عندما قامت ثورة 25 يناير كان من أهم مطالبها إبعاد كل من اشتغل بالعمل العام وتولي أي مناصب في الدولة السابقة وحرمانهم من العمل السياسي لمدة عشر سنوات .. وكي يكون هذا القرار مفعلاً وسارياً نص عليه في الدستور الجديد الذي استفتي عليه وأقر منذ أيام ليؤكد حرمان هذه الفئة التي أطلقوا عليها الفلول من المشاركة في العمل السياسي. غير ان جهات كثيرة تحاول تفسير تلك المادة سواء بنص ما جاء بها أو خروجاً عنها حتي ان بعضاً منهم راحوا يطالبون بل ويحرمون هذه الفئة والتي من بينها شخصيات كثيرة كانت ومازالت لها اياد بيضاء في العمل العام بعيداً عن السياسة. وجاء أحد تفسيرات مادة الدستور بالنسبة للفلول حرمانهم من الترشح للأندية الرياضية بل والإطاحة لمن يتواجد بهذه المجالس في الوقت الحالي. وأمامي مثل من بين الشخصيات التي تنطبق عليها بند الدستور والحرمان من العمل السياسي خلال المدة التي حددتها مادة الدستور لنري كيف يكون إبعاد شخصيات لها مكانتها في المجتمع الرياضي.. و ولهم بصمات واضحة وانجازات لم يستطع غيرهم تحقيقها. المهندس محمد فرج عامر رئيس نادي سموحة وعضو مجلس الشوري السابق.. استطاع هذا الرجل وهو واحد من أفضل رجال الصناعة في مصر وله إنتاج يشهد به الشعب المصري كله حيث التعامل معه يومياً.. ونظراً لعشقه للرياضة تولي إدارة نادي سموحة يوم كان مكاناً يخشي الناس الاقتراب منه في منطقة عشوائية مليئة بالخرابات والزرع الشيطاني ولا تؤي غير الحيوانات الضالة ويندب حظه كل من يسكن بجواره. استطاع فرج عامر ان يحول هذا النادي إلي واحد من أفضل الأندية المصرية ويضاهي أفضلها وأفخمها بعد ان تعددت ملاعبه.. وصالته الرياضية.. ومبانيه الاجتماعية.. وزادت أنشطته وتحقيق انجازات رياضية باتت علي كل لسان.. فضلاً عن تكوين فريق لكرة القدم استطاع بعد سنوات قليلة يكون ضمن أقطاب فرق الدوري العام. بات نادي سموحة في الوقت الحالي يضاهي الأندية المصرية الراقية في المجتمع السكندري لا يقل عن نادي سبورتنج الذي انشئ أيام الانجليز وبات أفراد المجتمع السكندري يتمنون الانتماء إليه بعد أن تحولت المنطقة إلي منتجع سكني وأحد الأماكن الراقية في العاصمة الثانية وفي صدارة خريطة عروس المتوسط.. كذلك بفضل فرج عامر ومجموعة من أعوانه المخلصين. لتكون الفاجعة غير الصحيحة مطالبته بالابتعاد طبقاً للمادة التي تحرم رجال الدولة السابقين من العمل السياسي ظناً من المطالبين ان ذلك يندرج علي العمل ومنه رئاسة أو عضوية الأندية الرياضية التي هي في الأصل عمل تطوعي لا يتقاضي عنه أجراً. ان وجود شخصية مثل فرج عامر في العمل العام التطوعي من خلال نادي سموحة هو فائدة كبيرة وغالية للرياضة ذاتها والتي أقرها الدستور الجديد بضرورة رعايتها ورعاية ممارسيها. وعليه فالمطلون الآن ونحن نطبق بنود الدستور الجديد ان يكون ذلك تفسيراً صحيحاً لبنوده حتي تأتي الفائدة من هذا الدستور كبيرة ومفيدة وتخسر من ورائها شخصيات تساهم في رقي المجتمع من خلال تواجدها حتي لو كانت محرومة من العمل السياسي لأن كل مهمتها خدمة لبلد..