نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن رافاييل ماركيتي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لويس الإيطالية، قوله: "إن تأجيل القاهرة اجتماع روما جراء اختلافات وصراعات المؤسسة المصرية، مرجحا أن السيناريو الأقرب احتمالا، أن مصر ستورط ضابطا ذات رتبة متوسطة فى مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى". وكشفت الصحيفة البريطانية أسبابا أخرى وراء تأجيل مصر اجتماعا في روما يفترض أن يتخلله تسليم أدلة تتعلق بواقعة تعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني. وأوضحت الصحيفة أن الاجتماع شديد الترقب كان مقررا له اليوم الثلاثاء لكنه أجل إلى وقت لاحق هذا الأسبوع، ويمكن أن يفسر ذلك بالتصدعات، لكنها قد تكون علامة جيدة، ورغم أننا لم نتوصل بعد إلى حل للقضية لكن على الأقل الأمور تتحرك. وأكد ماركينى على إنه ليس من المرجح أن تقطع إيطاليا علاقاتها الدبلوماسية مع مصر بسبب القضية، ليس فقط بسبب المصالح التجارية والاقتصادية المشتركة، لا سيما التي تتعلق بشركة أيني النفطية العملاقة، ولكن لأن مصر حليف هام فيما يخص مصالح روما في ليبيا. وواصل قائلا: “تحتاج إيطاليا أن تحدد مصر جانيا حقيقيا في القضية، ويمثل أمام المحكمة". وأردف: “إذا كان الأمر يرتبط بمؤسسات مصرية لا يتوقع بالطبع أن تتهم الحكومة الإيطالية مسؤولين بارزين قريبين من السيسي، إذ أن ذلك من شأنه إضعاف حليف هام". ومضى يقول: “ بالطبع لن ترسل وفدا إذا لم يكن هنالك إجماع في وطنك". وكان الوفد المصري، بحسب الصحيفة، يستهدف تقديم أدلة معينة طلبها محققون إيطاليون قبل أسابيع، تتضمن سجلات هاتفه الخلوي والتي قد تساعد على تحديد مكان ريجيني عند اختفائه، وإلى أين تم اقتياده. ورأى ماركيتي أن قتل ريجيني قد يتم تقديمه على أنه "حادث فردي منعزل" ارتكبه ضابط لديه أجندة مختلفة أو صاحب سلوكيات خاطئة. في إيطاليا، والكلام للصحيفة، هنالك حالة من الإدارك المتزايد أن شروخا مع مصر بدأت في الظهور تتعلق بكيفية تعامل حكومة الرئيس السيسي مع التحقيقات المرتبطة بجريمة القتل. وأشارت الصحيفة إلى إن وزير خارجية إيطاليا باولو جينتيلوني سوف يحدد موقف حكومته في بيان يلقيه أمام البرلمان اليوم الثلاثاء. ووجدت جثة ريجيني ملقاة بحفرة على طريق صحراوي في فبراير الماضي بعد أكثر من أسبوع من اختفاء طالب الدكتوراه بجامعة كامبريدج والذي كان بحثه يتعلق بالنقابات العمالية في مصر. وتابعت الجارديان" “خبراء ونشطاء ذكروا أن القتل يحمل آثار الجهاز الأمني سيء السمعة، لكن المسؤولين المصريين يصرون على تصدير سيناريوهات بديلة، بينها أنه قتل على أيدي عصابة إجرامية، وأن وفاته حادث فردي". الشهر الماضي، أعلنت السلطات المصرية أنها أطلقت النيران على عصابة من أربعة أشخاص "متخصصة في التنكر بزي الشرطة واختطاف أجانب وسرقة أموالهم"، وذكرت أنها وراء قتل ريجيني. مثل هذه الروايات، بجانب اتهامات غريبة على لسان مسؤولين مصريين استهدفت ريجيني قابلتها السلطات الإيطالية بالرفض القطعي، وطلبت تعاون مصر في تحقيقات روما بشأن حادث القتل، وفقا للصحيفة البريطانية. وعلى مدى أسابيع ارتبطت روماوالقاهرة بمواجهة متوترة، حتى أن مسؤولا إيطاليا بارزا ذكر أن بلاده ينبغي عليها سحب سفيرها من القاهرة، وإعلان مصر منطقة غير آمنة للسياح الإيطاليين حال عدم التعاون في التحقيقات، بحسب الجارديان واعتبرت الصحيفة أن تقاريرا مصرية تعطي انطباعا بأن القضية تولد انتقادات داخلية لحكومة السيسي، واستشهدت بمطالبة رئيس تحرير الأهرام المسؤولين بالتعامل مع القضية بطريقة مباشرة، وتحذيره من أن عدم تنفيذ ذلك قد يؤدي إلى رد فعل بذات الطريقة التي أثارها قتل خالد سعيد، والذي أشعل انتفاضة عزلت حسني مبارك. ولفتت كذلك إلى ما أوردته صحيفة الشروق أمس الإثنين حيث ذكرت أن قوام الوفد المصري المقرر أن يسافر إلى روما لم يتم تحديده بعد. رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي يقع تحت وطأة ضغوط لإحداث تقدم في القضية، لا سيما بعد إدلاء باولا والدة ريجيني بشهادة قوية أمام البرلمان الأسبوع الماضي بشأن قسوة التعذيب التي تعرض لها نجلها، وقولها إنها تعرف عليه إلا من خلال طرف أنفه. وعلى نفس السياق ،نقلت الصحيفة عن ميشيل دان الباحثة بمركز كارنيجي علقت قائلة: "في حالات نادرة وجهت مصر الاتهام لمسئول بالدولة في أعقاب أي جريمة قتل رفيعة المستوى، أو القضايا الجدلية الأخرى، ولكن في مثل هذه الحالات تكون الأحكام عادة قصيرة ومخففة". وأشارت دان إلى أن قضية ريجيني يتم متابعتها عن كثب في واشنطن، حيث يعتقد أن قضايا حقوق الإنسان تمت مناقشتها خلال الاجتماع الذي جرى مؤخرا بين وزيري الخارجية الأمريكي والمصري. واستطردت باحثة كارنيجي: “الأمر يعتمد في نهاية المطاف عى مدى إصرار إيطاليا، وإذا ما كانت أطراف أخرى ستثير القضية بشأن ضرورة تقديم مصر لشخص للمساءلة. لكن تاريخ هذه الأمور لا يتسم حقا بالشفافية في النهاية". وامتنعت الخارجية الأمريكية عن التعليق حول إذا ما كان كيري قد أثار قضية ريجيني خلال زيارته لمصر. كما نقلت الجارديان عن مسئول أمريكي لم تذكر اسمه قوله: “التفاصيل التي خرجت للنور تثير تساؤلات يمكن الإجابة عليها فقط من خلال تحقيق محايد وشامل، مستمرون في مطالبة الحكومة المصرية بالتيقن من إجراء التحقيق بشكل يتسم بالشفافية الكاملة، والتعاون الكامل مع المسؤولين الإيطاليين".