الليبراليون والقوي الوطنية يصطفون حالياً لمواجهة التصاعد المتنامي للاسلام السياسي بعد ما حدث في جمعة الحسم في الجمعة قبل الماضية من سيطرة الاخوان والسلفيين علي الساحة وفرض ارادتهم علي الجميع. القوي الليبرالية نددت بمحاولة هذا التيار من السيطره علي الساحة وفرض ارادتهم وتهديد الثورة في مقتل لدرجة أن يتحول الأمر للهتاف إلي أسامة بن لادن. قالوا لن نترك لهم الساحة خالية وسنحاول تجميع جهودنا خاصة أننا نشم رائحة تمويل خارجي للاسلام السياسي بدليل ما انفق في جمعة الحسم قبل الماضية. أما الطرف الآخر فيري أن الخوف من الاسلاميين مجرد تهريج ومجرد هواجس لا أساس لها. نبرة غضب حادة تحدث عبدالله السناوي مقرر لجنة الوفاق الوطني مؤكداً أن ثورة 25 يناير قامت وفي مقدمة اهدافها اقامة دولة مدنية ديمقراطية ثم بدأت الآراء تتناثر هنا وهناك من جانب البعض تطالب بدولة دينية ثم تدهورت الأمور أكثر فطرحت نفس هذه القوي أهمية اعداد دستور اسلاحي في مواجهة من يطالب بدستور مدني يتساوي فيها الجميع في الحقوق والواجبات. أضاف أن الأمور وصلت إلي ذروة السوء عندما رأينا في تظاهرة جمعة الحسم من يهتف لاسامة بن لادن.. صحيح أننا كنا نطالب بالافراج عن رموز الحركة الدينية مثل عبود الزمر والظواهري ولكننا لسنا مع أن نصل إلي هذه الدرجة. خفف في الوقت نفسه من قوة التيار الديني الذي اعترف بقدرته الهائلة علي التنظيم ولكن القوي الديمقراطية اذا توحدت قادرة علي مواجهته ضارباً بجمعة لم الشمل المثل قائلاً أن عدد الحضور فيها لم يتجاوز 700 ألف مواطن معظمهم قادم من المحافظات بإيعاز من قياداتهم وليس تدافعاً طبيعياً كما كان يحدث في الجمع الأولي لقيام الثورة عندما كانت القوي الديمقراطية تشارك في عملية الحشد. أضاف أنهم ليسوا قوة مخيفة بشرط أن تخلص القوي الديمقراطية في عملية التوحد وأن تعود بعض الاحزاب الليبراليه إلي خطيرة القوي الديمقراطية مثل حزب الوفد الذي أعتبر تنسيقة مع بعض القوي الدينية بمثابة خيانة لتراثه الليبرالي الذي يسعي إلي اقامة دولة مدنية حديثة بدون استبعاد أوإقصاء لأحد. أما المهندس الاستشاري د. ممدوح حمزه الناشط السياسي وأحد أصحاب الدعوة للتكتل ضد التيار الديني فقال اننا لا نسعي إلي تكتل الليبراليين فقط بل نسعي إلي اقامة تكتل يضم كل القوي الوطنية حتي من الاسلاميين غير المنتمين للاسلام السياسي فنحن سنسعي إلي أن يشارك في تكتلنا اليمين واليسار والمسلم والمسيحي حتي نواجه العبث الذي يحدث من محاولة سيطرة فصيل معين علي الحياة السياسية. ايضاً يحمل نفس المخاوف د. مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو اللجنة المستقلة للتحول الديمقراطي ولكنه يري الصورة بمنظور أكثر شمولاً قائلاً في كل الاحوال علينا أن نقوي الاتجاهات والاحزاب المختلفة حتي نضمن وجود نظام تعددي علي وجه صحيح أما اذا انفردت التيارات الاسلامية بكل تنوعاتها بالساحة وأصبحت هي اللاعب الرئيسي علي الساحة بمفردها فسوف نعود من جديد إلي عهد الحزب الوطني والرئيس المخلوع من هيمنة حزب واحد علي الحياة السياسية والآخرين مجرد كومبارس. أضاف أن من مصلحة الديمقراطية أن تتعدد القوي والتيارات وتكون متكافئة في القوي وهذا ما لانشهده حالياً علي الساحة فبصراحة حتي مع اقتراب الانتخابات البرلمانية لا نجد نشاطاً من أحد علي الساحة سوي من