* يسأل مصطفي القصيب مدير مركزالوطن لحقوق الانسان: ما هي مظاهر ومضار الفتن؟! ** يجيب الدكتور احمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: تشخيص داء ووصف دواء في رحال الوحي المعصوم يتنزل علي واقعنا وأحوالنا وأوضاعنا قال الله - عزوجل - "الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" - وقال - جل شأنه - "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب" - قال - سبحانه - "كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون" - وقال - تقدست صفاته - "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة". من صحيح الأخبار والأثار ما أخرجه الشيخان البخاري ومسلم بسندهما قال حذيفة - رضي الله عنه -: "كنا جلوساً عند عمر - رضي الله عنه - فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في الفتنة؟ قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: ليس هذا أريده: ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر. ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين. إن بينك وبينها باباً مغلقاً. قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر. قال: إذن لا يغلق ابدا. قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما أن دون الغد الليلة إني حديثه بحديث ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأل حذيفة. فأمرنا مسروقا فسأله. فقال: الباب عمر. وقال - صلي الله عليه وسلم - : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم. والقائم فيها خير من الماشي. والماشي فيها خير من الساعي. من تشرف لها تستشرفه. فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به" وكذلك أخرج الشيخان قال - صلي الله عليه وسلم - : "يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج.قيل يارسول الله وما الهرج. فقال: "هكذا" كأنه يريد القتل وقال: "يخرج في آخر الزمان رجال يحتلون الدنيا بالدين. يلبسون للناس جلود الضأن مناللين ألسنتهم أحلي من السكر - وفي رواية من العسل - وقلوبهم قلوب الذئاب وفي رواية - أمر من الصبر - يقول الله - عزوجل - أبي يفترون أم علي يجترئون؟ فبي حلفت لأبعثن علي أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا. ومن جيد ما صنفه أئمة العلم: التحذير من الفتنة والحث علي اجتناب الدخول فيها وأنشرها بحسب التعلق بها. وقال علي - رضي الله عنه - : "الدنيا أولها عناء.وآخرها فناء. حلالها حساب. وحرامها عتاب. من صح فيها أمن. ومن حرص ندم. ومن استغني فيها فتن. ومن افتقر فيها حزن. ومن ساعاها فتنته. ومن قعد عنها أتته. ومن نظر إليها أعمته. ومن نظر بها "أي اعتبر بها" بصرته". واقعنا مؤلم. حاضرنا ضبابي عشوائي. تفرقت بنا السبل. فعلي المستوي الدعوي تيارات معظمها متعارضة حذر منها نبي الإسلام فيما أخرجه الشيخان بسندهما عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: "كان الناس يسألون رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن الخير. وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم: وهل بعد ذلك الشر من خير؟. قال: نعم وفيه دخن. قلت وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بقر سنتي ويهدون بغير هدي يعرف منهم وتنكر: فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة علي أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها. فقتل يا رسول الله صفهم لنا : قال هم من بن جلدتنا ويتكلمون بلساننا قلت يا رسول الله فما تري أن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم؟ قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض علي أصل شجرة حتي يدركك الموت وأنت علي ذلك. من القواعد الفقهية ذات العلاقة: "دفع المفاسد مقدم علي جلب المصالح". "المصلحة العامة مقدمة علي المصلحة الخاصة". "أهون الشرين واجب".. من القيم الأخلاقية: الإيثار "ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" تحمل الشدائد والصبر علي المكائد و"أن تعفو عمن ظلمك. وتصل من قطعك. وتعطي من منعك".. الإقلاع عن وسائل الإفساد: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها". "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد".