عاشت الكرة المصرية 48 ساعة سعادة.. وفخراً.. وفرحة كبيرة بعد الانجاز الرباعي الذي حققه فرسان الكرة المصرية إنبي والإسماعيلي بالصعود لدور الثمانية لكأس الكونفدرالية الافريقية وبعدهما كانت الفرحة الكبري للقطبين الكبيرين الأهلي والزمالك بالتأهل لدوري المجموعات في بطولة الملايين الافريقية البوابة الملكية لمونديال الأندية الحلم الأكبر والانتصار الأعظم الذي يراود جماهير الاندية الستة الباقية التي صعدت مع الأهلي والزمالك.. ولعلنا نتفق أن انجاز نجوم البيت الابيض كانت فرحة خاصة جدا لكل عشاق الكرة المصرية لأنه تحدي كل الصعوبات والعقبات التي واجهته بداية من النتيجة المرعبة التي انتهت بها مباراة الذهاب بالقاهرة مرورا بطبيعة المناخ ونقص الاوكسجين ولكن الزمالك الجديد والمعدل بقيادة مدربه فييرا أثبت انه أصبح يمتلك فريقاً قادراً علي التعامل مع لغة البطولات والمنافسة عليها بعد صيام عن الصعود لمنصات التتويج دام 7 سنوات عجافاً غابت خلالها الفرحة عن جماهير الزمالك ولكنها تحملت وصبرت وصمدت وشجعت وساندت فريقها ولم يعرف اليأس طريقه اليها.. ويبدو أن الوقت حان هذا الموسم لتحصد ثمار صبر السنوات لأن الزمالك اصبح فريقاً له شخصية في الملعب يتمتع بأسلوب وشكل في الملعب وهو يعتمد علي جماعية الأداء بعد أن تخلص تماما من اللعب بطريقة النجم الأوحد فبعد رحيل شيكابالا وعمرو زكي وميدو ثلاثي المشاكل الذي جاب الزمالك الارض ونجح الثعلب فييرا في إعادة اكتشاف وتوظيف لاعبيه والتركيز علي اللعب الجماعي واستنفار طاقاتهم واثارة غيرتهم علي النادي بعد أن صنع منهم خلطة من الصاعدين وأصحاب الخبرة الغيورين علي الفانلة البيضاء وليسوا الباحثين عن المنظرة والاضواء والفلوس.. وكانت اختيارات فييرا للنجوم القادمين من الخارج.. تعكس ما يتمتع به من عين خبيرة.. وها هو عبدالله سيسيه هداف المصري السابق يقود فريقه لدور الثمانية بعد أن سجل ببراعة هدفي التعادل في شباك سان جورج ليصعد من العاصمة أديس بابا ليستمر الزمالك في مسيرة التألق لأن تأهله جاء بعد أن تفوق خارج ملعبه منذ بداية المسابقات بداية من دور ال 64 حتي وصل لدوري المجموعات ليثبت علي أرض الواقع ان فريق الزمالك الحالي اصبح كبيرا اسما علي مسمي وليس استنادا علي تاريخه العريق فقط. ولم تقل سعادة جماهير الاهلي بإنجاز فريقها حامل لقب البطولة بعد أن قهر البنزرتي التونسي في استاد الدفاع وتكمن أهمية الانجاز انه تحقق علي أحد أندية الشمال الافريقي والتي تتسم مواجهتها دائما مع الاندية المصرية بالندية والقوة والحساسية ايضا.. وكما شاهدنا كان البطل التونسي الشقيق بشبابه غاية في الشراسة والعناد وتميز بالسرعة والاصرار كون لاعبيه يعلمون ان فرصتهم تتساوي مع الاهلي رغم انتهاء مباراة الذهاب بالتعادل السلبي ولكن خبرات ومهارات نجوم الأهلي الكبار بقيادة محمد بركات النجم الزئبقي الذي رجع 20 سنة للوراء في هذا اللقاء وتفوق علي نفسه بمهاراته وانطلاقاته واختراقاته كهداف وصانع العاب فسجل الهدف الأول من ضربة جزاء وصنع ببراعة الهدف الثاني لعماد متعب ماكينة الاهداف الحمراء التي بدأت تجيب قطن أقصد اهدافاً.. فرغم مقاومة البنزرتي وغياب عدد من لاعبي الاهلي الاساسيين ولكن قدرات وخبرات نجوم الاهلي قلبت موازين اللقاء لصالحهم خاصة انهم كانوا اصحاب هدف السبق الذي منحهم المزيد من الهدوء والتركيز في استيعاب محاولات البنزرتي للوصول لمرمي شريف اكرامي والذي كان لها بالمرصاد ليتخطي الاهلي هذا المطب الصعب ويلحق بالزمالك الذي حقق المستحيل مبروك لقطبي الكرة المصرية والمهم ان نراهما معا في نهائي العرس الافريقي وكل الامنيات الطيبة ان يتمكن إنبي ودراويش الاسماعيلي من أن يكونا طرفي نهائي الكونفدرالية الافريقية لنضمن علي الأقل ان يفوز بها فريق مصري لاول مرة في تاريخ تلك البطولة التي لم تتذوق الكرة المصرية طعم الفوز بها منذ انطلاقها في ثوبها الجديد.. قولوا معايا يارب.