أكثر من رواية تم تداولها لتفسر الاستقالات التي شهدها "المجلس الثوري المصري" – الذي شكله سياسيون وأكاديميون ومثقفون ومعارضون بالخارج - بشكل مفاجئ، وعلى الرغم من تعدد الأسباب، إلا أن السبب الحقيقي لهذه الاستقالات مازال مجهولاً لدي كثيرين لتعلق القضية بأمور شخصية، بحسب ما ذكرته مصادر. وبالأمس، أعلن 15عضوًا من قيادات "المجلس الثوري"، استقالتهم من المجلس المشكل عقب أحداث 3يوليو، من أجل اصطفاف كافة القوى الثورية والشبابية المناهضة للنظام، وبناء رؤية مستقبلية مشتركة وحشد الدعم الدولي لدعم ثورة 25يناير. وبرر المستقيلون استقالاتهم ب "تغير الفكرة الأساسية التي أنشئ من أجلها، وإجراء تغييرات في خطاب قيادة المجلس وابتعادها عن الأهداف التي تأسس من أجلها، وهو مقاومة النظام الحالي، بالإضافة لما تواتر مؤخرًا من أحاديث وبيانات صادرة عن بعض قيادات المجلس ذات توجه أحادي إقصائي بعيدًا عن آليات العمل الجماعي"، بحسب ما ذكر في البيان. فيما ربطت رواية ثانية بين وجود علاقة بين تلك الاستقالات في المجلس الثوري ومبادرة الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، لاسيما أن عددًا من أعضائه أعلنوا موافقتهم للمبادرة، عبر تصريحات صحفية. كان من بين هؤلاء خالد الشريف، أحد قيادات المجلس، لإنهاء حالة الانقسام الاستقطاب في المجتمع وان يسود خطاب وطني يقوم التوافق والمشاركة بين أبناء الوطن ويرفض إقصاء أي فصيل سياسي، وهو ما لم يروق لقيادات المجلس فخرجت الدكتورة مها عزام رئيس المجلس الثوري، لتعلن بشكل قطعي رفض المجلس لمبادرة "حمزاوي" لاعترافها بالنظام الحالي. طرح حمزاوي، بالتعاون مع مايكل ماكفول مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مبادرة جديدة تحت عنوان "روشتة للإصلاح السياسي في مصر"، تتضمن أربعة بنود رئيسية، في مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين، وتطبيق العدالة الانتقالية، وانتخابات برلمانية مبكرة، والسماح لكل القوى بالمشاركة السياسية. أما الرواية الثالثة، فجاءت على لسان الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، العضو المستقيل من المجلس الثوري المصري، مؤكدًا أن سبب استقالة قيادات الكيان المعارض لنظام 3 يوليو، تعود لانحراف المجلس عن مساره وتبني خطاب خاطئ، متحفظًا ذكر تفاصيل هذه الانحرافات. وقال عماد أبوهاشم، رئيس محكمة المنصورة الابتدائية، وعضو المجلس الثوري المصري ل "المصريون"، إن الكواليس تحمل الكثير من الأسباب وراء هذه الاستقالات. ورفض أبوهاشم في تصريح إلى "المصريون" الإفصاح عن هذه الكواليس قائلاً: "مش وقته"، مضيفًا: "حتى لا يؤثر هذا الحديث على الحراك الثوري، ويفقد الناس الثقة في أشخاصٍ بأعينهم".