الأحزاب المدنية القت بالمسئولية في حالة الانقسام الشديد واتساع الهوة والمسافة بين التيارات الوطنية علي الاحزاب الدينية التي استولت علي الثورة مما ادخلنا في مأزق صعب بسبب قيامهم باقصاء كل من يخالفهم في الاتجاه أو الرأي. أما الأحزاب الدينية فردت بشدة علي الاتهامات الموجهة اليهم مؤكدة ان الأطراف الأخري تسعي الي هدم نموذج الدولة ويصدرون الأزمات والمشاكل ولا يسعون لبناء جسور من الحوار البناء من أجل مصلحة الوطن مشيرين الي ان الأحزاب الدينية هي في الأساس احزاب مدنية. * أمين اسكندر نائب رئيس حزب الكرامة وعضو مجلس الشعب السابق قال ان الوطن يمر بخطر داهم بسبب الصراع الدائر بين قوي الثورة الحقيقية التي شعرت ان هناك قوي أخري وأقصد تحديدا تيار الإسلام السياسي وبعض أصحاب المصالح قد استولوا علي الثورة.. ورغم ان الخلاف السياسي ما بين الليبراليين والقوميين من جانب والإسلاميين من جانب آخر شيء طبيعي ومطلوب الا ان المأزق الذي نعيشه أدي إلي تطور الأمر تطور الي صراع وتناحر وتقسيم المجتمع. أضاف ان هذا الصراع له خطورته علي الوضع في مصر حيث يؤخر بدرجة كبيرة الوصول الي حالة الاستقرار التي نبغيها حتي نستطيع ان نجني ثمار الثورة ومن أبرز اشكال الصراع ما حدث الجمعة قبل الماضي بالتحرير وما حدث فيها من تجاوزات خطيرة. أشار الي ان هناك سلبيات عديدة يعاني منها المواطن نتيجة هذا الصراع منها عدم حصوله علي متطلباته الأساسية وحالة الانفلات وغياب الانضباط بالشارع بالاضافة الي المظاهرات الفئوية التي لا تنقطع منذ قيام الثورة. * د. محمد أبوالعلا رئيس الحزب الناصري يرفض ان يتم تشخيص الصراع الدائر علي أنه بين ما هو ليبرالي وما هو اسلامي مؤكدا ان الإسلام ليس حكرا علي جماعة واحدة أو فصيل معين ولكنه دين عظيم يستوعب الجميع والمنتمين اليه يمارسون شعائرهم وطقوسهم دون حاجة لوصاية من أحد. استطرد قائلا ان جماعات الإسلام السياسي سواء الإخوان أو السلفيون أو الجهاد تبغي السياسة وتتستر تحت عباءة الدين لأنها تعلم جيدا طبيعة الشعب المصري المتدين الذي عاني في الوقت نفسه عصوراً طويلة من القهر من حكامه ومن ثم يلجأ للدين كملاذ ومخرج مما يعاني منه. أضاف ان الصراع الحقيقي هو صراع اجتماعي واقتصادي بين اتجاهين الأول يستهدف العدالة الاجتماعية واقامة اقتصاد حقيقي يجني ثماره جميع طبقات الشعب وليس طبقة واحدة وهذا الاتجاه يؤمن بحق الجميع في العلاج والتعليم باختصار هذا تيار يؤمن بالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ويمثله بقوة القوميون واليساريون.. والاتجاه الثاني علي النقيض من ذلك تماما وهو الرأسمالي ويضم بين جنباته الليبراليين والإسلاميين فرغم الصراع الظاهر بينهما الا انهما في النهاية لهما نفس الاتجاهات والأفكار وتوحدهما المصالح. أشار الي ان التحالفات الموجودة علي الساحة معظمها يغلب عليه الطابع الإعلامي والانتهازي دون امتلاك مشروع حقيقي يخرج الناس مما يعانون منه واعتقد ان هذا لن يستمر طويلا فالمواطن قادر علي افراز الذين يقضون معه بشكل حقيقي من بين الذين يتاجرون به. * د. مغاوري شحاتة رئيس حزب مصر القومي يري ان الصراع الحالي راجع الي وصول جماعة الإخوان للحكم وهؤلاء لهم برنامج محدد لا ينحاز الا لمبادئهم ولا يستعين الا بمن يؤمن بمعتقداتهم وينتج عن هذا اقصاء تلقائي لكل من يخالفهم ومن ثم نري الصراع بين ما هو اسلام سياسي وما هو ليبرالي لا ينتمي إليهم. أضاف ان هذا الاقصاء يقسم المجتمع الي جزأين الأول يتصور أنه يبني ويشيد وآخر يعارض ويأخذ موقفا مضادا لكل من يتخذه الطرف الأول من سياسات ويؤدي ذلك الي عدم تحقيق أي تقدم علي الساحة أو حل مشاكل المجتمع أو صناعة النهضة التي نبغيها فهي لن تتحقق الا بتوافق مجتمعي دون اقصاء لأن هناك كثيراً من أصحاب الرؤية والفكر لا يرون ما تراه جماعة الإخوان وتم اقصاؤهم رغم انه يجب الاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم. * علي فتح الباب زعيم الأغلبية بمجلس الشوري يري ان التكتلات بصفة عامة سواء في الأحزاب أو المؤسسات أو الدول مبدأ لا يحمل أي اشكالية خاصة وان العالم بأسره يسير ناحية التكتلات سواء علي المستوي السياسي أو الاقتصادي ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا.. ما هو الهدف من التكتل؟ أجاب باختصار اذا كان الهدف الصالح العام فلا خوف علي المجتمع أو الدولة لكن الملاحظ انه بعد الثورة أصبحت هناك تكتلات تتشكل بهدف تقسيم المجتمع خاصة التكتلات التي تأتي تحت مسميات ليبرالية أو مدنية فهي تتوحد لاحساسها بالضعف لأنها بعيدة كل البعد عن المواطن.. أضاف ان التكتلات الدينية ليس هدفها الاقصاء أو رفض الآخر مثلما يحدث من التكتلات المدنية الأخري التي أري ان أفضل وصف لها هو تكتلات ليبرالية ويسارية أما المدنية الحقيقية فهي للتيارات الإسلامية. أشار الي ان المجتمع سوف يعي حقيقة هذه التكتلات فالمواطن دائما ما يراهن علي من يبني وليس علي من يدعو للتفتت والتشرذم والفيصل في النهاية هي المصلحة العامة التي أري أنها لن تتحقق في ظل التيارات الليبرالية أو اليسارية. * د. أحمد توفيق عضو مجلس الشوري عن حزب النور.. يري ان التكتلات ظاهرة صحيحة لأن من سنن الله في الكون اختلاف البشر لكن يجب ان يكون الرهان لدي هذه التكتلات ليس فشل أو اسقاط أو اضعاف الآخر بل النجاح والمنافسة من أجل بناء مصر. أضاف أننا لسنا في حالة صراع بل ينبغي ان نبدأ مرحلة التعاون ونعلي من التقارب من أجل التلاحم الوطني ومن الضروري النظر الي تجارب الدول الكبري وممارستها في الانتخابات فقد يحدث خلاف وهجوم علي الخصم ولكن في حالة الفوز الأمر يختلف. وألقي بجزء كبير من المشكلة علي البرامج الحوارية في الفضائيات التي أعلت من نبرة الصراع لخلق حالة من التفرقة بين فصائل المجتمع المختلفة لدرجة ان هناك تيارات تتكتل بهدف اسقاط الأسلمة أو الأخونة وهي تعبيرات جديدة علي المجتمع فالتيارات الدينية جزء لا ينفصل عن المجتمع مؤكدا ان الوطن يسع الجميع . * د. محمد طلعت خشبة عضو مجلس الشوري عن الحرية والعدالة.. يطالب بضرورة ازالة كل الخلافات في المرحلة الحالية لأن شق الصف الوطني بين تيار إسلامي وآخر غير اسلامي أمر في غاية الخطورة وينبغي ان نتنبه جيدا الي ان هناك بعض القوي والتيارات التي تطلق علي نفسها القوي المدنية التي يسعي بعضها لهدم نموذج الدولة وايقاف عجلة التنمية وبناء الؤسسات. أضاف ان من يدعي ان التيارات الإسلامية ليست مدنية فهو مخطئ ويخرجها من اطارها الإسلامي الذي يمثل المدنية في أرقي صورها. أشار الي انه من الملاحظ ان هذه القوي تحاول عرقلة مسيرة بناء الدولة وتسعي لخلق الأزمات مثلما يحدث في الجمعية التأسيسية الآن وما فعلوه من قبل مع مجلس الشعب مما يؤكد سعيهم للاستقطاب الحاد علي عكس ما يدعون مما يشكل هوة بينهم وبين كافة أطياف المجتمع. * د. عبدالموجود راجح عضو مجلس الشعب سابقا يري أن التكتلات من الممكن ان تكون سببا للتفرقة أو التوحيد ملقيا باللوم علي من يعرف بالليبراليين أو العلمانيين لأنهم أخطأوا إما في فهم الديمقراطية أو بطبيعتها عن قصد أو غير قصد. أضاف ان ألف باء الديمقراطية الاعتراف بنتائج الانتخابات وهو مالم يحدث منهم حيث ظهر جليا رفضهم الانصياع لنتيجة الانتخابات. أشار الي ان الأصل في التنافس ان يكون علي مشروع قومي لبناء الوطن وليس بهدف التقسيم والانقسام الذي يصدر لنا المشاكل العديدة فلا يمكن ان نطالب العالم باحترامنا ونحن لا نحترم أنفسنا. طالب الجميع بإعلاء قيمة الحوار والبحث عن المشترك ولتكن القاعدة الذهبية التعاون في المتفق عليه والتماس العذر في المختلف فيه.