لا أجد كلمة مناسبة تصف ما يرتكبه الآن الانتهازيون والقافزون علي ثورة الشباب من كل صوب وحدب.. سوي "فوضي". ومستحيل ان تكون هناك حياة طبيعية نستطيع من خلالها ان ندير عجلة الإنتاج من جديد ونعوض خسائرنا المهولة في ظل هذه الفوضي العارمة. *** للأسف.. أصبح التخوين والصوت العالي والاتهامات بلا سند أو دليل والتبجح إلي درجة الابتذال وقلب الحقائق ببجاحة.. دستور هؤلاء الانتهازيين والقافزين علي الاكتاف. في دستورهم.. ان كل من تقلد منصباً حكومياً أو غير حكومي خلال حكم الرئيس السابق خائن وحرامي وضعيف ويجب اقصاؤه بتهمة انه من رجال النظام البائد الذين خانوا الثورة وسرقوا أموال الشعب ولا يستحقون أن يصلوا إلي مناصبهم!! *** وهنا.. لابد ان نتوقف قليلاً ونتأمل هذا الافك ملياً.. علي النحو التالي: * أولاً: أن احداً لم يخن الثورة.. فهناك اتفاق وقناعة علي أن شباب الثورة محترمون ووطنيون ومخلصون لبلادهم ولهم أهدافهم النبيلة. * ثانياً: أن النقد اللاذع لم يكن للثورة أو لشبابها بل للانتهازيين والقافزين علي الثورة وأصحابها الأصليين كنوع من الابتزاز وتصفية الحسابات والخطف بدون وجه حق. * ثالثاً: أن معظم هؤلاء الانتهازيين والقافزين اثروا ثراء فاحشاًَ في عهد ا لنظام السابق.. ومنهم كثيرون تحايلوا علي خلق الله لكي يتواجدوا في رحابه.. وكم تمسحوا في اردية رموزه طمعاً في عطايا أو منصب.. هؤلاء "الرموز" الذين يصفونهم الآن بأنهم فاسدون! * رابعاً: أن معظم هؤلاء أيضاً من الضعاف مهنياً. الغائبين عمليا عن الساحة بإرادتهم.. كل في مجاله. * خامساً: أن أبسط قواعد الدين - إن كانوا يعلمونه - ومبادئ حقوق الإنسان والقانون أن اتهام أي شخص لابد أن يكون بأدلة مادية سليمة.. أما الاتهامات بلا أدلة فإنها اشبه بالجرائم ضد الإنسانية لأنها لا تقتل هذا الإنسان معنوياً فقط بل تصيب أيضاً أسرته في أغلي ما تملكه.. شرفها. * سادساً: إن محاولات تغيير الأمر الواقع بالقوة هي من أساليب "البلطجة" التي لا يمكن لإنسان شريف أن يرتضيها أو يخضع لابتزازها مهما كلفه ذلك.. أولي بهؤلاء الانتهازيين والمرتزقة الذين يعيشون هم الآخرون علي أكتافهم أن يسلكوا الطرق الشريفة.. لكن كيف وبينهم وبين الشرف جسور مقطوعة لا يمكن وصلها؟ ألم أقل لكم إنها "فوضي" بكل ما تحمله الكلمة من معني؟!