في رابع ظهور له منذ بداية الأزمة الحالية في ليبيا. جدد العقيد معمر القذافي لغة التهديد والوعيد بمحاسبة المتظاهرين المطالبين برحيله عن الحكم. وذلك في خطاب ألقاه أمام حشد من مؤيديه بالعاصمة طرابلس. ودعاهم للاحتفال ب "النصر القريب". عرض التليفزيون الليبي الحكومي لقطات لمعمر القذافي يخاطب حشداً من مؤيديه من قلعة تعود للعهد العثماني تطل علي الساحة الخضراء من طرابلس. ويطالبهم بالخروج إلي الشوارع وحماية مكتسبات ليبيا ومصالحها النفطية. هدد القذافي بفتح مخازن الأسلحة أمام القبائل. معتبراً أن الشعب الذي لا يحبه "لا يستحق الحياة". وطالب أنصاره بالاستعداد لمواجهة من اسماهم الخونة. مكرراً قوله إن ليبيا هي أمة العزة والكرامة التي هزمت الاستعمار. في إشارة إلي الاحتلال الإيطالي. كما دعا القذافي مؤيديه إلي§ الخروج إلي الشوارع والاستعداد للاحتفالات "بالنصر القريب" علي من وصفهم بعملاء المؤامرات الأجنيبة والأعداء الساعين لتدمير البلاد. في عبارة فسرها مراقبون بأنها رد مباشر علي الانتقادات التي وجهت لعدم ظهوره في خطابه الأخير. خاطب القذافي مناصريه بالقول "معمر القذافي بينكم متلاحما مع الجماهير في غاية الخطورة". علي صعيد ردود الفعل الدولية أكدت مصادر مطلعة في المجلس الوزاري الأوروبي أن اتفاقا أوروبيا قد تم بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي علي تجميد أرصدة الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد عائلته ضمن سلسلة عقوبات عليهم علي خلفية الأحداث في ليبيا. أشار المصادر إلي أن العقوبات تشمل منع منح تأشيرات دخول أوروبية للعديد من المسئولين الليبيين المتورطين في أعمال العنف ضد المدنيين. بينهم القذافي نفسه. وبعض المقربين. حسب المصادر التي ذكرت أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن القذافي شخصاً مسئولاً عما يجري في بلاده من أعمال العنف وانتهاكات لحقوق الإنسان. وقالت المصادر إن العقوبات تشمل أيضاً منع الأسلحة لليبيا وكذلك كافة المواد التي يمكن أن تستخدم لأغراض قمعية. كما طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الحكومة الليبية بالوقف الفوري لأعمال العنف ضد المحتجين الليبيين. وأعلنت الولاياتالمتحدة أن إمكانية فرض منطقة حظر طيران فوق الأجواء الليبية هو أحد الخيارات المطروحة. مما يعني حرمان القوات الجوية الموالية للقذافي من القدرة علي شن الغارات علي المدن التي خرجت عن السيطرة. كما أجري أوباما اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وعد خلاله بالتنسيق بشأن الإجراءات المتعددة الأطراف الممكن اتخذها حيال الوضع في ليبيا وقال مكتب كاميرون إن الزعيمين اتفقا علي التنسيق بشأن كافة الخطوات المتعلقة بليبيا. بما في ذلك موقفا البلدين مما سيجري في جلسة مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في جنيف بسويسرا في السابع والعشرين من الشهر الجاري. والإخلاء السريع لمواطني البلدين من ليبيا. إلي ذلك أكدت مصادر إعلامية أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ستسافر إلي جنيف حيث ستشارك في جلسة المجلس المذكور وتناقش مع نظرائها الغربيين الأوضاع في ليبيا والشرق الأوسط. كما ستلقي كلينتون كلمة حول المستجدات في المنطقة خلال مشاركتها في الجلسة السادسة عشرة لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. كما جاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أن باريس ستطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الأوضاع المتدهورة في ليبيا. من جهة أخري اتهمت فنزويلا الولاياتالمتحدة وحلفاءها بالتخطيط لشن تدخل عسكري في ليبيا. وأصدر الرئيس الفنزويلي. هوجو شافيز بياناً أيد فيه حفاظ ليبيا علي استقلالها. وقال وزير خارجية فنزويلا نيكولاس مادورو إن القوي المعنية تهيئ الظروف المناسبة لتبرير غزوها لليبيا. متهماً الغرب بالتخطيط للسيطرة علي نفط ليبيا. وتعكس تصريحات المسئول الفنزويلي أقوالاً صدرت عن كوبا في وقت سابق مفادها إن الولاياتالمتحدة تقف خلف الاضطرابات التي تشهدها ليبيا.