واضح تماماً اننا إما دولة غنية لديها أموال طائلة ولهذا نستغلها في أي إنفاق.. ويبدو أن العملات الأجنبية لدينا منها فائض ضخم ولهذا يتم السحب منه باستمرار دون حساب لأي مخاطر.. أو اننا دولة لا تحسن إدارة أموالها.. وبالتالي كثر الحديث عن أزمات اقتصادية مالية.. ومستقبلية.. المهم: ذهبت لشراء جلابية من أحد المحال المصرية. والجلابية كما هو معروف زي مصري صميم.. وكانت مصر مشهورة بصناعتها.. للجلاليب بل كانت تصدرها إلي بلاد عربية كثيرة.. ولكن كانت المفاجأة اننا صرنا نستورد الجلاليب من الخارج وكانت الدولة المصدرة لها هذه المرة هي كوريا.. وهكذا أصبحت كل احتياجاتنا نستوردها من الخارج.. الذي نحتاجه.. ولا نحتاجه.. ولا يهم إذا كان مثيله ينتج في مصر المهم ان حياتنا كلها أصبحت مستوردة.. وهذا أمر بالغ الخطورة.. فلا عجب إذن من ان احتياطي النقد الأجنبي قد تدهور وهبط ليصبح 6.13 مليار دولار بينما كان قبل الثورة يزيد علي 36 مليار دولار تقريباً.. الغريب ان وارداتنا في معظمها أصبحت تسم "بالهيافة" بمعني انه من المفروض أن نستورد المستلزمات المهمة.. ولكن نجد اننا ونحن بلد مشهور بزراعة البقول مثل العدس والفول.. فإن معظم العروض في الأسواق مستوردة من بلاد العالم المختلفة. ونسأل عن الانتاج المحلي.. فنجد إجابة باهتة بأن الانتاج المصري "ضاع".. وثمة استيراد منتجات الألبان.. والموبيليات التي كانت مصر تنافس إيطاليا وفرنسا في جودتها إلي جانب القمح والمنسوجات والأصواف وغيرها.. وغيرها. الخلاصة اننا أصبحنا ننفق المليارات علي الاستيراد. وطبيعي ان يثري المستوردون ثراء فاحشا وطبيعي أيضا ان يتم تدمير الانتاج المصري.. وينتهي الأمر بمزيد من البطالة. لو اننا نحسن إدارة أموالنا لوضعنا حدوداً لكل مشكلات الاستيراد.. بحيث لا نستورد إلا الاحتياجات الفعلية الأساسية التي لا تنتج في مصر.. أما ما يقال عن توقيعنا علي اتفاقية الجات والسماح باستيراد كل شيء.. فإن الواقع يقول انه إذا حدث ضرر وإذا حدث أن تضاءل حجم العملات الأجنبية وتضاءل الاحتياطي النقدي.. فإن الحد من الاستثمار هو أحد السبل لإيقاف استنزاف العملات الأجنبية. وهناك أيضا رحلات الحج والعمرة.. التي أصبحت تستنزف المليارات والمليارات.. فنحن نري ان يخرج كل عام لرحلات العمرة والحج ما يقرب من المليونين من المصريين.. ولنا أن نتخيل كم تتحمل مصر من عملات أجنبية يتم تحويلها وإنفاقها في المملكة.. ونفس الحال بالنسبة لقضاء الاجازات في الخارج.. وكلها تستهلك مليارات الدولارات.. بصراحة لابد من إعادة النظر في سياسة إدارة الأموال.. فلا نستورد إلا المهم ولا نسمح بالسفر إلي الخارج إلا لأعداد محدودة. * حضور المعارض لا يجدي: ** مازال وزير السياحة هشام زعزوع مصراً علي حضور المعارض الدولية وشرح مميزات السياحة في بلادنا.. يا سيادة الوزير الكل يعرف امكانيات مصر السياحية.. وأي حديث عن السياحة إلي مصر في ظل هذا الاحتقان وفي ظل هذه الفوضي الأمنية والاضرابات والاعتصامات. وما تنقله المحطات الفضائية من أحداث. لن يجدي بأي حال من الأحوال ومهما فعل الوزير والوزارة فإن الحركة السياحية لن تعود إلا إذا استقر الأمن. أقول للوزير: إن أسعار الرحلات إلي الغردقة وشرم الشيخ أغلي من السفر لقضاء أسبوع في تركيا!! * من التاريخ: * الصحافة قوة تستطيع أن تبني وتستطيع أن تهدم وقدرتها علي الهدم أشد منها في البناء. خصوصاً في بلد لم ينضج بعد النضج الكافي.. ولو كان بجواري صحافة قوية مؤيدة لي لما استطاع خصومي أن ينجحوا في معارضتي. * تصريح لإسماعيل صدقي في سنة 1934 عندما هاجمه الشعب بشدة وتندروا بدستور 1930 الذي أصدره بديلا عن دستور .1923 من مذكراته: ** "لنا في جلالة الملك المسلم أيده الله أملاً.. والرأي في الأحزاب السياسية انها نظم غريبة لا تلائمنا. في الوقت الذي ندعو فيه لحزب واحد يقوم علي المبادئ الإسلامية.. ولا ذنب لنا في أن تكون السياسة جزءاً من الدين وأن يشمل الإسلام الحاكم والمحكومين... وليس في تعاليمه ما لقيصر لقيصر وما لله لله.. فالقيصر وما للقيصر.. لله الواحد القهار". * من مقال لمرشد الإخوان المسلمين حسن البنا نشر العدد الأول من مجلة التنوير عام .1931 ** "يسقط الدستور.. تسقط الحرية.. تسقط الديمقراطية.. يسقط المتعلمين.. كانت هذه الهتافات يذيعها راديو القاهرة في 29 مارس سنة ..1954 وأطلق عليها المذيع يومها بأنها مظاهرات شعبية رائعة..". * عن كتاب جمال عبدالناصر لأحمد أبو الفتح صاحب جريدة المصري في وصف أحداث الأزمة السياسية في عام .1954 ** "أمن هذه السجون يوضع أصحاب الرأي؟ أيمكن أن نجد في أي من بلاد العالم المتحضر وصفاً متشابهاً أيمكن أن يكون الوضع قد تغير وأصبح لأصحاب الرأي سجون أكثر احتراما.. ولكن مهما تغيرت الحكومات وتقلبت العهود فالنظرة التي ينظرون بها إلي الآراء المخالفة.. هي هي لا تتغير.. والسجن الذي يوضع فيه الكُتِّاب هو.. هو.. قبر للأحياء. * من مذكرات فاطمة اليوسف بعد أن تعرضت للسجن لإهانتها أحد وكلاء النيابة.