"عكاشة يستمتع بإغاظة منتقديه وخصومه".. هكذا بدأ جاكي حوجي، خبير الشؤون العربية، مقاله بصحيفة "معاريف" العبرية، متناولا حالة الجدل والغضب المصرية بسبب لقاء البرلماني توفيق عكاشة مؤخرًا مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة، حاييم كورين. حوجي لفت إلى أن "وجه عكاشة وصوته القوي معروف جيدا للكثير من الإسرائيليين، فخلال عملية (الجرف الصامد) التي قامت بها تل أبيب في قطاع غزة، ظهر عكاشة أمام الكاميرات ممسكا بصندل في يده، وقام بانتقاد حركة حماس الفلسطينية". وأضاف: "على الرغم من اضطرار القاهرة إلى الحفاظ على علاقاتها مع تل أبيب، إلا أن الشعب هناك غير ملزم بذلك، لهذا فإن الحكومة هناك مستمرة في تنفيذ بنود اتفاقية كامب ديفيد، إلا أن أي تعبير أخر عن التطبيع مع إسرائيل يتم شجبه وإجهاضه، مثل إجراء اتصالات مع المجتمع المدني في تل أبيب، أو تبادل الوفود الرياضية، أو القيام بزيارات أكاديمية، وإجراء مقابلات مع الصحف العبرية، والفعالية الثقافية المشتركة، وبهذه الطريقة فإنك لا تجد أي فيلم إسرائيلي يتم عرضه في القاهرة". وقال "على الرغم من ذلك، فإن اتصالات جرت مع إسرائيل على مدار السنين، قام بها أفراد يتميزون بالجرأة، والذين خاطروا وعرضوا أنفسهم للانتقادات والشجب من قبل الكيانات المهنية التي يتبعونها"، مضيفا أن "حكومات القاهرة منذ عهد مبارك لم تقف أمام مقاطعة تل أبيب، وأحيانا كانت تغض الطرف عن هذه المقاطعة، بهدف منع التغلغل الثقافي الإسرائيلي لمصر، ومن خلالها للعالم العربي، والبرلمان ممثل الشعب محظور عليه إجراء اتصال مع تل أبيب". وأضاف "رغم العاصفة التي أثارها لقاء عكاشة كورين، إلا أن الحديث لا يدور عن خطوة تنتهك القانون المصري؛ فاتفاقية السلام تعد اعترافا مصريا بإسرائيل وتسمح بإقامة اتصالات من هذا النوع، والفقرة 93 من الدستور تنص على أن القاهرة ملزمة بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها". وختم قائلا "وجبة العشاء التي جمعة البرلماني المصري والسفير الإسرائيلي، جاءت وسط حالة من التقارب بين القاهرة وتل أبيب، فمؤخرا تمت إضافة فصل عن اتفاقية كامب ديفيد في الكتب الدراسة للتلاميذ المصريين، وهناك سفير مصري جديد تم تعيينه في إسرائيل بعد غياب 3 أعوام، كما أجرى وفد صحفي مصري أحاديث مع السفير الإسرائيلي كورين، وبعد العاصفة التي أثيرت بسبب ترجمة كتب عبرية، أعلن وزير الثقافة حلمي النمنم أنه من المسموح والمرغوب ترجمة كتب من هذا النوع كي يعرف المصريون جيرانهم الإسرائيليين جيدا".