قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن سوريا معرضة للسقوط في أيدي الجماعات الإسلامية المتشددة مالم تقدم الجهات الداعمة للمعارضة السورية مزيدا من المساعدة لها في الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد. وفي كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر في باريس مع كبار أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض قال فابيوس إن الاجتماع يجب أن يركز علي جعل المعارضة أكثر تماسكا سياسيا وعسكريا لتشجيع المساعدة الدولية. أضاف "في مواجهة انهيار دولة ومجتمع هناك خطر بأن تكسب الجماعات الإسلامية أرضا إذا لم نتصرف كما ينبغي".. وتابع "لا يمكن أن ندع ثورة بدأت باحتجاجات سلمية مطالبة بالديمقراطية تتحول إلي صراع بين ميليشيات"..وتزداد المخاوف الغربية بشأن القوة المتنامية للمتشددين الجهاديين الذين يقاتلون بشكل مستقل في الصفوف غير المنظمة لمقاتلي المعارضة المناوئين للأسد. وتقول مصادر دبلوماسية إن ذلك عرقل المساعدات الدولية للائتلاف الوطني السوري المعارض المعتدل وربما يدفعه إلي الارتماء في أحضان داعميه من الإسلاميين المحافظين.. وأضاف أن المعارضة تحتاج إلي حكومة مؤقتة أو انتقالية لتقديم المساعدة إلي ملايين السوريين في المناطق "المحررة" والمساعدة علي إسقاط نظام الأسد. أشار إلي أن المعارضة قالت منذ البداية إنه ينبغي أن يكون مقرها في سوريا ولكنها لم تتلق حتي الآن أي أموال تكفي لإدارة حكومة.. وقال جورج صبرا وهو نائب آخر لرئيس الائتلاف الوطني السوري إن الائتلاف يحتاج إلي 500 مليون دولار علي الأقل لتشكيل حكومة. غير أن تفكك المعارضة أثني الغرب عن زيادة مساعداته لها خاصة الأسلحة المتطورة والذخيرة التي يحتاج إليها المعارضون بشدة.. وقال صبرا إن المعارضة تحتاج إلي السلاح منذ اللحظة الأولي مشيرا إلي أنه في آخر اجتماع لأصدقاء سوريا اعترفوا بحقوق المعارضين في الدفاع عن أنفسهم ولكنه تساءل ما معني ذلك إذا لم يستطع المعارضون تقديم المساعدة للضحايا. وسيطر مقاتلو المعارضة علي أراض في شمال وشرق سوريا بما فيها عدة معابر حدودية وحققوا بعض التقدم في الحد من سيطرة الأسد علي المدن الكبري. غير أن القوة الجوية للأسد وتفوقه الكبير في السلاح يحدان من تقدمهم. كانت فرنسا قالت الأسبوع الماضي إنه ليس هناك أي علامات تشير إلي قرب الإطاحة بالأسد متراجعة بذلك عن تصريحات سابقة بأن الأسد لن يستطيع الصمود طويلا بينما قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن الزعيم السوري سيشدد قبضته علي السلطة في الوقت الحالي.. وقال فابيوس إن اجتماع باريس له أهداف متمثلة في تلبية احتياجات السكان السوريين المتضررين والسعي وراء هيكلة داخلية وإخضاع الوحدات القتالية المعارضة التابعة للجيش السوري الحر تحت سلطته السياسية والإعداد للفترة الانتقالية بعد رحيل الأسد. ورغم ذلك تجنب فابيوس مسألة تسليح مقاتلي المعارضة مؤكدا قلق الدول الغربية من وقوع الأسلحة في أيدي الإسلاميين في سوريا وفي أنحاء المنطقة المضطربة.