هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي تتسم بالغموض الشديد.. خاصة عندما أسدلت ستائر الأسرار علي شخصية "المجني عليها" وأحاطت الألغاز أيضاً بشخصية "الجاني" وعدم معرفة دوافع ارتكابها نظراً لعدم التعرف علي هوية القتيلة التي عثر علي جثتها مصابة بأكثر من 20 طعنة بانحاء متفرقة من الجسد مما أكد الرغبة الملحة للجاني في الانتقام واشفاء غليل الغضب والغيظ الذي سيطر عليه ودفعه لارتكاب هذه الجريمة بكل قسوة وبشاعة. لم يكتف "الجاني" بهذه الطعنات القاتلة.. بل اراد تأكيد القتل فأشعل النار في جثة "المجني عليها" إمعاناً في الانتقام.. أو لتشويه معالمها الذي يؤدي لاخفاء شخصيتها لتضليل رجال المباحث.. وأيضاً لابعاد الشبهات عن نفسه واخفاء معالم جريمته مما يرجح أنه علي معرفة بالقتيلة.. وان كشف شخصيتها والتحري عن دوافع الجريمة يكشف علاقته بالمجني عليها وفي النهاية يفضح أمره. بدأت أحداث الكشف عن الجريمة ببلاغ من الأهالي الي مأمور مركز شرطة كفر الشيخ بالعثور علي جثة امرأة طافية علي سطح مياه ترعة السر وبين أراضيهم الزراعية القريبة من طريق المرابعين خلف حي الترعة البيضاء.. وباخطار رئيس مباحث المركز أسرع الي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة القتيلة ترتدي كامل ملابسها وبيدها أسورتين ودبلة من الذهب الصيني. بالمعاينة الظاهرية تبين وجود أكثر من 20 طعنة بأنحاء متفرقة من الجثة بالاضافة لاصابتها بحروق شديدة بكافة أنحاء الجسد مما يشير الي انها تعرضت للتعذيب قبل قتلها أو أن الجاني اشعل النار في جسدها بعد تمزيقه بآلة حادة "سكين" وتبدو ملامحها كأمرأة في نهاية العقد الثاني من عمرها. تحرر محضر بالواقعة واخطرت النيابة التي انتقلت الي مكان العثور علي الجثة وأجرت معاينة.. كما قامت بمناظرة الجثة وامرت بنقلها الي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة والاصابات الظاهرة بالجثة والأداة المستخدمة في احداثها وبيان ان كانت هناك اصابات أخري من عدمه.. وفحص الحروق بالجثة وبيان أسبابها وكيفية حدوثها سواء كانت باشعال النار أو استخدام مادة كاوية ووجود تعذيب من عدمه. كما طلبت الاستماع لأقوال مكتشف الجثة والمبلغ عنها وأيضاً أهالي المنطقة لمعرفة ان كانت هناك مشاهدات تشير لمرتكب الجريمة أو أي معلومات عنها.. كما انتدبت خبراء المعمل الجنائي لرفع بصمات الجثة والتحري عن شخصيتها وان كانت هناك آثار بصمات أخري علي الجثة أو متعلقاتها.. كما كلفت المباحث بتصوير الجثة والنشر عنها في محاولة لمعرفة هويتها. أعد مدير مباحث كفر الشيخ فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية لكشف غموض الحادث.. ودلت تحرياته الأولية ان المجني عليها ليست من أهالي المنطقة حيث لم يتعرف أحد عليها.. ورجحت المعلومات ان الجريمة وقعت بدافع الانتقام للشرف.. وأن حل لغز القضية متوقف علي التعرف علي شخصية القتيلة. أيضاً اشارت التحريات الي ان الجاني قام بقتل المجني عليها أولاً بأكثر من 20 طعنة ثم حرق جثتها باستخدام مادة كاوية ظهرت أثارها علي ملابس القتيلة التي توجد صلة بينها وبين الجاني الذي انتقم منها بقتلها بهذه الصورة البشعة.. وبكل هذه القسوة ثم حمل الجثة والقي بها في الترعة بعيداً عن مكان ارتكاب الحادث. وراح فريق البحث الجنائي يفحص بلاغات الغياب بقري المركز وأيضاً المراكز المجاورة وان كانت أوصاف احداهن تنطبق علي المجني عليها من عدمه.. كما تم تصويرها ووضع الصورة بنقاط ومراكز المديرية للنشر عنها لمن يتعرف عليها. كما لم يستبعد رجال المباحث وجود خلافات مالية أو نزاعات حول ميراث أو حتي خصومة ثأرية دفعت الجاني لارتكاب جريمته وتجريد المجني عليها من كل متعلقاتها الدالة علي شخصيتها لاخفاء معالم جريمته وتضليل رجال المباحث باخفاء معالم القتيلة والقاء جثتها في مكان بعيد عن محل سكنها.. لابعاد الشبهات عن نفسه والهروب بجريمته عن القصاص. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال البحث الجنائي جهوداً مضنية وحثيثة فحصوا فيها كافة الاحتمالات ودرسوا كل المعلومات التي توافرت بين أيديهم.. لكن أي منها لم يقودهم الي خيط يكشف غموض الجريمة.. لتستمر هوية المجني عليها في بئر الأسرار.. وأيضاً تحيط الألغاز بشخصية الجاني الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!