دعت مؤسسة الحقانية للحقوق والحريات للتضامن مع المعتقل أحمد عبد الرحمن المسجون بسجن طرة والمحكوم عليه بالسجن خمس سنوات منذ 23 فبراير في العام الماضي في أحداث مظاهرة مجلس الشورى في 26 نوفمبر 2013. وأكدت المؤسسة أن أحمد تم القبض عليه بسبب قيامه بالدفاع عن المتظاهرات في الأحداث من تحرش وضرب أفراد الداخلية أثناء فض المظاهرة التي دعت لها حركة "لا لمحاكمة المدنيين عسكريا"، ضد إقرار نص المحاكمات العسكرية للمدنيين بمشروع الدستور وقتها، ولم يكن من ضمن المشاركين في المظاهرة من قريب أو بعيد بل تصادف مروره أثناء فض المظاهرة بالقوة من قبل قوات الأمن، وكان ذاهبا لموقف عبد المنعم رياض للتوجه بعدها لمدينة 6 أكتوبر لاستلام عمله الجديد كفرد أمن، أحمد قادم من أسوان لكي يشق مستقبله في القاهرة رغم انه يدرس بالصف الأول ثانوي زخرفي “في ذات الوقت“. ولم يكن يتوقع أن تكون بداية شق مستقبله بالقاهرة من سجن تحقيق طرة والسبب هو كأي شاب مصري شاهد فتيات ناشطات ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين وهن “نازلي حسين ومي سعد ” يتم التنكيل بهن بالضرب والتحرش والقبض من قبل أفراد يرتدون الزي المدني أمام مجلس الشورى فتدخل لمنع استمرار الاعتداء عليهم، فكان مصيره القبض عليه والحبس الاحتياطي بل والإحالة لمحكمة الجنايات بخمسة اتهامات جنائية منها التظاهر والحكم عليه خمس سنوات بالسجن ورغم تقديم ما يثبت ذلك وشهود نفي أنه كان من ضمن المتظاهرين وكذلك شهادة كل من مي سعد ونازلي حسين بالمحكمة، ورغم إثبات كل الأدلة والمرافعات أن أحمد تجسيد حي للصورة الذهنية لفيلم “احنا بتوع الأتوبيس ” إلا ان الحكم كان صادما والذي تم الطعن عليه من الحقانية أمام محكمة النقض منذ 23 إبريل العام الماضي، ورغم ذلك لم تتم تحديد جلسة لنظر النقض حتى الآن رغم مرور عامين على مدة العقوبة. وروى مدير مؤسسة الحقانية تفاصيل زيارته لعبد الرحمن منذ أيام، قائلًا: "ذهبت إلى سجن “القاهرة ” بطرة لزيارة أحمد عبدالرحمن بتصريح من نيابة استئناف القاهرة دخلت الزيارة التاسعة صباحا وبعد طابور ضيق محاط بسياج حديدية لمسافة أكثر من 30 مترا دخلت غرفة التفتيش تم التفتيش على الزيارة وبعد انتهاء تفتيش الأكل والشرب والذي تم “بالتفعيص بالأيدى للرز والطبيخ ” تم تقتيشي شخصيا وبعد انتهاء مرحلة التفتيش دخلت مع أهالى المساجين قفصا حديديا لا يستوعب عدد أهالى المساجين وانتظرنا حوالى نصف ساعة داخل القفص وبعدها تم فتح باب السجن ودخلت وتم تفتيشي والمناداة على اسمى أول اسم للدخول وبعد دخولى تم إعادة تفتيش الزيارة مرة ثانية وتم منع الترنجات باللون الكحلى وتم السماح بباقي الزيارة “سجائر وأكل وبطانية” وبعدها دخلت قاعة الزيارة وانتظرت مع الأهالى قدوم المساجين من عنابرهم، جميع المسموح لهم بالزيارة جاءوا من عنابرهم ما عدا أحمد عبد الرحمن. واستفسرت عن السبب من أمناء الشرطة ومعاون المباحث وأبلغونى أنهم سيرسلون لاستدعائه من عنبره لأن شخصا من المسؤولين عن استدعائه “نسي” إحضاره! وإننى على الانتظار، انتظرت وسط أهالى المساجين وطول فترة الزيارة شهدت تضامن معظم الأهالى وتحديدا الأمهات أثناء الزيارة بالقول” معلشي أكيد حيجيبوه ربنا يخرجه بالسلامة إن شاء الله “ انتهت زيارتهم وظللت منتظرا وحدى حتى الساعة 12 ظهرا وبعدها فترة انتظار ثانية ثم المناداة على مرة ثانية والدخول قاعة الزيارة والانتظار دقائق حتى حضور أحمد ومقابلته بعد السلام عليه. وأضاف: "فوجئت بأحد المخبرين يستأذن في الجلوس معنا ثم رفضت ولم يستجب لرفضي وظل جالسا طول فترة الزيارة والتي استمرت 20 دقيقة والكلام أمام المخبر” أنا قاعد في عنبر 1 والعنبر متكدس والعنبر بيتمم 30 وأربعين واحد فيه وأنا مش مرتاح وعايز أنقل لعنبر أربعة وأقعد في أوضه أهدى أو أوضة أموال عامة مش بعرف أقرأ والعنبر زى القهوة 24 ساعة بيتكلموا وهمه ناس كويسة معايا بس مش مرتاح وكنت سمعت إن جورج إسحاق قال إن حيبقي فيه عفو عنى وحخرج في يناير أنا عايز أخرج أنا قضيت سنتين وشهرين ظلم أنا على الأقل أقعد في السجن أرتاح من غير تضييق عليه في التريض وأنا مبعملشي مشاكل والمباحث عارفين كدة وأنا بتكدر عشان أنا محبوس سياسي ده حتى الإخوان مبيحصلشي معاهم اللى بيحصلي وأنا خايف يرحلونى لأن فيه كلام إنهم حيرحلوا المحكوم عليهم من هنا وأنا مش عايز أترحل لسجن بعيد ”وجانب من الكلام موجه من أحمد للمخبر” الجالس معنا في الزيارة ”انت عارف إن أنا زى بتوع فيلم احنا بتوع الأتوبيس ومش عارف ليه أنا هنا وحكموا عليه خمس سنين ومخرجتش في العفو ”. وتابع مدير مؤسسة الحقانية حديثه: "لم أتحدث مع أحمد براحتى طبعا في حضور المخبر طول فترة الزيارة، ولكن أثناء الزيارة وبصحبة أحمد توجهت إلى معاون مباحث السجن واسمه مصطفى وأبلغته بشكاوى أحمد والتي سمعها مخبره وبعدها قرر معاون المباحث أنه ليس له علاقة بمشكلة تسكين العنابر وانتهت الزيارة وتم منع ومصادرة الخطابات التي أخذتها من أحمد رغم إعطائها لى أمام المخبر ورغم أنها لا تحتوى على كلام سياسي وأنها خطابات من زملاء له بالعنبر للاطمئنان على أهاليهم وإحضار غيارات شخصية لهم ولم يسمح لي باستلام سوى بخطاب واحد من رئيس المباحث من ثلاثة خطابات، لافتًا إلى أنه قام بالتوجه إلى رئيس مباحث السجن لتقديم شكوى أحمد عن العنابر. وطالب الجهات المسؤولة بتحديد جلسة النقض الخاصة بأحمد أو كذلك المطالبة بعفو رئاسي له.