بشرتنا صحيفة "روزاليوسف" اليومية بأن العلاوة الاجتماعية ستكون 25 في المائة من المرتب هذا العام.. وأقول "بشرتنا" لأن معني ذلك أن كل موظف سيزيد مرتبه في يوليو القادم وهو موعد صرف العلاوة بمقدار الربع.. وهذه تعتبر طفرة كبيرة جداً وتشكر عليها الحكومة. لكن ما يجعلنا نتوجس خيفة أن هذا التصريح جاء علي لسان مصدر مسئول بالمالية. ولم يصدر عن الوزير د.يوسف بطرس غالي.. فهل الوزير الذي عرفنا أن يده مغلولة دائماً جاءته "نوبة كرم" بشكل مفاجئ بحيث يزيد العلاوة الاجتماعية من 10 في المائة وهي التي قررت في العام الماضي إلي 25 في المائة هذا العام. لكن السؤال: إذا كانت علاوة الموظف ستكون 25 في المائة من المرتب.. فماذا سيفعل الوزير مع أصحاب المعاشات؟! هل سيتكرم عليهم وتكون علاوتهم بنفس النسبة؟! أم كالعادة سيحبطهم مثل كل عام؟! نحن نظن أن الدكتور يوسف بطرس غالي أوشك علي بلوغ سن الستين. وربما يكون ذلك في العام القادم 2012 فهل يرق قلبه ويشعر تجاههم بشيء من التعاطف؟! صحيح من الناحية العملية.. الأمر لا يهمه إن بلغ الستين أو أكثر.. ولكننا نقول ربما يتغير موقفه معهم من الناحية النفسية. دعونا لا نستبق الأحداث.. فمازال الوقت مبكراً جداً من الآن حتي يوليو القادم. لم يقتصر خبر الصحيفة علي زيادة العلاوة الاجتماعية بل بشرتنا أيضاً علي لسان المصدر المسئول بالمالية بأنه تم ارجاء مشروع اعادة هيكلة دعم المنتجات البترولية حيث كانت تجري دراسة لتحريك الأسعار بصورة طفيفة خلال السنوات الخمس المقبلة.. بل إن دعم البترول سيزيد إلي 80 مليار جنيه بعد أن ارتفع سعر برميل البترول عالمياً إلي 93 دولاراً بدلاً من .75 ومعني هذا أن الحكومة كانت تنوي فعلاً زيادة أسعار البترول لكنها تراجعت. ولو كانت قد فعلت لانقلبت الدنيا رأساً علي عقب لأن زيادة سعر البترول تتبعها زيادة أسعار جميع السلع الاستهلاكية الأمر الذي كان سيؤدي إلي حالة تذمر واحتقان.. ولكن الحكومة أحسنت بتراجعها. السؤال المهم: هل يستطيع أحد أن يخبرنا عن سبب "نوبة الكرم" الحكومي التي هبطت علينا دون توقع؟! وكيف ستمول الزيادة في العلاوة الاجتماعية. وفي نفس الوقت نحافظ علي استقرار سعر البترول؟! هل هو الخوف من المظاهرات والإضرابات والاعتصامات؟! أبداً.. فالحكومة لا تهمها هذه الأشياء.. فكم من مظاهرات وإضرابات حدثت من قبل ولم يحرك ذلك شعرة في جسم الحكومة!! إذن ما هو السر الذي حول قسوة قلب الحكومة إلي رقة وحنان؟!
