نظرتُ إلي صورتي يوسف ومريم المنشورتين في الصفحة الأولي بصحيفة "المصري اليوم" فانفطر قلبي وتفجرت الدموع من عيني.. طفلان بريئان ضاحكان تهفو إليهما قلوب كل من يشاهدهما.. الأمل والسعادة يغمران عيونهما.. لو أنهما ماثلان أمامك بشخصيهما لا تستطيع أن تمنع نفسك من احتضانهما.. فالطفولة لها مذاق خاص عند الكبار. وعند مرهفي الاحساس بوجه خاص. يوسف ومريم ابنا ال 10 وال 7 سنوات فارقا دنيانا قبل الأوان وراحا ضحية غدر أم تلبسها الشيطان فأقدمت علي قتلهما بصورة بشعة لا يقدم عليها أعتي المجرمين المحترفين للقتل.. لماذا وكيف؟! الله أعلم!! الوصف الذي ذكرته الصحيفة لعملية القتل والطريقة التي تمت بها تقشعر له أبدان القاسية قلوبهم فما بالك بالانسان العادي الذي لا يقوي قلبه علي رؤية ذبح دجاجة؟! دخلت الأم علي طفلها يوسف التلميذ بالصف الخامس الابتدائي فألقت عليه تحية الصباح وهو يقف أمام المرآة يمشط شعره. ثم طبعت قبلة علي خده.. ثم استدارت فجأة لتغلق باب الحجرة وتحضر قطعة قماش مبللة علي طريقة ريا وسكينة وتكتم بها أنفاس فلذة كبدها!! يا للمصيبة!! يحاول الطفل المقاومة وهو يسألها: فيه إيه ياماما؟!! ولكن قلب ماما تصلب وكأنه قُدَّ من حجر.. صمت أذنيها عن توسلاته وبكائه.. تسمع مريم التلميذة بالصف الأول الابتدائي من خارج الغرفة صرخات شقيقها فتبكي وتسأل: يوسف ماله ياماما؟! لكن الأم تنهرها وتأمرها بالانتظار في غرفتها!! يستمر الوحش الذي تلبس جسد الأم في ارتكاب الجريمة.. فتحضر حبلا بلاستيكيا وتلفه حول عنق الطفل حتي برزت عيناه وتدلي لسانه من فمه!! ثم ماذا أيتها الأم المتوحشة؟! لم يكفها أن تري صغيرها وقد أصبح جثة هامدة. لتسرع إلي المطبخ وتحضر سكينا وتقطع رقبته لتتأكد من وفاته!! ثم ماذا أيتها الأم؟! خرجت من الحجرة وصرخت: تعالي يا مريم بسرعة.. خرجت الطفلة ذات السنوات السبع لتسألها في براءة.. فين يوسف ياماما.. لكن ماما أجابتها بطعنة من نفس السكين في رقبتها وتقطعها بدم بارد ويد ثابتة لا ترتعش!! هل يصدق أحد هذه الرواية؟! أعتقد أن أي مؤلف أو سيناريست مهما اشتط به خياله لا يمكن أن يصل في كتابة قصة من قصص الجريمة إلي هذا التصور! لو كانت هذه الرواية حقيقة واقعة فإنني اعتقد أن هذه إحدي علامات الساعة.. الأم التي يضرب بها المثل في الحب والحنان.. الأم التي تضحي بحياتها فداء لإصبع من أصابع ابنها.. الأم التي نراها ثكلي علي ابن استشهد هنا أو هناك.. هذه الأم هل يمكن أن تقتل طفليها بهذه القسوة والبشاعة؟! انها لا شك إحدي علامات الساعة. ماذا فعلت الأم بعد قتل طفليها؟! الرواية تقول إن الأم ذكرت في بداية التحقيق انها تركت الطفلين في المسكن بمنطقة كامب شيزار بالاسكندرية وذهبت لشراء بعض احتياجات المنزل واكتشفت عقب عودتها الجريمة. شك المحقق في رواية الأم بعد أن رفض زوجها الأب المهندس محمد يوسف اتهام أحد بالتسبب بالجريمة. وبعد أن لاحظ جرحا بإصبعها فحاصرها بالاسئلة حتي انهارت واعترفت بارتكاب الجريمة!! هل هناك سر وراء هذه الأم؟! ربما تكشف الأيام شيئا بشعا دفعها إلي ارتكاب هذه الجريمة.. ونرجو ألا يخرج علينا أحد بأنها مضطربة نفسيا ليبرر ارتكابها لهذه الفعلة.. فالرواية التي وصفت الطريقة التي ذبحت بها طفليها ثم محاولتها الانكار.. ثم الاعتراف تحت وطأة أسئلة المحقق كلها تنفي كونها مضطربة نفسيا. وارتكبت جريمتها وهي في كامل وعيها.. الكآبة تلفنا.. والنكد يحيط بنا من كل ناحية نتيجة للوضع المأساوي الذي تعيشه مصر.. وتأتي مثل هذه الحوادث البشعة.. ويأتي قتل يوسف ومريم علي يد أعز الحبايب لتزيدنا اكتئابا ونكدا!! فأين الأمان الذي افتقدناه حتي داخل بيوتنا؟!