الاسلاميين وتحديداً حزب الحرية والعدالة الاخواني.. أما باقي القوي السياسية الأخري أو الاحزاب سواء القديمة كالوفد والتجمع والناصري أو الجديدة مثل الاحرار المصريين والمصري الديمقراطي ليس لها وجود. أوضح أن المخاوف من سيطرة الاسلاميين علي الحياة السياسية في الوقت الحالي تنبع من أنهم في ظل هذه الظروف فإنه يمكن أن تكون لهم الاغلبية أو الاكثرية في البرلمان القادم ومن ثم يكون للتيارات الأخري اعداد قليلة لا تمثل رقابة حقيقة أو شريكاً حقيقياً ومن ثم لا نستطيع أن نتحدث عن أن لدينا نظاماً ديمقراطياً به تيارات متكافئة في القوة بل سوف ينفرد الاسلاميين بالسلطة المطلقة وهذا غير مطلوب سواء من الاسلاميين أو غيرهم لأن السلطة المطلقة لاتعني الا الفساد المطلق. وفي مواجهة هذه المخاوف تحدث د. اكرم الشاعر القيادي الاخواني البارز وعضو مجلس الشعب السابق ومؤكداً من وجهة نظره أن ما يردده الليبراليون من مخاوف من التيار الاسلامي يمثل تهريج وتشتيتاً للقوي الوطنية وفي نفس الوقت خطراً علي البلد التي أشد ما تكون في حاجة إلي الا ستقرار والتجرد وعدم التشرذم وعدم سعي فريق إلي نصرة فكره سواء كانت علي خطأ أو صواب بل عليه أن تجعل مصر أولا يتفاني في حب الوطن ومراعاه الله في عمله. أضاف أن الثورة لم تنجح إلا عندما رفعنا شعار الشعب والجيش ولم نقل افراد الشعب والجيش أو نحاول تقسيم المواطنين إلي فئات وشيع والثورة لم تنته بعد وعلينا أن نحافظ علي مبادئ الثورة ولا نغتالها بأيدينا من خلال محاولات البعض زرع الشقاق ما بين افراد الشعب. أوضح أننا أشد ما نكون الآن من وحدة الصف سواء من مسلمين أو مسيحيين أو ليبراليين أو قوميين وأقصي اليمين وأقصي اليسار فضياع الثورة خسارة للجميع ولن يمثل أي انتصار لأي فريق. وصف مخاوف الليبراليين من تناحي التيار الاسلامي بأنها مجرد هواجس لاوجود لها الا في عقل وضمير من يرددونها وعلينا أن نتجمع في قارب واحد أو حتي قوارب متعددة فلا مانع أن يكون هناك قارب للاسلاميين وآخر لليساريين وآخر لليمين ورابع لليبراليين وأن يكونوا قوي متساوية أو متكافئة ولكن بشرط أن تكون قوتهم جميعآً موجه إلي خدمة الوطن وليس لهدف شخصي. وفي منطقة وسط يقف سعد عبود وكيل مؤسس حزب الكرامة حيث يري أن هذه المواجهة والتقسيم للقوي السياسية يمكن أن يحدث بعد أن تنجح الثورة فساعتها يمكن أن يحدث استقطاب بين القوي التي لديها حد من الاتفاق علي المبادئ في مواجهة الآخرين لأننا في هذه الحالة سيكون هناك تداول حقيقي في السلطة. أضاف أن البداية المبكرة لهذا الاستقطاب والثورة لم تحقق هدفها بعد يمثل مخاطرة ومجازفة سوف تؤدي إلي انشقاق سيمثل خسارة للجميع وسوف يوردنا مورد التهلكة فالانتصار النهائي للثورة لم يتحقق أو حتي تبدو بوادر هذا النجاح في الأفق. أشار إلي أننا يجب أن نفرق في التعامل مع القوي الاسلامية بين فصائلها المختلفة فهناك فارق بين الاخوان الذين وصلوا من وجهة نظره إلي مرحلة الرشد السياسي وبين فصيل آخر كالسلفيين الذي يضم بين جناحيه فصائل عديدة فبعضهم قبل نجاح الثورة كان يعتبر الخروج علي الحاكم فتنه وهؤلاء بصراحة انخرطوا في العمل السياسي برعونه وواجبنا كقوي ديمقراطية أن نرشد سلوكهم فهذا هو الطريق لمواجهتهم حتي يعود إلي مجموع الشعب المصري الذي يتميز بالاعتدال والوسطيه وحتي نسير جميعاً في الطريق الصواب.