تجرؤ عدد من الشخصيات العامة، خلال الفترة الماضية، على استخدام عبارات حملت إساءة للذات اللاهية والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى باتت ظاهرة تقشعر منها الأبدان، وأثارت امتعاض الأقباط قبل المسلمين، مما دفع النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لشن حملة ضد تلك الشخصيات، مطالبين بعزلها من وظيفتها ومحاكمتها. وبالتزامن مع الحملة تقدم عدد من المحامين ببلاغات ضد تلك الشخصيات لدى النائب العام تتهمهم بازدراء الأديان، غير أن مصير تلك البلاغات ما يزال مجهولاً بالنسبة للشخصيات المسئولة في الوقت الذي اتخذت الإجراءات القانونية ضد باحثين مثيرين للجدل. وقد دفع ذلك البعض لتشبيه قانون "ازدراء الأديان" بقانون "ساكسونيا" الذي سمي على اسم مقاطعة "ساكسونيا الألمانية" إبان العصور الوسطى؛ حيث كان هناك قانون خاص بساكسونيا ينص على معاقبة مَن ثبت إجرامه بقطع رقبته إن كان من عامة الشعب، وفي المقابل يعاقب المجرم من طبقة الأثرياء والنبلاء بقطع ظل رقبته، وذلك عن طريق وقوف المجرم من الأثرياء والنبلاء ممشوق القامة ويقوم المخول له بتنفيذ حكم قطع الرقبة بالنزول بسيفه على ظل الرقبة أمام الرعية أو الرعاع من الشعب ممن يبتهجون بتنفيذ حكم العدالة.
أحمد مرتضى منصور
في مداخلة هاتفية لعضو مجلس إدارة نادي الزمالك، أحمد مرتضى منصور مع الإعلامي خالد الغندور، مقدم برنامج "بندق بره الصندوق" على قناة "أون تي في"، شن النائب البرلماني هجومًا على الناقد الرياضي محمد صيام بسبب تصريحاته في الصحف والقنوات الفضائية. وقال نجل رئيس نادي الزمالك: "ولا محمد صيام ولا نقابة الصحفيين ولا اللي خلقه أستغفر الله العظيم، يقدر يتهمني بشيء، متهمًا صيام بأنه مرتشٍ"، على حد قوله.
أحمد الزند في واقعة أحدثت ضجة فور انتشارها، قال المستشار أحمد الزند، وزير العدل، إنه لن يتنازل ضد مَن أخطأ في أهل بيته، مضيفًا: "السجون خلقت من أجل هؤلاء، حتى لو النبى هحبسه". وأضاف الزند خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، مقدم برنامج "نظرة"، الذي يذاع على قناة صدى البلد الفضائية، أنه لم يدخل في خصومة مع الصحفيين إلا بعد الخوض في أهل بيته، والسجون خلقت من أجل هؤلاء.. "أمال السجون اتعملت ليه؟" فسأله رزق: "هتحبس صحفيين؟"، فرد الزند قائلاً: "إن شاء الله يكون النبي صلى الله عليه وسلم.. أستغفر الله العظيم يارب.. المخطئ أيًا كان صفته يتحبس".
إسلام بحيري
يعتبر إسلام بحيري من أكثر الشخصيات التي أثارت الجدل بتصريحاتها وكلامها المنافي للثوابت الدينية، بحسب علماء. فقد تسبب لسانه في سجنه بعد أن هاجم العديد من الفتاوى وكتب التراث وأحاديث الإمام البخاري، داعيًا إلى حرق كل الكتب الإسلامية مثل البخاري ومسلم والشافعي، زاعمًا بأنها ليست الإسلام الحقيقي، فضلاً عن هجومه على عدد من العلماء ووصفهم بعبارات مسيئة كشيخ الإسلام ابن تيمية، قائلاً: "ابن تيمية رجل مجنون ومختل ولا يدرك شيئًا".
وعلى وقع ذلك، قام عدد من المحامين بتقديم بلاغات جماعية ضد بحيري تتهمه بازدراء الدين الإسلامي، وقضت محكمة الجنح بحسبه لمدة خمس سنوات قبل أن تقبل الطعن مقدم منه وتقضى بتخفيف الحكم لعام واحد.
فاطمة ناعوت يصفها البعض بالمعادية للثوابت الإسلامية بفعل أقوالها وتصريحاتها المثيرة للجدل والتي تسببت في هجوم عنيف عليها. وخلال توجيهها تهنئتها بعيد الأضحى، كتبت فاطمة ناعوت على موقع التواصل الاجتماعي "توتير"، ''كل مذبحة وأنتم بخير.. بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونيف''، مضيفة: ''عيد أضحى سعيد عليكم وعلى مصر وعلى العالم.. فداءً طيبًا وقربانًا مقبولًا لله رب العالمين وأضحية شهية وصدقات لفقراء''. مما اعتبر بازدراء لشريعة إسلامية ثابتة، تقدم على أثره المحامون ببلاغات ضد ناعوت. وقررت محكمة جنح الخليفة، حبس الكاتبة فاطمة ناعوت، 3 سنوات وغرامة 20 ألف جنيه، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وإحالة القضية للمحكمة المختصة.
خبير دستوري: الزند لم يخالف القانون وقال الخبير الدستوري، فواد عبدالنبي، إن حرية الرأي والتعبير مكفولة ومصونة لكل إنسان وهو ما نص عليه الدستور في المادة 65. وأشار الخبير القانوني ل"المصريون" إلى أن المشرع الدستوري لم يضع معيارًا موضوعيًا للتعريف متى يكون التعبير عن الرأي بالنشر أو القول والكتابة تعبيرًا حرًا دون مساءلة ومتى يكون عدم محل مساءلة وازدراء أديان. وأضاف: "الأمر متروك في هذه الحالة لقاضي المحكمة، فهو من يستخلص مجموع العبارات والمعاني التي أدلي بها صاحبها سواء كانت كلمات حسنة أو كانت بسوء النية، مضيفًا إذا كانت كلمات متعارضة مع الأمن أو النظام العام أو أصحاب الأغلبية في المجتمع يوقع عليه عقوبة". ورأى عبدالنبي، أن "ما صدر من المستشار أحمد الزند لا يمثل ازدراء أديان، لأن ما صدر منه لا يروج للأفكار المتطرفة أو إثارة الفتنة ولا يقترب من المادة 161 من القانون التي تعاقب كل مَن قام بنشر كتاب مقدس محرف أو التمثيل والسخرية من بعض الأديان".