استقبل ميناء الإسكندرية السفينة "شلاتين"- التابعة للقوات البحرية المصرية- علي متنها 828 راكباً من المصريين العائدين للوطن. كما استقبل الميناء 1470 عائداً علي متن السفينة التونسية الحبيب. بعد ان كانوا عالقين بميناء جرجيس التونسي. وقد كان في استقبال العائدين اللواء أسامة الجندي- رئيس أركاب القوات البحرية واللواء السيد حامد هداية- رئيس هيئة ميناء الإسكندرية وقيادات الميناء وصاحبهم رجال الشرطة. وقد أنشئت غرفة عمليات لاستقبال العائدين قبل وصولهم بعدة ساعات للعمل علي تسهيل خروجهم من الميناء- بأسرع وقت- كما تم تجهير 60 أتوبيساً - من أتوبيسات الشركة القابضة للنقل البحري والبري- لنقل العائدين لمنازلهم بكافة محافظات الجمهورية. وأكد اللواء السيد هداية - رئيس هيئة ميناء الإسكندرية- في تصريحه ل "المساء" أن كافة الاستعدادات تحت إشراف القوات المسلحة. والتي اهتمت بكل التفاصيل حتي توفير المأكل والمشرب والمأوي لكل القادمين منذ لحظة مغادرتهم للأراضي الليبية وحتي وصولهم لمنازلهم. ويؤكد رأفت سيد غطاس- نجار- أنه لم يكن يتوقع كل هذا الترحاب في وطنه خاصة بعد ما مر به من آلام شديدة خلال الأيام الأخيرة بليبيا. والتي كاد ان يلقي حتفه خلالها أكثر من مرة. ويضيف رأفت منذ لحظة استقلالي للسفينة وأنا أشعر بقيمة انني مصري. فقد أصبح لي من يبحث عني ويهتم بأمري. و هو ما يشجعني ان اطالب المسئولين بضرورة أن يتوجه أحد مسئولي السفارة المصرية لخارج مطار طرابلس حيث يمكث مئات بل آلاف المصريين خارج أسوار المطار. لايستطيعون الدخول. ويستغلهم البعض ويحصلون منهم علي الأموال من 200 إلي 500 دينار مقابل إدخالهم للمطار. إلا أنهم لا يدخلونهم وإنما يختفون بمجرد دفع المال. وقد وقعت فريسة أحدهم. ويشدد عبدالوهاب محمد الجنداوي- من سكان محافظة المنيا- علي ضرورة خلق حلقة اتصال ايجابية بين مسئولي السفارة المصرية بليبيا وبين المصريين هناك. حيث إنهم معزولون تماماً. وربما يموت منهم الكثير في الوقت الراهن. يضيف عصام ناصر علي وأحمد عبدالبديع وخلف جابر عبدالعال- نقاشون- من أبناء محافظة سوهاج انهم تمكنوا من العودة لوطنهم مصطحبين بعض ممتلكاتهم وأموالهم الشخصية. إلا أن أغلب العائدين لم يستطيعوا إعادة أي من ممتلكاتهم وراحت سنوات الشقاء هباءً. وتشير سعادات السيد - ربة منزل- لكونها لم تحلم إلا بالستر والعودة مع زوجها إلي أرض الوطن. خاصة بعدما شاهدته من قتل وانتهاك للأعراض سواء من البلطجية أو من مرتزقة النظام الليبي والذين كانوا يبحثون عن المصريين لسلب أموالهم. وتؤكد أن الشعب الليبي الشقيق لم يسلم أيضاً من بطش هؤلاء المرتزقة ممن استأجرهم السفاح القذافي. وتضيف: أدعو الله أن تعود كل النساء المصريات المتبقيات هناك سالمات لوطنهن وان يحفظهن الله هن وأزواجهن وجميع أبنائهن وبناتهن. من جانبه أشار اللواء مسعد عامر- رئيس العلاقات العامة بهيئة ميناء الإسكندرية - إلي أن الميناء يستقبل خلال الساعات القليلة القادمة السفينة "سامون" وعلي متنها "1000" مصري ويرافقها فرقاطة حربية علي متنها "200" راكب. وهما تركيتا الجنسية. يذكر أن جميع العائدين قد غادروا الميناء خلال ثلاث ساعات بعد أن تزودوا بالمأكولات والمشروبات مستقلين الأتوبيسات التي تنقلهم لمنازلهم بمختلف المحافظات.