د. عزة الجرف القيادية بحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشعب السابق.. من أبرز الشخصيات النسائية بالحزب.. وقد تتلمذت علي يد الداعية الإسلامية الراحلة زينب الغزالي وارتبطت بها منذ عام 1980 حتي وفاتها عام ..2005 وهي متزوجة من الكاتب الصحفي بالأهرام بدر محمد بدر ورزقها الله بسبعة من الأبناء والبنات ولها ثلاثة أحفاد.. وقد حرصت منذ تخرجها علي العمل الاجتماعي وأسست جمعية بمدينة 6 أكتوبر لمساعدة غير القادرين وتقدم العون لهم بالإضافة إلي سداد مصروفات أبناء الأسر الفقيرة وغيرها من المساعدات الاجتماعية وتشرف علي العديد من الأنشطة الاجتماعية والإنسانية ورعاية الفقراء والأيتام والأرامل في منطقتي الهرم وأكتوبر بالجيزة. التقيناها بها وأجرينا معها هذا الحوار.. * كيف ترين الأزمة السياسية الطاحنة التي تواجهها مصر الآن.. والبعض يري أنها بدأت بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي في نوفمبر من العام الماضي. *الأزمة السياسية سببها أننا لم نتعود بعد علي الديمقراطية الصحيحة.. وليس بسبب الإعلان الدستوري لأن هذا الإعلان كان ضرورياً لأنه كانت هناك مخاوف علي مؤسسات الدولة لاستكمالها بينما هناك أناس من مصلحتهم عدم استكمال مؤسسات الدولة بل هدمها.. وعلي سبيل المثال هناك 32 مليون مصري نزلوا إلي الصناديق وانتخبوا مجلس الشعب وكانت الأغلبية من الإسلاميين.. ثم فوجئنا بوجود ضغوط لحل هذا المجلس حتي تم حله بالفعل وكانت النية مبيتة لحل مجلس الشوري والجمعية التأسيسية حتي تكون الدولة بدون أي مؤسسات.. لذلك كان لابد من الإعلان الدستوري ثم اصدار الدستور الذي اعتبره من أفضل دساتير مصر علي مر السنين. شعبية الإخوان * البعض يؤكد أن شعبية الإخوان في الشارع المصري قد انخفضت بصورة كبيرة وانه لم تعد هناك ثقة للشعب في جماعة الإخوان.. ما ردك؟! *بحمد الله شعبية الإخوان في ازدياد وثقة الناس في الجماعة تزداد وسترون ذلك في الانتخابات القادمة لمجلس النواب حيث سيحصل فيه الإسلاميون علي الأغلبية كما حصل عليها في مجلس الشعب السابق بما يمكنهم من تشكيل الحكومة وسيعرفون عندها أن الشارع متمسك بالإخوان وانه كلما اشتد الهجوم الظالم علي الإخوان من جبهة الانقاذ زاد التفاف الناس حول الجماعة أكثر وأكثر.. بينما تفقد هذه الجبهة المنعزلة عن الشعب تعاطف المواطنين الذين باتوا يعرفون جيداً من يعبر عن همومهم وقضاياهم ومن يتاجر بها. الخروج من الأزمة * كيف ترين السبيل للخروج من الأزمة الراهنة وعودة الهدوء والاستقرار إلي الشارع المصري؟ *لابد من التعاون بين جميع القوي السياسية للخروج بالوطن من المرحلة الراهنة وذلك من خلال الجلوس علي مائدة واحدة للتحاور والاتفاق بشأن القضايا الخلافية علي أرضية من التوافق الوطني ورسم خارطة طريق لكيفية الخروج من الأزمة. الدستور والمرأة * المجلس القومي للمرأة يؤكد أن الدستور الجديد الذي تم إقراره في شهر ديسمبر الماضي لم يحقق طموحات المرأة المصرية في المساواة مع الرجل.. ولم تحصل من خلاله علي أي ميزاث؟ *بالعكس تماماً فإن هذا الدستور أعطي للمرأة ميزات غير مسبوقة عبر تاريخ مصر الحديث ويكفي أن مادة "العمل" بالدستور ساوت تماماً بين المرأة والرجل في تولي جميع المناصب بما فيها منصب رئيس الجمهورية والقضاء وأن الاختيار يكون علي أساس الكفاءة وليس المحسوبية كما كان متبعاً في ظل النظام المخلوع.. ورأيي أن المجلس القومي للمرأة لا يعبر عن المرأة المصرية وليس مؤهلاً للدفاع عن قضاياها كما أن المرأة المصرية لم تعط أحداً توكيلاً للتحدث باسمها والمتاجرة بقضاياها. ظاهرة التحرش * شهدت الأسابيع الماضية عمليات تحرش بالمرأة في الأماكن التي حدثت بها مظاهرات.. وتم توجيه اتهامات لجماعة الإخوان بأنها تقف وراء هذه العمليات بهدف الإساءة لهذه المظاهرات.. ما رأيك؟ *لا اتفق مع البعض الذي يزعم أن هناك ظاهرة تحرش بالمرأة في الشارع المصري ولكنها مجرد حالات محدودة للغاية ولا يقع هذا التحرش إلا في أماكن معينة يستغلها ضعاف النفوس للتحرش بالمرأة.. وحل المشكلة في رأيي اخلاقي في الأساس ولابد للجميع أن يتعاون في الوصول إلي حل من خلال التوعية بالمساجد والكنائس ووسائل الإعلام والأسرة والمدارس وغيرها. أما عن الاتهامات الموجهة للإخوان بتحريض مجموعات من البلطجية علي التحرش والاعتداء علي المتظاهرات اللاتي يعارضن الرئيس مرسي فإنها اتهامات مضحكة وسخيفة ولا نتفق أبداً مع مرجعية الإخوان ومن يقول هذا الكلام مختل عقلياً لأن نظرة الإخوان للمرأة هي نظرة تحترم المرأة ودورها في المجتمع سواء دورها المهني أو الإنساني أو دورها داخل البيت والمجتمع فكيف يكون الإخوان هم الداعين لهذه الأفعال المسيئة. الأزمة مفتعلة * تمر مصر الآن بأزمة اقتصادية عنيفة.. حتي إن البعض زعم أننا مقدمون علي الإفلاس.. كيف ترين الطريق للخروج من هذه الأزمة؟ *هناك دول كثيرة وكبيرة تعاني أزمات اقتصادية ومع ذلك لم يقل أحد أنها علي وشك الإفلاس أو تصاب بالهلع.. وأري أن الأزمة الحالية مفتعلة.. ولدينا كل مقومات القوة الاقتصادية من موارد كبيرة وثروات بشرية وغيرها.. هناك بالفعل مشاكل في أجهزة الدولة خاصة عندما توجد احصائية تؤكد أن الموظف الحكومي يعمل 27 دقيقة ومع ذلك يتقاضي مرتباً كاملاً.. لذلك من منظومة جديدة لدفع عجلة الانتاج حتي يمكن زيادة المرتبات.. ونستطيع أن نفعل ذلك خلال وقت وجيز وذلك إذا صلحت النوايا ووضع الجميع مصلحة الوطن نصب عينيه. * يستعد حزب الحرية والعدالة حالياً لانتخابات مجلس النواب القادم.. هل سيكون تمثيل المرأة من المرحلة القادمة؟ *بالتأكيد.. سيحرص الحزب علي أن تكون المرأة في المراكز الأولي لقوائمه وسيكون الاختيار بمدي الكفاءة والاختلاط بالشارع والعمل علي حل مشاكل الناس جميعاً نساءً ورجالاً.. أما الزعم بأن دور المرأة تراجع بعد الثورة فهذا في رأيي تهميش وافلاس سياسي ومن يقول إن اعضاء الحرية والعدالة يفوزون بالسكر والزيت لا يعرف شيئاً لأن جماعة الإخوان موجودة في الشارع منذ أكثر من 82 عاماً ومرتبطة بالناس وتحرص دائماً علي تقديم المساعدات لغير القادرين. قوانين الأحوال الشخصية * هل هناك اتجاه أو نية لإلغاء قوانين الأحوال الشخصية التي تم إعدادها في العهد السابق مثل الخلع والولاية والرؤية وغيرها؟ *لكي نقر هذه القوانين بعدمها أو صحتها فلابد من قاعدة للعمل الاجتماعي يخص الأسرة والمجتمع ويكون هناك حوار مجتمعي لأفراد من الأسرة مع خبراء في الاقتصاد والقانون ويشارك فيه علماء الأزهر الشريف لمناقشة قوانين الأسرة واقرارها من خلال هذا الحوار المجتمعي لنخرج بقوانين تحقق صالح الأسرة كلها والمجتمع وفي نفس الوقت تتوافق مع الشريعة الإسلامية.. وقد أكدت مواد الدستور الجديد علي مراجعة كل القوانين التي صدرت في الثمانينيات مراجعة دقيقة وأيضاً من خلال حوار مجتمعي بهدف تنقيتها من الشوائب. أزمة العنوسة * كيف ترين السبيل لحل أزمة العنوسة التي أصبحت تعاني منها العديد من البنات؟ *لا شك أنها مشكلة كبيرة ورثناها من العهد البائد أيضاً حيث إن هناك ما يزيد علي 10 ملايين فتاة لم تتزوج حتي الآن رغم أن عمرهن تجاوز الثلاثين عاماً.. وأري أن الحل يتمثل في الرجوع للإسلام والبعد عن العادات والتقاليد البالية والمتطلبات الفجة والمهور المرتفعة والشبكة الذهبية غالية الثمن ومشروع النهضة سيساهم في حل هذه المشكلة وذلك من خلال انشاء المزيد من الوحدات السكنية والصغيرة المساحة لتتناسب مع الشباب المقبل علي الزواج وذلك بأسعار مخفضة. المصالحة * يتردد أنه ستكون هناك مصالحة مع رموز النظام السابق ليخرجوا من السجون مقابل استرداد الأموال المنهوبة؟ *ليس عندي علم بذلك ولكنني أري ضرورة محاكمة كل من أفسد سواء الحياة السياسية أو الاجتماعية فالقانون هو السيد.. وهو الحكم وقد رأينا ذلك في نقل مبارك إلي مستشفي مبارك العسكري نظراً لحالته الصحية وكذلك في إخلاء سبيل كل من فتحي سرور وصفوت الشريف وزكريا عزمي وذلك طبقاً للقانون. عودة الأموال المنهوبة * البعض يري أن الأموال التي تم تهريبها إلي الخارج لن تعود مرة أخري؟! *هذا كلام غير صحيح فالأموال ستعود حتماً ولكن الدول الغربية ترفض نتيجة ما يحدث في مصر من محاولات لهدم المؤسسات ويقولون أين الدولة؟ لذلك فإن علينا أن نعمل علي استكمال بناء مؤسسات الدولة حتي نستطيع استرداد أموالنا المسروقة من الخارج وأن تدور عجلة الانتاج من جديد وتعود المصانع للعمل.