شهد عام 2015 عدة مبادرات ومحاولات للصلح بين جماعة الإخوان المسلمين وبين النظام الحالي، إلا أن هذه المبادرات لم تلق صدى أو رد فعل من النظام، فأصحابها يعلنون حسن نواياهم ورغبتهم في خفض الاحتقان الناشئ بين النظام والإخوان والبعض الآخر يؤكد أن كل هذه المبادرات مجرد كلام على ورق ومناورات لغسيل سمعة الجماعة أمام العالم ومحاولة الزج بأنفسهم للعودة في أحضان المجتمع لممارسة العمل السياسي من جديد. ترصد "المصريون" أبرز 8 مبادرات للصلح خلال هذا العام: مبادرة الأشعل ل"تصفير السجون" "تصفير السجون" والتي تعد آخر مبادرات الصلح في الفترة الحالية، والتي طرحها الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، في ذكرى الثورة، مطالبا الحكومة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيقها، معتبرًا أنها الخطوة الأولى لإعادة الأمل لمصر في الحرية، مناديًا بإطلاق سراح جميع المعتقلين تمهيدًا لتصفير السجون وتوقيع وثيقة حرمة الدم المصري، مؤكدًا ضرورة مراجعة كل الأحكام وإعادة المحاكمات، مضيفًا أنه لا بد من إيجاد حلول سلمية ومراجعة كل الإجراءات بما يعيد لمصر الأمل في الحرية.
مبادرة طارق البشرى بوساطة سعودية شهد هذا العام العديد من المبادرات وكان على رأسها مبادرة المستشار طارق البشري، القاضي المتقاعد والمفكر المصري، والذي دعا فيها المملكة العربية السعودية لتكون وسيطا لحل الأزمة في البلاد بين الدولة والإخوان من أجل تخفيف حالة الاحتقان التي تمر بها البلاد، مشددا على أهمية الحفاظ على الدولة والإبقاء عليها بقوله: “وجود الدولة في مصر مهم وباق وعلينا أن نحفظه وأن نستبقيه عبر تشارك من الشعب”.
مبادرة أيمن نور تعددت مبادرات أيمن نور للمصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، حيث كانت المبادرة الأخيرة له خلال حواره في إحدى القنوات التليفزيونية، والذي دعا فيه إلى حوار وطني لحل الأزمة في مصر، كما طالب بتشكيل لجنة حكماء لعمل مصالحات في الدول العربية التي تتعرض لأزمات عدم استقرار.
مبادرة يوسف ندا أعلن يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، من خلال رسالة عبر البريد الإلكتروني لوسائل الإعلام، أنه مستعد "لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها"، وذلك في إشارة منه على ما يبدو إلى أنه مستعد للوساطة أو المصالحة لإزالة حالة الاحتقان بين الجماعة في مصر والسلطة القائمة، دون أن يذكر ذلك صراحة.
منصف المرزوقي والمصالحة وطالب الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي بإطلاق سراح الدكتور محمد مرسي وجميع السجناء السياسيين في مصر خلال افتتاح أعمال المؤتمر التحضيري لتأسيس التيار السياسي الذي يتزعمه تحت اسم "حراك شعب المواطنين".
مبادرة محمد البرادعي وجه الدكتور محمد البرادعي، الدبلوماسي والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، حديثه في أحد الحوارات التليفزيونية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذكرى الثورة: "من يرد الاعتدال عليه بتضمين الإسلام السياسي ومن يدفع بهؤلاء حول العنف يحصد العنف والتطرف، فمصر لا يمكنها تحمل ترف المنافسة السياسية وهى بحاجه للتعددية السياسية".
مبادرة الأمير سلمان للمصالحة بين النظام الحاكم والإخوان كما دعا الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، عن مبادرته لحل الأزمة في مصر بشرط عدم عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى العمل السياسي مرة أخرى، وكان أحد الأسماء المقرر مشاركتها في المبادرة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، والتي تضمنت بعض البنود عن عودة القوى والحركات السياسية التي شاركت في مظاهرات 30 يونيو إلى العمل السياسي، والتي أصبحت في مخاصمة مع السلطة الحالية، وقد طرحت المبادرة في صورة أولية خلال لقاءات عقدت على هامش مؤتمر حول الديمقراطية نظمته مؤسسة "Forward.
مبادرة حزب الوسط ولم تقتصر مبادرات المصالحة على شخصيات فقط وإنما تضمنت أحزابا، حيث أعلن أحمد ماهر، المتحدث باسم حزب الوسط أن رئيس الحزب أعلن عن مبادرة للخروج من الأزمة السياسية الحالية، مؤكدًا أنها تتضمن حلا وسطيا بهدف المصالحة السياسية بين الأطراف المتنازعة على الساحة السياسية، مؤكدا أن المبادرة كانت نتاجا لبحث الأمور المتعلقة بالساحة السياسية وسبل إخلاء سبيل المحامي عصام سلطان، نائب رئيس الحزب، بالإضافة لأعضاء الحزب السجناء، وصمم الحزب على طرح المبادرة حتى لو رفضتها جماعة الإخوان أو الأحزاب المتحالفة معها. وفي هذا السياق، قال محمد السعدنى، الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن كل مبادرات المصالحة لا تحمل الجدية وجاءت في إطار توزيع الأدوار لمحاولة التأثير على تقرير الحكومة البريطانية والذي جاء فيه أن الإخوان على علاقة مباشرة مع الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى دورهم الأساسي في عمليات العنف. وأشار السعدنى في تصريحات ل"المصريون"، إلى أن محاولات المصالحة تعنى توزيع الأدوار بين التنظيم الدولي وقواعده في الدول للتحجيم من أثر التقرير البريطاني، منوها بمحاولات ضغط إبراهيم منير، نائب المرشد والمسؤول عن الإخوان في التنظيم الدولي لمحاولة عمل تقرير آخر يشير إلى وجود فريق من الإخوان يرفض العنف لغسيل سمعة الإخوان. وتابع السعدنى، أن كل الداعين للمصالحة إخوان خالفوا ضميرهم، مؤكدا عدم نجاح هذه المبادرات وفشل محاولات الصلح لعودتهم إلى المجتمع المصري.