصر عابدين بعد علمهم بتواجد د. هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء بداخله ورغبة منهم في محاصرته حتي رحيل النظام واقالته.