أثار المقال الذى نشرته فى نفس هذا المكان أمس عاصفة من الجدل سواء داخل ماسبيرو أو فى عدد من الجهات العليا فى الدولة والمعنية بملف الإعلام . وقد تلقيت العشرات من الإتصالات والرسائل للإشادة بالمعلومات والحقائق التى كشفنا عنها ولأول مرة حول الصفقة الغامضة التى أبرمها عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وبين شركة (بلاك اند نايت ) التى يترأس مجلس إدارتها رجل الأعمال ياسر سليم ( التى تشترك مع شركة بروموميديا المملوكة لنجيب ساويرس وايهاب طلعت فى رعاية اليوم السابع بكل مواقعها واصداراتها ) لإنتاج أضخم برنامج " توك شو " يبدأ إذاعته مع بدايات العام الجديد . واستكمالاً لما بدأناه بالأمس أشير إلى أننى لست معارضاً للشراكة بين القطاع الخاص وبين ماسبيرو ولكن بشروط أهمها أن تتم هذه الإتفاقات والتعاقدات بشفافية كاملة وليس بالتحايل واخفاء المعلومات سواء عن العاملين أو حتى عن بعض الجهات المهمة فى الدولة , أما الشرط الثانى فهو تحقيق أقصى استفادة مادية ممكنة لماسبيرو تساهم فى تخفيف الأعباء عن كاهل الموازنة العامة للدولة .
ولذلك أطالب الجهات الرسمية المهتمة بملف ماسبيرو بإعتباره أحد أركان الأمن القومى أو اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإصدار بيان رسمى لكشف الحقيقة بشأن علاقة نجيب ساويرس وايهاب طلعت ببرنامج التوك شو الجديد ؟ واذا كان الرد بأنهما ليس لهما علاقة بالبرنامج فأتمنى أن يكشفوا أسباب فشل الإتفاق مع ايهاب طلعت ( أحد صبيان ساويرس ) والذى أجروا معه مفاوضات طوال الفترة الماضية واعترفت بها صفاء حجازى وأيضا الإعلامى أسامة كمال المرشح ليكون أحد مقدمى البرنامج ؟ .
وانطلاقاً من ذلك نطرح عدداً من التساؤلات : لماذا وافقت قيادات ماسبيرو على التعاقد مع وكالات خاصة وإعلاميين صنعوا نجوميتهم فى الفضائيات – رغم أن معظمهم من أبناء ماسبيرو خاصة أن تلك القيادات سبق أن إتهمت هؤلاء الإعلاميين وقنواتهم بأنهم يهدرون قيم المجتمع وليست لديهم أبسط قواعد المهنية ؟ وأنهم لا يبحثون إلا عن تحقيق الربح حتى ولو كان على حساب أمن وأستقرار المجتمع السياسى والإجتماعى ؟ وهل تتصور قيادات ماسبيرو بفكرها العقيم أن وجود بعض الأسماء المعروفة فى البرنامج كفيل بإعادة الجمهور لماسبيرو ؟ وأعتقد أنه تصور غير حقيقى لأن الخريطة الإعلامية تغيرت بشدة فى السنوات الأخيرة والدليل التجربة التى خاضها ابراهيم عيسى مع محمود سعد وبلال فضل وعمرو الليثي على قناة التحرير حينما اشتركوا جميعا فى برنامج ( فى الميدان ) فرغم نجوميتهم الكبيرة عقب ثورة 25 يناير إلا أنهم فشلوا فيها ولم يحققوا أى نجاحات تذكر , ولعل الكل يجمع على أن هؤلاء النجوم يفوقون شهرة ومهنية الكثير من الأسماء المطروحة لتقديم البرنامج الجديد لماسبيرو ؟ , ولماذا لجأتم إلى هذه الشركة الخاصة رغم أن لديكم قطاعات وشركات مختصة بجلب الإعلانات فى مقدمتها القطاع الإقتصادى وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ؟.
والسؤال الأهم : ما هو السر وراء الرغبة فى وجود مثل هذه الشركات الإعلانية على شاشة التليفزيون المصرى رغم أنهم يتهمون قياداته بالفشل ويؤكدون دائماً أن قنوات التليفزيون لا يشاهدها أحد ؟ ولماذا قرروا انتاج برنامج توك شو جديد رغم أن المنافسة تكاد تكون مستحيلة مع القنوات الخاصة فى الوقت الحالى نظراً لكثرتها من ناحية كما أنه من المستحيل أن يكون هناك سقف للحرية مثلما هو الحال فى برامج الفضائيات ؟ ولماذا لم ينتجوا هذا البرنامج فى قنواتهم الخاصة التى حصلوا على حق رعايتها الإعلانية وهى كثيرة العدد وفى مقدمتها دريم والحياة وأيضاً قناة (تن ) التى يمتلك ساويرس وايهاب طلعت النسبة الأكبر من اسهمها وتعانى من أزمة مالية طاحنة تسببت فى تأخير صرف مستحقات العاملين فيها لعدة أشهر ؟. وفى نفس السياق أسأل الجهات الرسمية والعليا فى الدولة : هل لديكم علم بتفاصيل هذه الإتفاقيات المثيرة للجدل والشبهات داخل أحد الأماكن الرئيسية ووثيقة الصلة بالأمن القومى ؟ وهل سيكون هذا البرنامج بداية لخصخصة عدد من القنوات والإذاعات داخل ماسبيرو ؟ . والسؤال للعاملين فى ماسبيرو : ما هو موقفكم من هذه الإتفاقيات المثيرة للجدل ؟ وإلى متى تستمرون فى الصمت على قياداتكم الفاشلة التى لم تحقق أية إنجازات على أرض الواقع منذ سنوات وحتى الآن ؟ !!! .