استنكر الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة "المصريون" تصريحات المستشار أحمد الزند، وزير العدل، بشأن أنه لا يمانع من حبس أي صحفي "حتى لو كان النبي"!، وفقًا لوصفه، مشيرًا إلى أن ذلك التصريح يورط الحكومة والدولة في جريمة ازدراء الأديان. وقال "سلطان"، في مقال له بعنوان "الزند يورط الحكومة في جريمة ازدراء أديان"، إن الرئيس السيسي شخصيًا أصبح الآن مطالبًا بتقديم اعتذار لملايين المسلمين في مصر وخارجها عن الإهانة التي وجهها "وزيره" لمقام النبي الكريم، كما أنه مطالب بإخضاع وزيره للتحقيق والمحاسبة والعقاب السياسي الذي يليق بحجم ما ارتكبه من خطأ، وليكون عبرة لغيره من الوزراء والمسئولين عندما يخاطبون الرأي العام. وأثار وزير العدل، موجة جدل واسعة، خلال لقائه أمس، مع الكاتب الصحفي حمدي رزق ببرنامج "نظرة"، بعدما أكد أنه لن يتردد عن حبس الصحفيين الذين نشروا عن بيع أرض نادي القضاة ببورسعيد، قائلاً في رده على سؤال محاوره: "هتسجن صحفيين؟"، "إن شا الله يكون نبي- عليه الصلاة والسلام- أستغفر الله العظيم يا رب، المخطئ، أيا كان صفته سيسجن، طب ما القضاة بيتحبسوا". ورأى "سلطان" أن فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مطالب أيضًا بأن يستنكر في بيان واضح مثل هذا الاعتداء والاستخفاف بمقام النبوة، أيا كان المتورط فيه، بل إن عضو الحكومة يكون وزره أكبر من غيره باعتبار أنه يفترض فيه القدوة للآخرين، مضيفًا: "وإذا كان الأزهر يعتز دائمًا ويتمسك بأنه المرجع لكل ما يتعلق بالشأن الديني الإسلامي في مصر، فإن من أولى مسئولياته حماية مقدسات الناس والدفاع عنها ومنع المستهترين من التطاول عليها حتى لا يجرؤ الغوغاء عليها، ومقام النبوة في صدر هذا كله وفي أعلاه، ولا ينبغي أن تأخذ شيخ الأزهر لومة لائم في الحق، حتى لا يقال إنه جامل الوزير على حساب مقام النبي وحرمته، وإنا لمنتظرون". وقال "سلطان" إن ما قاله "الزند" كلام يعف عنه حتى رجل الشارع الجاهل أو الأمي ويحترز ويتأدب وهو يذكر مقام النبوة، متسائلًا: "كيف بمسئول رفيع، بل وزير في الحكومة، بل وزير العدل فيها، كيف استباح لنفسه أن يجرؤ بهذا الاستخفاف على مقام النبي، وقد كان بوسعه، إن أراد المبالغة في حديثه أن يذكر رئيس الجمهورية مثلا، فيقول: حتى لو كان الرئيس، ولكن مقام الرئاسة عز في نفسه وتهيب أن يذكره، أما مقام النبوة فقد هان عليه وصغر في وجدانه فاستباحه واستخف به وعرضه لهذه الإهانة". ولفت رئيس تحرير "المصريون"، إلى أن ظهور الزند في لقاء تليفزيوني هو خرق لقرار من مجلس الوزراء يمنع أعضاء الحكومة من الظهور في البرامج التليفزيونية لغير الضرورة، وقد كان سبب هذا القرار بالأساس هو الزند نفسه، عندما حل ضيفًا على الإعلامي أحمد موسى، وتفوه بعبارات وبيانات عرضت مصر وحكومتها ورئيسها للحرج البالغ أمام العالم، خاصة عندما قال إنه يجب أن يقتل عشرة آلاف معارض مقابل كل جندي يتم قتله على يد الإرهابيين وأن هذا وحده ما يشفي غليله، وهي العبارات التي أثارت ضجة عالمية وقتها.