بالفعل كانت مفارقات مزعجة لجماعة الإخوان وحزبها، فطوال الأسبوع الماضى حاولت الجماعة بإعلامها المرئى والمقروء توجيه ضربة استباقية لمظاهرات الأمس التى رفعت شعار «مصر مش عزبة» للإخوان، والتى شارك فيها كل القوى السياسية والثورية ماعدا بالطبع تيار الإسلام السياسى، صحيفة وقناة الجماعة الفضائية أفردت مساحات واسعة لأرقام وبيانات حاولت من خلالها نفى تهمة أن مصر أصبحت عزبة للإخوان، لكن لأن النوايا غير صادقة والمحاولة مكشوفة فقد خابت وطاشت ولم تحقق الغرض منها والسبب أفعال وممارسات أعضاء الجماعة وحزبها، والتى تثبت كل مرة أنها تتعامل مع الدولة وكأنها عزبة خاصة يتصرفون فيها كيفما شاءوا دون حساب لقانون أو دستور أو لقوى سياسية أخرى ودون حساب حتى لرئيس الجمهورية. مصر عزبة عندما يقرر الحاكم بأمره فى أمور الصحافة المصرية السيد الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى إقالة الزميل جمال عبدالرحيم من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية لنشره خبرا غير صحيح عن إحالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان لجهاز الكسب غير المشروع، فى واقعة تمثل اعتداء صارخا على حرية الصحافة وكرامة الصحفيين، وقرار غير مسبوق حتى فى عهد النظام السابق ورئاسة صفوت الشريف لمجلس الشورى. تصرف الدكتور فهمى خالف كل القواعد والأعراف وتجاوز مسؤولياته فى آليات المحاسبة والعقاب لرئيس تحرير أخطأ فى عمل مهنى لا علاقة له بمجلس الشورى الذى قام باختياره عبر لجنة مستقلة، وبالتالى لا تتم إقالته بمنطق «العزبة الخاصة» واعتبار أن الصحف القومية فى زمن الإخوان هى ملكية خاصة لهم يفعلون بها ما شاءوا. مصر عزبة أيضا عندما يتحدث عصام العريان وكأنه رئيس الجمهورية الحقيقى ويكشف عن اتصالات الرئاسة وتسجيلاتها فى فضيحة ووترجيت جديدة، وتوريط الرئيس مرسى فى أزمة جديدة طالما ظل صامتا عن تصريحات العريان والبلتاجى والبرنس التى تستفز الرأى العام، وتبعث برسائل غير مريحة وغير مطمئنة، بأن من يحكم مكتب الإرشاد والمرشد العام وليس الرئيس المنتخب. مصر عزبة عندما لا يعرف الناس طبيعة علاقة وحدود نفوذ نائب المرشد العام خيرت الشاطر وعصام الحداد وحسن مالك فى استنساخ آخر لرجالات النظام السابق فى الاقتصاد والبيزنس والعلاقات الخارجية. صوت مظاهرات الأمس يجب أن يؤخذ فى الاعتبار ويكون جرس إنذار قويا، وضوءا أحمر للإخوان وللرئيس مرسى، فالثورة مستمرة ولن تسمح بإعادة إنتاج نظام محمد مرسى مبارك..!
