عيناه تتبعانني في كل مكان.. نظراته كانت تناديني للحب.. أحببته.. انه زميلي في الجامعة.. اتوقع ثورتك حين تقرئين رسالتي.. ثورة رأيت مثلها علي صفحات الجرائد أو شاشات التليفزيون.. لكن كما يقول المثل "ساعة القدر يعمي البصر".. ولم استطع الابتعاد عن هذا الحبيب لحظة.. ولاننا مازلنا بالصف الثاني.. وأمامنا مشوار طويل كان من المستحيل ان يتقدم لاسرتي فهو لا يمتلك امكانيات الزواج.. أو حتي الخطبة.. لا تسأليني كيف غاب عقلي؟ كل ما أدركه أنني وافقت علي الزواج العرفي منه.. كتبنا ورقة ووقعنا عليها في غيبة الشهود.. خوفا من انتشار الخبر.. اقتنعت برأيه ان الزواج طلب منه وقبول مني.. وورقة يعترف فيها انني زوجته.. وقد احتفظت بها عنده حتي لا تقع في أيدي أسرتي.. تم زواجنا بشكل كامل.. في شقة أخته المسافرة للخارج.. سنة وأنا سعيدة أنعم بدفء مشاعرهم.. خوفه علي.. غيرته كزوج.. تلبية بعض احتياجاتي البسيطة.. حياة رائعة لم تكدرها مشاكل النفقات والأعباء الثقيلة التي تذهب الحب. في خلال هذه الفترة كان يتقدم لي خطاب كثيرون.. كنت ارفضهم بحجج كانت تثير حنق أهلي علي.. حتي جاء يوم لن أنساه.. تشاجرنا أنا وزوجي.. قال لي: ان كل ما بيننا قد انتهي وسوف أمزق الورقة.. تماسكت حتي مرت فترة امتحانات الترم الأول.. حاولت بعدها التحدث اليه.. كان يتهرب مني.. وبعد اجازة نصف العام.. وافقت أسرتي علي شاب طموح.. بهر عائلتي بعقله وأخلاقه.. أجبروني علي الموافقة غير انني وبعد فترة بدأت اشعر بحبه يتسرب الي كياني.. يهمس.. يدق.. فتحت له باب قلبي ونهلت من حبه ما عوضني عن صدمتي.. لكن ضميري كان يؤنبني.. هل أتزوجه دون ان يعرف انني كنت متزوجة عرفيا.. قررت أن اطلعه علي سري قبل موعد عقد القران.. وحتي لا تتحول المسألة لفضيحة اذا ما تم الزواج. صعق لسماع الخبر.. رمقني بنظرة لم أفسرها حتي الآن.. أهي غضب.. احتقار.. شفقة؟.. لا أدري ثم قال: لنكن اصدقاء.. انصرف عني وسط دهشة أهلي الذين يجهلون كل شيء.. المشكلة الحقيقية انني احببته جدا. سيدتي: هل اتصل به أرجوه ان يغفر لي لانني لم اخبره بسري منذ عرفته؟ ** عزيزتي: دعينا نقر ونعترف في البداية ان ما حدث بينك وزميلك ليس زواجا.. وان له مسمي آخر.. الزواج لابد له من شروط حددها الشرع.. حتي الزواج العرفي له شروط.. الذي يحفظ الحقوق والمواريث والأنساب.. وفي حالتك لا يوجد شرط واحد توافر.. فكيف تتحدثين عن زميلك بقولك "زوجي" انه شريك في جريمة ارتكبتها معه.. برغم كل التحذيرات التي تسخرين منها بقولك "ملامح ثورتك علي شاشات التليفزيون والجرائد".. اذن انت تدركين ما نبذله وتبذله الجهات المسئولة لتنبيه الشباب لهذه "الخيبة" وتذهبين راضية وتلقين بنفسك وأسرتك في اتون من النار.. لك الله.. انك حتي لا تشعرين بمصيبتك الحقيقية. فتحصرينها في ان الخطيب تركك وانصرف بكل أدب حتي انه لم يخبر أهلك بفعلتك.. وكل مشكلتك انك أحببت هذا الخطيب ولا تستطيعين الاستغناء عنه.. تريدين عودته لك؟ لا لن يعود.. فكيف يثق بمن خدعت أهلها وخانتهم وارتكبت الفاحشة.. وهم في غفلة يظنون أنهم أحسنوا التربية.. كيف يأمنك وقد سولت لك نفسك ان تخدعيه كل تلك الشهور.. حتي قبيل عقد القران بأيام.. لن يسامحك علي تلك الورطة التي كان سيتورطها. عليك بالذهاب لهذا الشريك المخادع ومحاولة التوسل اليه بل والتذلل لعله يرضي بالزواج منك رسميا.. فتهون مصيبتك.. حاولي ان توقظي ضميره أو تحتملي فعلتك وتكوني صادقة اذا تقدم لك خاطب جديدا اخبريه ببلواك منذ البداية.. وأري ان عليك اخبار أهلك فهذا افضل.. وليكن الله معهم فيما فعلته واعلمي.. ولتعلم كل فتاة ان العفة تاج يزين رأس الحرة التي لا تلهث خلف غرائزها وتبحث عن السعادة في كامل شقائها.. أما عن شريكك الذي استباح حرمة الغير.. أفلا يتقي الله ويتذكر ان ما فعله دين وسيأتي يوم يرد له الدين في حرمته. يا صديقة بابنا العابثة في وقت قام فيه زملاء لك بثورة وضحوا بأرواحهم لتنالي كرامتك تهدرينها أنت تحت رغباتك ونزواتك غير عابئة.. أفيقي قبل ان تصبحي واحدة ممن يستبحن الرذيلة كالماء والهواء ولا يشعرن انها تدمير المجتمع فستكونين يوما ما زوجة وأم.