أثار حادث مقتل 12 شخصًا بينهم مصريين ومكسيكيين عن طريق الخطأ في الواحات المصرية، الكثير من الأقاويل والجدل حول تفهم الجانب المكسيكي لملابسات الحادث، ومدى تأثر العلاقات المصرية المكسيكية بالحادث. فور وقوع الحادث سارعت مصر للاتصال بالخارجية المكسيكية لشرح ملابسات واقعة "الواحات"، كما اعتذرت لحكومة المكسيك عن الحادث الذي وقع بطريق الخطأ، حيث تقدم رئيس الحكومة السابق "إبراهيم محلب" باعتذار بلاده إلى المكسيك خلال اتصال هاتفي مع السفير المكسيكيبالقاهرة تقدم فيه أيضًا بالعزاء. قال سفير مصر في المكسيك "ياسر شعبان"، إن وزير الخارجية "سامح شكري" أوضح لنظيرته المكسيكية، ملابسات وفاة عدد من السائحين المكسيكيين في منطقة الواحات، وأكد "شعبان" أن اللقاء مع وزيرة الخارجية المكسيكية، كان إيجابياً، وأضاف أن الشعب المكسيكي أصابته حالة من الاندهاش بسبب الحادث، لأن مصر تعتبر واجهتهم السياحية الأولى، وأوضح أن هناك متابعة لإجراءات نقل الجثامين إلى بلادهم، بالإضافة إلى رعاية المصابين داخل المستشفيات المصرية، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية "أحمد أبو زيد" وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الجانب المكسيكى تفهم الموقف تمامًا. من جانبها توجهت وزيرة خارجية المكسيك "كلاوديا رويز"، إلى مصر في أعقاب الحادث للوقوف على حيثيات الحادث، وأوضحت الخارجية المكسيكية أن الوزيرة ستجري محادثات مع مسئولين مصريين كبار للحصول على معلومات مباشرة من أجل كشف ملابسات هذا الحادث، وقالت "نحن أمام خسارة فادحة في الأرواح البشرية وهجوم غير مبرر يحملنا على إعطاء الأولوية للحماية"، مشيرة إلى أنها ستتوجه إلى القاهرة برفقة 7 من أقارب الضحايا بالإضافة إلى أطباء للعناية بالجرحى. وكانت الوزيرة المكسيكية قد قالت عقب الحادث إن المكسيكيين الذين أصيبوا في الحادث قالوا للسفير المكسيكي في القاهرة إنهم تعرضوا لهجوم جوي "شاركت فيه طائرة وعدة مروحيات"، وقالت الوزيرة إن السائحين كانوا قد وصلوا الى القاهرة في 11 من الشهر الحالي، وغادروها بعد يومين متوجهين الى الواحات البحرية، وأضافت أن ستة من المكسيكيين الناجين أخبروا سفير بلادهم في القاهرة أنهم كانوا متوقفين لتناول الطعام عندما "تعرضوا لهجوم جوي"، وأضافت أن المسئولين وعدوا بتشكيل لجنة للتحقيق برئاسة رئيس الوزراء وتعهدوا "باجراء تحقيق شامل". أدان الرئيس المكسيكي "إنريكى بينا نييتو" الحادث عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، وطالب الحكومة بالتحقيق في الحادث، وأعلنت المكسيك أن سفارتها بالقاهرة، في حالة تأهب لمتابعة أوضاع مواطنيها المتضررين في الحادث. بدورها اهتمت الصحف المكسيكية بالحادث وتحليل مدي تأثر العلاقات المصرية المكسيكية بهذا الحادث، حيث كانت الصحف المكسيكية شديدة الضراوة في ردود أفعالها ونقل ردود أفعال السلطة هناك، حيث أعلنت "ذا أتلانتيك" عن فتح ملف كامل يدور حول أجوبة عن عمليات القتل الخاطئ في مصر، ولحقت بها"fox news latino" التي أعلنت عن قيام السلطات الدبلوماسية في المكسيك بتسليم مذكرة دبلوماسية لمصر احتجاجًا منها على مقتل السياح المكسيك. العلاقات بين مصر والمكسيك تاريخية حيث أنها لا تتأثر بسهولة بمثل هذا الحادث خاصة وأنه غير متعمد، وتعود العلاقات بين البلدين إلى عام 1905 عندما افتتحت المكسيك أولي قنصليتها في مدينة الاسكندرية ووصلت أول بعثة مكسيكية إلى هناك، وفي 31 مارس عام 1958 أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي عام 1960 افتتحت المكسيك أول سفارة مقيمة لها في القاهرة، كما تنشط التبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث تعتبر مصر هي ثالث أكبر شريك تجاري للمكسيك في أفريقيا، وبلغت التبادلات التجارية حوالي 200 مليون دولار أمريكي في عام 2011.