علي رصيف دار القضاء العالي ونقابة المحامين عدد كبير من الباعة الجائلين يفترشون الأرض بشكل يعيق المارة الذين يضطرون إلي الوقوف في طابور للحظات حتي يمر طابور آخر من المارة يسير في الاتجاه المضاد.. هؤلاء الباعة يبيعون مثل غيرهم كل شيء وأي شيء من أجهزة المحمول إلي أجهزة الصواعق الكهربائية.. نعم تباع علي رصيف دار القضاء صواعق كهربائية.. وفي عز الظهر.. تخيلوا!! يبدو أنني سأطلب منك أيها القارئ العزيز خيالاً أوسع من ذلك حين أقول لك إن الزبائن التي كانت تقف عند بائع الصواعق الكهربائية هم 3 من مجندي الشرطة بزيهم الميري يسألون البائع عن نوع وسعر كل صاعق.. أعترف أن المشهد أفقدني توازني وأنا في طريقي إلي نقابة الصحفيين لاستخراج "كارنيه" العام الجديد.. يا إلهي هل وصلنا إلي هذا الحال من الفوضي والانفلات بحيث تباع أجهزة ممنوعة قانوناً في وضح النهار أمام دار القضاء والزبائن رجال شرطة!! إن ظاهرة الباعة الجائلين تتفاقم يوماً بعد يوم.. وأعدادهم تتزايد باستمرار لدرجة أنه يمكن القول إنهم صاروا يحتلون أرصفة شوارع وسط البلد.. بشكل أساء بل أهان أجمل شوارع العاصمة.. والحملات الأمنية ثبت فشلها في علاج تلك المشكلة.. فكم من مرة قام مدير أمن العاصمة بهذه الحملات وتم تحرير المحاضر وإزالة الإشغالات ثم بعد ساعات تعود الكرة من جديد ويفترش الباعة الأرض ليبيعوا بضاعتهم للمارة أمام رجال الشرطة!! حتي القوانين الأخيرة بتغليظ العقوبات لم تردع هؤلاء الباعة.. فما الحل إذن؟!.. أعرف أن البائع أي بائع معذور لأنه بالتأكيد ليس أمامه بديل غير الوقوف علي الرصيف طوال النهار والليل ليعرض بضاعته أياً كانت وقد يمر عليه اليوم ولا يكسب ما يسد احتياجاته اليومية.. ولو كان وجد أمامه فرصة عمل أخري ما تركها.. فمعظمهم لا يمتلك بضاعته.. بل يبيعها لصالح تجار كبار بينما يحصل البائع علي هامش بسيط من الربح!! لقد أعلن الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة مؤخراً عن قرب الانتهاء من إنشاء أكثر من 56 سويقة للباعة الجائلين في نطاق المحافظة.. وهو كلام سمعناه كثيراً إلا أنه يبدو أن هناك صعوبات في تنفيذه.. المهم هل ستحل هذه السويقات مشكلة الباعة الجائلين؟!.. لقد قال المحافظ إن القاهرة وحدها في حاجة إلي سويقات ستكلف الدولة 90 مليون جنيه.. فهل ضمنت المحافظة أن تلك الأسواق سترضي وتشبع رغبات الباعة أم أننا سنفاجأ بعد تسكينها بعودة الباعة أو ظهور باعة جدد يحتلون أرصفة الشوارع من جديد؟!!