السبت 18-7-2015 «ثانى أيام العيد» الذى لم يأتِ بعد ولم أشعر به، موجود فى غرفة 9-1 «غرفة مخدرات» عنبر 2، بعد تفريقى بالقوة أنا وزملائى «قضية مجلس الشورى» يوم الاثنين 13-7 من غرفة 11-1 عنبر 4 التى كانت تجمعنا معًا، والآن مهددين من رئيس المباحث بترحيلنا وتفريقنا بعد العيد إلى ثلاثة سجون مختلفة خارج القاهرة فى وادى النطرون، ولا نعلم ماذا سوف يحدث معنا. ■ ■ ■ الأحد 12-7 يدخل عم صلاح إلى «التأديب» للشكوى المتكررة من قلّة الخضار أو سوء حالته بعض الوقت، بعد أن كان اشتكى كثيرًا من قبل، ولم نكن نعرف أنه فى التأديب. انتهى التريُّض ولم نجده معنا. ويخبرنا مخبر العنبر أنه تم حجزه فى مستشفى ليمان طرة، وبعد قليل نعرف كذب المخبر، فنطلب مقابلة ضابط المباحث للسماح بإرسال الدواء إلى عم صلاح لأنه عنده 55 سنة ومريض، ولازم يأخذ الدواء بعد إفطاره. الساعة الرابعة ولم يبقَ فى السجن إلا مساعد واحد من مساعدى رئيس المباحث، ويرسل إلينا السجان ويخبرنا أنه يرفض، ويقول لنا «خبّطوا على الباب زعّقوا مش هاقابلكم»، ليقوم أحد الزملاء بمناداة الضابط لقلقه على عم صلاح ومحاولة إرسال الدواء فقط. بعد 10 دقائق نجد الضابط بعدما لم يكن يريد مقابلتنا يفتح الباب ومعه مخبرون وسجانون مسلحون بالعصى، ويتهمنا بالزعيق والخروج عن النص. ونحاول أن نقول عايزين اتنين بس يخرجوا إليك للسماح بإرسال دواء إلى عم صالح، علشان كده قُمنا نادينا، لكنه لم يسمع وقام بالرجوع إلى الخلف، وقال لنا اخرجوا كلكم، لنجد أن مَن يخرج يقوم المخبرون بضربه، ويشدّون مَن فى الغرفة ليخرج، إذ يخرجونا بالملابس الداخلية ويضربون ولا يفرقون بين كبير أو صغير. ويذهب بنا الضابط إلى «عنبر 1» شديد الحراسة، ونخبره أننا لم نفعل شيئًا لضربنا، فيتهمنا بالزعيق والصياح، ويصمّم على عقابنا وعدم رجوعنا إلى الغرفة. وتفرّقنا فى عنبر واحد وتم عقاب اثنَين، ويصمم أيضًا على ذلك ليُدخل سامى ونوبى إلىَّ الدواء ونرجع مضروبين ومعاقبين أيضًا.. ■ ■ ■ صباح الاثنين 13-7.. يقوم أحد المخبرين بركلى برجله فى قدمى، ويقول لى «إصحى ياض»، أجد رئيس المباحث ومعه المخبرون أيضًا والجميع يصحى، ونحاول أن نفهم ماذا يحدث أو نتكلّم معه، ولكنه أيضًا لم يسمع ويقول لنا اخرجوا كلكم، ونقول له لم نفعل شيئًا، إحنا اللى اضّربنا، لا يسمع منا شيئًا وكأن الحديث معنا شىء محرم، ويخرجنا المخبرون بالشد والضرب أمامه ولم يقُل لهم شيئًا، ويجر المخبرون اثنين «ممدوح وكالوشا» على الأرض، لكى يخروجهما من العنبر، ونخرج جميعًا من العنبر على عنابر وغرف مختلفة بالهدوم اللى علينا دون شنطنا أو فرشنا، أو أى شىء لنا، بالهدوم اللى علينا. ونفرّق على غرف جرائم نفس ومخدرات وسرقة! وتتحمَّل مصلحة السجون ورئيس مباحث السجن والداخلية سلامتنا ومسؤولية أى شىء يحدث لنا داخل هذه الغرف، وذلك رغم ما ينص عليه فى لائحة السجون بالفصل بين المسجون الجنائى والسياسى. ■ ■ ■ الأربعاء 15-7 يطلبونى من غرفتى «فى نيابة فى الإدارة عايزاك» أجد باقى زملائى ومعهم مساعد آخر من مساعدى رئيس المباحث غير السابق، لنعرف أن النيابة هتسمع منا عن ضربنا، وأعرف أن اثنين آخرين كانا فى التأديب «كالوشا وممدوح» وأنهما كانا مقيدَى اليد فى التأديب فى الباب، ويتم رش ماء عليهما، هذه المرة يتكلم مساعد المباحث ويسمع منا ما حدث ويخرج عم صلاح وكالوشا وممدوح من التأديب، ولن يرجعوا إليه، ويقول: انسى، هترجعوا الغرفة بس بكرة لما ييجى رئيس المباحث ونخلص الموضوع من غير نيابة أو شىء. وافقنا لكى يطمئن بعضنا على بعض ونقضى العيد معًا، ولم نثبت ضربنا يومَين متتاليين أمام النيابة كى نعود إلى غرفتنا ويخرج مَن فى التأديب. ويأتى «الخميس» ونطلب مقابلة رئيس المباحث ولم يرضَ. ولم نرجع إلى غرفتنا القديمة التى بها كل متعلقاتنا. يأتى ثانى أيام العيد علىَّ داخل السجن ويأتى بالاسم فقط. لم أشعر بفرحة العيد، إذ لم أصلى صلاة العيد فى ساحة من الساحات وأرى الأطفال وفرحة العيد فى عيونهم ولعبهم فى الشوارع بعد الصلاة. العيد ماجاش عندى السنة دى، جِه بدل منه ضربى وإهانة من ضباط المباحث ومخبريهم. عيدى بعيد عن أهلى وكمان بعيد عن زملائى، لكى يهوّن بعضنا على بعض. أمنيتى فى العيد بدل من الحرية وقضاء العيد مع أسرتى وأصدقائى تقلَّصت إلى رجوعى إلى غرفتى أنا وزملائى وقضاء العيد مع بعضنا وعدم ترحيلى خارج طرة وعدم تفرقنا فى وادى النطرون لبُعد المسافة عن أهلى وأهل زملائى جميعًا. هل هذا عقابنا لأننا كنا نريد معاملة إنسانية داخل السجن مثلما كان السجن عقابنا لأننا أردنا عدلاً وكرامة فى بلدنا. شكرًا لكرم «الداخلية» معنا فى العيد.