"هاحبس النبي".. قالها المستشار أحمد الزند وزير العدل خلال لقائه ببرنامج "نظرة" الذي يقدِّمه الإعلامي حمدي رزق على فضائية "صدى البلد"، مساء الجمعة في سياق تعليقه على اختصامه للصحفيين، معلقًا: "سأحبس أي مخطئ في حق الدولة.. إذا لم يكن هؤلاء مكانهم في السجون فأين سيكون مكانهم.. أنا هاسجن أي حد حتى لو كان النبي عليه الصلاة والسلام، أستغفر الله العظيم.. سأسجن المخطئ أيًّا كانت صفته". تصريحات الزند أثارت جدلًا واسعًا هذه المرة، وصل لحد المطالبة بمحاكمته بتهمة "ازدراء الأديان"، وبقي التساؤل هل سيحاكم الزند مثل الإعلامي إسلام البحيري والكاتبة فاطمة ناعوت على الإساءة للنبي صلى الله عليها وسلم. وتنص المادة (98) من قانون العقوبات المصري، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأى وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو التحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية. وتقدم حمدي الشيوي مستشار سابق بهيئة قضايا الدولة ببلاغٍ للنائب العام، ضد المستشار أحمد الزند، وزير العدل، يتهمه فيه ب"إهانة" النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الشيوي: "تقدَّمت بالبلاغ لأنَّ الزند أهان رمز الأمة، ولا أتصور أن يسيء مسلم إلى النبي بهذا الشكل.. كيف يتحدث عن أنَّ لديه القدرة على مخاصمة النبي، وأنَّه أعلى منه". وأضاف: "مثل هذا التصريح صدر من رجل لا دين له، ولو أنَّه مسلم حقيقي ما كان مسَّ النبي بحرف، وزير عدل في دولة مسلم يحتقر النبي بهذه الطريقة تمثل مصيبة كبيرة". وترصد " المصريون " أبرز التصريحات التي حوكم فيها أصحابها بتهمة "ازدراء الأديان". إسلام البحيرى ردًا على استهزائه بكتاب صحيح البخاري، قضت محكمة جنح مصر القديمة، بمعاقبة الباحث إسلام بحيري، بالسجن 5سنوات، مع الشغل والنفاذ والمصاريف، لاتهامه بازدراء الأديان، ما يعد أول حكم من القضايا ال45 التي تنظرها المحاكم ضده.
ورفعت العديد من القضايا ضد "بحيري"، اعتراضًا على مضمون برنامجه "مع إسلام"، الذي كان يقدمه على فضائية "القاهرة والناس" قبل وقفه، بعد أن طالب الأزهر هيئة الاستثمار بوقف البرنامج؛ نظرًا لما يثيره من جدل. فاطمة ناعوت صبيحة عيد الأضحى في العام الماضي، علقت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت بسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شعيرة ذبح الأضحية لدى المسلمين، ووصفتها ب"أهول مذبحة يرتكبها الإنسان ضد الحيوانات". ونشرت تغريدة، جاء نصها، "كل مذبحة وأنتم بخير.. بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ 10 قرون ونيف''. وقررت نيابة السيدة زينب، إحالتها للمحاكمة الجنائية، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، والسخرية من شعيرة الأضحية. إبراهيم عيسى سخر الإعلامي إبراهيم عيسى، خلال برنامجه 25/30 على فضائية "أون تي في" من آيات من القرآن الكريم من سورة الحاقة، وهي "هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ"، و"هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ"، ومستهزئًا بحركات جسده وبكلامه، قائلاً: "سلطانية سلطانية.. ده سلطانية محمد مرسي". واتهم عيسى، بازدراء الأديان في أكثر من تصريح، لكن محكمة جنح الدقي قضت بالحكم ببراءة الكاتب الصحفي من التهم المنسوبة إليه. أحمد الزند
قال المستشار أحمد الزند، وزير العدل في مقابلة تليفزيونية أمس، إن هناك بعض الصحفيين حاولوا نشر شهادات ميلاد أفراد عائلتي، ولذلك سأسعى إلى إصدار تشريع للحفاظ على سرية حسابات الأسرة المصرية، متابعًا :"مينفعش أي حد يروح يطلع شهادة ميلاد لحد". وأضاف الزند خلال حواره لبرنامج "نظرة"، والمذاع عبر فضائية "صدى البلد"، مع حمدي رزق: "هحبس اللي عمل كده، وأي مخطئ هيتحبس إن شاء الله يكون النبي صلى الله عليه وسلم"، متابعًا: "إذا لم يكن هؤلاء قد خلق السجن لهم، أمال السجون دي اتعملت لمين؟". بدوره هاجم الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، المستشار الزند، على خلفية تصريحه. وقال في تدوينه على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "مجرد استدعاء وزير العدل لشخصية الرسول، وهو شخصية تاريخية لا تخضع لولاية القانون المصري، إنما يعني أننا أمام دولة لا قانون يحكمها ولا عدالة تسود فيها". وأضاف حسنى: "لا أعرف ككثيرين غيري لماذا استدعى الزند شخص الرسول، للتأكيد على سلطان سيف العدالة، ولم يستدعِ شخص عبدالفتاح السيسي، وهو مواطن مصري يخضع لقوانين الدولة المصرية، وكأنّ استدعاء سيرته أوقع للتأكيد على مبدأ سيادة القانون؟". وتابع الخبير السياسي: "السؤال الذي يحيرني: طالما كان هذا هو موقفه من الرسول إن هو جاءه بما يكره، فماذا سيكون إذن رد فعله إن هو جاءه أمر الله بما لا يحب؟ أم أنه لا يتصور ذلك ورئيسه الذي عينه ممسك بسيف الله في يقظته وفي منامه؟".