بعد أن ازدادت وبشكل ملحوظ حالات الانفلات الأمني والتسيب في الشارع البحراوي, بعد أن سيطر الباعة الجائلون بالقوة ليس فقط علي أرصفة الشوارع ولكن أيضا امتدت سيطرتهم علي نهر الشارع,فاعاقوا حركة مرور السيارات والمواطنين علي حد سواء. وأصبحت الأرصفة والشوارع بمثابة مواقع لمحلات عشوائية يقوم الباعة بتأجيرها وكأنها محلات مرخصة لهم, فأصبح الموقف بمثابة حرب شوارع فيها الكر والفر بين الشرطة والباعة الجائلين. وقال عبدالبديع الحفناوي محام ان الموقف أثبت فشل الحملات الأمنية في القضاء علي ظاهرة الباعة الجائلين وافتراشهم للأرصفة ونهر الشارع بالقوة وذلك لعدم المتابعة لضمان التطهير الكامل والنهائي للشوارع منهم والاكتفاء بمصادرة بعض البضائع التي يقومون ببيعها ثم ترك المواقع ليتجدد احتلاله بمعرفة الباعة الجائلين وحول قيام شرطة المرافق بدفع الباعة لتطهير نهر الشارع وتسكينهم علي الأرصفة كحل مؤقت أمام المحلات المرخصة, أوضح الحاج رمزي صاحب مكتبة أن هذا الأمر يهدد تجارة تلك المحلات بكساد بضاعاتهم ويعرضهم للخسارة ويجعلهم عرضة للأبتزاز, مؤكدا أن هذا الحل مؤقت ومسكن للمشكلة وليس حلا لها وسوف يؤدي في النهاية إلي معركة واشتباك بين أصحاب المحلات والباعة الجائلين الذين يفترشون الأرض ببضائعهم أمام تلك المحلات. وطرح ميشيل جرجس صاحب محل أدوات منزلية حلا للمشكلة بقوله: ما المانع في أن تقوم الدولة باعداد مساحات الأرض المهجورة بالمدينة والتي تحولت إلي خرابات ومقالب للقمامة ويتم تحويلها إلي أسواق مؤقتة يفترشها الباعة الجائلون لعرض بضائعهم دون تحديد لمواقع مخصصة لأشخاص بعينهم واقامة أي مبان فيها. وفي اطار طرح الحلول أكد أحمد الأعرج نائب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور أن هناك دراسة يتم اعدادها لايجاد أسواق بديلة متعددة يتم فيها تجميع الباعة الجائلين وتقنين أوضاعهم للقضاء علي عشوائية تواجدهم علي أرصفة الشوارع والميادين, وازالة الأكشاك غير القانونية المقامة في أماكن غير مصرح بالتواجد فيها, كما أن الوحدة المحلية تقوم الآن بدراسة فكرة اقامة سوق اليوم الواحد التي اقترحتها بعض المحافظات الأخري وتقوم بتجربتها وذلك تمهيدا لتقييمها لمعرفة مدي ملاءمتها للتطبيق بمحافظة البحيرة. فيما رفض جابر السيد أحد الباعة الجائلين فكرة سوق اليوم الواحد أو التجمع في منطقة محددة مؤكدا أن تلك المنطقة وفي أغلب الأحوال ستكون بعيدة عن حركة الجماهير وكثافة تواجد المواطنين كقوة شرائية وسوق تؤدي إلي إضعاف رزقهم وخراب بيوتهم علي حد قوله خاصة أنهم لم يرتكبوا أي جريمة سوي البحث عن الرزق الحلال في مكان تري الحكومة أنهم ليس لهم حق التواجد فيه. وحول جهود الشرطة في القضاء علي ظاهرة الباعة الجائلين وسيطرتهم علي الشوارع والأرصفة أكد اللواء ممدوح حسن مدير أمن البحيرة أن الحملات الأمنية مستمرة وبشكل مكثف لمنع عودة اشغالات الباعة للأرصفة والطريق ومصادرة وازالة كل الاشغالات التي تعوق حركة المرور للسيارات والجماهير. وصرح المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة بأنه يتم الآن عمل حصر شامل بجميع المساحات التي تصلح لاقامة سويقات للباعة الجائلين بجميع مراكز ومدن المحافظة, وتشغيل الأسواق غير المستغلة, موضحا أنه قام باعطاء التوجيهات بنقل الباعة الجائلين المتواجدين بمنطقة كوبري أفلاقة بمدينة دمنهور إلي داخل السوق ومنحهم باكيات لمدة ثلاثة أشهر بالمجان, وتقسيط الايجارات المتأخرة علي مستأجري المحلات بالسوق مع بحث امكانية تخفيض القيمة الايجارية لهم ونقل سيارات السرفيس لتكون بجوار السوق لتنشيط الحركة التجارية.