المثل الشعبي يقول "لا تعايرني.. ولا أعيرك.. الهم طايلني وطايلك" هذا هو لسان حال منتخبات كرة القدم العربية بشمال أفريقيا والتي تعيش حالة تراجع وترد شديدتين فالمنتخب المصري فرعون القارة السمراء وصاحب الرقم القياسي في الفوز بكأس الأمم الأفريقية فشل بجلالة قدرة في الوصول لنهائيات الأمم الافريقية المقامة حاليا بجنوب أفريقيا عندما خرج من التصفيات التمهيدية أمام فرق حديثة العهد باللعبة ومازالت تبحث لنفسها عن مكان علي خريطة القارة الإفريقية.. خرجنا للمرة الثانية علي التوالي في فضيحة كبري وكانت المرة الأولي في هذا الفشل الذريع.. بقيادة المعلم حسن شحاتة المدير الفني آنذاك وبعد استبعاده واستقدام الأمريكي برادلي ليصلح ما أفسده المعلم شحاتة طلع برادلي "أمريكاني" وقاد منتخب الفراعنة للفشل الثاني علي التوالي.. وكأنك "يا أبوزيد.. ماغزيت" لنجلس جميعا في بيوتنا نتابع المونديال الأفريقي عبر شاشات الفضائيات نمصمص شفايفنا.. ونتحسر علي مصيرنا.. وكانت المفاجأة غير السارة ونحن نشاهد صراع وحوش أفريقيا في بلاد العم مانديلا هذا الفشل المروع والانهيار الكبير لمنتخباتنا الشقيقة العربية تونس والمغرب والجزائر التي خرجت بخفي حنين من الدور الأول للونديال الأفريقي وكأنها لم تذهب فلم يشعر بها أحد.. ولم تترك بصمة فالأداء الفني والخططي والجماعي والمهاري متواضع للغاية وكأنها في سنة أولي كرة بينما أعلنت البطولة عن ظهور قوي كروية جديدة مثل بوركينا فاسو ومالي من دول الغرب الأفريقي والتي تشهد طفرة هائلة في مستويات منتخباتها.. ولا أحد يقول لي إن الثورة سبب فشل منتخبات شمال أفريقيا وأري أن القضية ببساطة تتوقف علي حسن الاختيار للاعبين ومدي امتلاكهم لمهارات وموهبة فنية وفردية لأنه مهما كان التزام اللاعبين بالتكتيك وخطة اللعب التي يلعب بها مدربهم.. فإن الفيصل في النهاية في تحقيق الانتصارات يتوقف علي عدد اللاعبين الموهوبين فنيا ومهاريا لأنهم وحدهم يمتلكون القدرة علي الابتكار والابداع في الملعب وايجاد الفرص الخطيرة علي مرمي المنافس إلي حد استغلال أنصاف هذه الفرص في التهديف وترجيح كفة فرقهم وقيادتها للفوز والمنافسة علي البطولة وهم من نطلق عليهم النجوم وهنا تكمن مشكلة منتخب مصر الذي يعاني في العامين الاخيرين من قلة المواهب الحقيقية بعد أن أوشك جيل بركات وأبو تريكة والحضري وجمعة إلخ علي الاعتزال بفعل عامل الزمن بعد ان أدوا دورهم وحصدوا ثلاث بطولات أمم افريقية فقد تخطت أعمار هذا ا لجيل الذهبي الثلاثين عاما ومن الطبيعي أن يقل انتاجهم في الملعب لتراجع معدلات اللياقة البدنية بينما الجيل الذي يليهم يفتقر للموهبة الواضحة التي تؤهله للتصرف الأمثل في المواقف الصعبة والابتكار في الملعب فالمنتخب الاوليمبي لا يصلح منه للعب في منتخب الفراعنة الذي يحلم بالصعود لمونديال البرازيل حلم ملايين المصريين سوي ثلاثة لاعبين فقط هم أحمد الشناوي ومحمد صلاح ومحمد ابراهيم وبينما لدينا ندرة في الهدافين وتراجع في مستوي البعض أمثال عماد متعب وعمرو زكي خرج ولم يعد فقد امتدت أزمة الفراعنة لتصدع خط الدفاع حتي مني مرماه ب 9 أهداف في ثلاث مباريات آخرها خسارته امام شيلي ليبقي الفريق بلا أنياب هجومية أو دفاع متماسك ومنظم قادر علي التغطية السليمة والرقابة الصارمة وفي المقابل مازال الامريكي برادلي تائها بين نجوم أوشكوا علي الاعتزال.. ولاعبين انصاف ارباع مواهب يادوبك يقودوا المنتخب من استاد القاهرة لبرج العرب بالاسكندرية وليس البرازيل بطولة الكبار.