مع احترامي لعشرات الآلاف الذين خرجوا في مظاهرات الأمس -والذين قدرتهم بعض المصادر الاعلامية الرسمية بالعشرات والمئات فقط- ومع احترامي للملايين الذين لم يخرجوا ولكنهم يؤمنون بشعار تلك الجمعة "مصر مش عزبة".. ومع احترامي لكل الأحزاب والحركات الثورية والقوي المدنية التي شاركت في تلك الجمعة فإنني أقول لهم ولغيرهم "عفواً.. إن مصر عزبة" وللأسف فإننا شاركنا في الثورة وقدمنا التضحيات من أجل أن تعود مصر إلينا. ولكن الواقع يقول إن كل ذلك يذهب هباءً وان النتيجة التي وصلنا إليها هي تغيير "مالك العزبة فقط" أما استرداد العزبة فلم يحدث.. والدلائل كثيرة. * المسيرة الكبري التي توجهت إلي مجلس الشوري للمطالبة بإسقاط الجمعية التأسيسية وتشكيل جمعية جديدة تضم كل فئات المجتمع المصري دون سيطرة فصيل معين عليها. ورفض المسودة الأولي للدستور.. هذه المطالب مردود عليها من كل قادة الإخوان المسلمين وحزبهم "الحرية والعدالة" وفي مقدمتهم د. محمد البلتاجي الذي خرج ويخرج علينا كل فترة بتصريحات مستفزة -تعيد إلي الذاكرة تصريحات صفوت الشريف وأحمد عز- تصريحات البلتاجي وغيره تؤكد أنه حتي لو أصدر القضاء حكماً ببطلان تشكيل التأسيسية فإن الرئيس مرسي سيصدر قراراً بإعادة تشكيلها بنفس الأعضاء الذين سيصدرون نفس الدستور المرفوض.. إذن وحسب تصريحات البلتاجي وزملائه لا فائدة من المظاهرات ولا حتي أحكام القضاء.. هل وجدتم عزبة أكثر من هذه؟ * د. عصام العريان -الذي خسر بالأمس انتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة- خرج علينا ليقول إن رئاسة الجمهورية تقوم بتسجيل المكالمات واللقاءات.. وهو الأمر الذي دعا المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام لإصدار أمر بفتح تحقيقات في شأن هذه الادعاءات وأرسل المستشار عادل السعيد المتحدث الرسمي للنيابة العامة خطاباً إلي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية يطلب موافاته حول ما إذا كان د. العريان يشغل وظيفة برئاسة الجمهورية. وهل هذه الوظيفة تتعلق بتسجيل المكالمات الواردة للرئاسة.. ولم ينس المتحدث الرسمي أن يؤكد أن تسجيل المكالمات جريمة.. وهذه القصة يمكن أن نطلق عليها فضيحة "العريان جيت" تشبها بفضيحة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون الذي فقد منصبه إثر فضيحة "ووتر جيت" عندما تنصت علي معارضيه.. ولكن هيهات.. فالفارق بيننا وأمريكا كبير جداً.. هناك فقد نيكسون منصبه. أما عندنا فلن أقول أكثر من أن سبق للدكتور حسن البرنس القيادي بحزب الحرية والعدالة أن ادعي أن رئيس الهيئة العربية للتصنيع السابق الفريق حمدي وهيبه فقد منصبه بعد أن عرض علي الرئيس مرسي 10% من ميزانية وأرباح الهيئة. وهو ما يقدر بمئات الملايين. ورفضها الرئيس وأقال وهيبه.. وهو الأمر الذي نفاه رئيس الهيئة السابق واضطرت معه الرئاسة لنفيه وتكذيبه.. ولكن ماذا عن عقاب البرنس.. الجواب في القرار الجمهوري الصادر أمس بتعيين الدكتور حسن البرنس نائباً لمحافظ الإسكندرية!! هل تصدق أن "مصر مش عزبة"؟! .. نكمل حديثنا * الخطاب الذي تتداوله وسائل الاعلام وتؤكد قيام الرئيس مرسي بإرساله إلي شيمون بيريز رئيس إسرائيل والذي تضمن عبارات "صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل.. عزيزي وصديقي العظيم".. والذي ينتهي بعبارات "لاسيما إذا كان له الشرف -سفيرنا الجديد- بأن يعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة وبلادكم من الرغد" والإمضاء صديقكم الوفي محمد مرسي. هل هذا الخطاب كان سيمر مرور الكرام لو صدر من المخلوع حسني مبارك.. قد يقول قائل إن حسني مبارك كان يرسل مثل هذه الخطابات دائماً بروتوكولية.. و.. و.. ولكن أسأل: هل هذه الصيغة مقبولة من رئيس ثوري.. إخواني.. وتقولون "مصر مش عزبة".. نكمل حديثنا. * أهالي مطروح أعلنوا أمس علناً الضيق ذرعاً بالإجراءات الأمنية التي صاحبت زيارة الرئيس مرسي للمحافظة وصلاة الجمعة بها وهو الأمر الذي اضطر الرئيس للاعتذار عنه مبرراً تلك الاجراءات بأنها لا تستهدف حمايته بقدر استهدافها للتنظيم. وقال: إن الحاكم الذي يخاف من شعبه لا يجب عليه أن يحكمه.. هذا ما قاله الرئيس مرسي. أما ما أقوله أنا: ولماذا كان الغضب من اجراءات تأمين المخلوع التي ضاق الناس بها ذرعاً وماذا تفيد.. وهل هذه الاجراءات كفلت منع خلع المخلوع.. يا سيادة الرئيس ارحمنا قبل أن يطالب الناس بعدم صلاتك أي "جمعة" لأن الشكوي تكررت عندما قمت بالصلاة في مسجد عمرو بن العاص وبعدها السيدة زينب ثم الإسكندرية ولسان حالنا يقول: يا رب استر فعيد الأضحي علي الأبواب فأين ستصلي؟!! .. هل تصرون علي أن مصر مش "عزبة". .. نكمل حديثنا * رئيس تحرير صحيفة قومية هو الزميل جمال عبدالرحيم رئيس تحرير الجمهورية لم يمض علي تعيينه أكثر من شهرين وعدة أيام يصدر قرار من رئيس مجلس الشوري مؤخراً بوقفه عن العمل دون الوضع في الاعتبار قانون سلطة الصحافة بأن نقابة الصحفيين هي الجهة الوحيدة المخولة بالتحقيق مع أعضائها ودون الوضع في الاعتبار هيبة منصب رئيس التحرير بصرف النظر عن اسم هذا الرئيس وشخصه.. رئيس مجلس الشوري تصرف تماماً مثل صاحب جريدة خاصة أو حزبية.. إذا غضب علي فلان قام بعزله فوراً وإذا كتب فلان شيئاً لم يعجبه قام بفصله وإذا تورطت الصحيفة في خبر ما لم ينتظر نشر التصحيح عملاً بالقانون وأعمال الاجراءات القانونية.. يتصرف وكأنها عزبة.. هل بعد ذلك مازلتم تصدقون أن "مصر مش عزبة". الفارق الوحيد بأمانة أن مالك العزبة القديم كان لا يسمح للساكنين فيها والعاملين بها بالتظاهر. أما المالك الجديد فقد قرر مؤخراً بعدما حدث في جمعة "يوم الحساب" أن يترك الناس يتظاهرون ويتظاهرون ويتظاهرون!!!! عفواً أعزائي القراء.. وكل عام وأنتم بخير. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.. وربنا يستر.