أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، الذي يزور تركيا حاليا، "أن هناك أشياء كثيرة تغيرت في مصر للافضل بعد ثورة الشعب المصري في 25 يناير، مشيرا إلى أن مسألة معبر رفح الحدودي على وشك الحل، لأن هناك أشياء كثيرة في مصر تحولت إلى الأفضل مما كان في ظل حكم مبارك". وتناول هنية في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الأناضول التركية بثتها اليوم (الإثنين) الأثر الإيجابي الذي أحدثته ثورات الربيع العربي على القضية الفلسطينية، وقال "إنني لم أخرج من غزة منذ فترة للظروف المحيطة آنذاك ولأن الأحوال في القطاع لم تكن تسمح لي بالخروج لأن الرئيس المصري السابق لم يكن يسمح بذلك، وعقب الربيع العربي وثورة الشعب المصري فأن ثمة تغييرات جوهرية حدثت في المنطقة سهلت لنا فرصة الخروج من بلادنا". كما تحدث عن التطورات الإيجابية عقب ثورات الربيع العربي على القضية الفلسطينية، مؤكدا أنه كان لها أثر كبير في مؤازرة الشعوب العربية للفلسطينيين. وقال هنية إن الشعوب العربية التي قامت بالثورات في بلادها أعربت عن مساندتها للشعب الفلسطيني، كما أن هذه الشعوب أعلنتها صراحة أنهم بجانب الشعب الفلسطيني ويناصرون قضيته. وأضاف هنية أن الأمر الثاني هو أن الأحزاب السياسية التي فازت في الانتخابات التي اعقبت هذه الثورات هي نفسها التي ساندت القضية الفلسطينية في السابق ، وهذا يؤكد أن الشعوب العربية واداراته ستقف إلى صف الفلسطينيين في المستقبل وتدافع عن حقوق الفلسطينيين، "ولذا يمكنني أن أوكد أن القضية الفلسطينية هي الجانب الرابح الاكبر من الربيع العربي". وأكد هنية أنه يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات المقبلة في العام الجاري كما نص عليه اتفاق القاهرة ، مؤكدا أنه "بمشيئة الله يمكن تشكيل هذه الحكومة قبل نهاية يناير أو بداية فبراير على أن تجرى الانتخابات في مايو كما تقرر". وأكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة أن حركة حماس تولي أهمية قصوى لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ثم ايجاد حلول للمشكلات الداخلية الفلسطينية، نافيا أن حركة حماس ستحذو حذو حركة فتح اذا جلست على طاولة المفاوضات مع اسرائيل بديلا عن الكفاح. كما أكد أن حركة حماس تعطي أولوية لنقطتين هما الأرض الفلسطينية التاريخية هي حق الشعب الفلسطيني، وأن حماس لن تتنازل عن حق الأرض، وثانيها أن حماس لن تعترف بالحكومة الإسرائيلية على الاراضي المحتلة، وأن حماس تعمل مع جميع الفصائل الفلسطينية لحل مشكلة الشعب الفلسطيني. وقال هنية إنه جاء لتركيا ليطلع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على آخر التطورات في فلسطين، مؤكدا أن تركيا وقفت دائما مع الشعب الفلسطينيوغزة في ظل الحصار، كما قدمت الشهداء ولذا "نشعر بالامتنان لتركيا ومواقفها ودعمها المستمر للشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يشعر بالتقدير والولاء لشهداء السفينة مرمرة. وعن القضايا التي جرى بحثها خلال محادثاته مع أردوغان ، قال هنية "إننا بحثنا العديد من القضايا ، أولها الحصار المفروض على غزة والخطوات التي يجب اتخاذها لرفع هذا الحصار. كما تحدثنا بشأن القدس والمسجد الاقصى والتهديد التي تواجههم. وأشار هنية إلى أنه بحث مع اردوغان جوانب التسوية التي تم التوصل إليها بين الفصائل الفلسطينية في مصر واعمار غزة وهي احدى اهم المشكلات التي تواجه الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدا أنها تمثل أولوية ولاسيما بعد الاعتداء الأخير من جانب إسرائيل. واستطرد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة قائلا "لقد تحدثنا عن الزيارات المستقبلية لاردوغان ومسئولين اتراك آخرين الى فلسطينوغزة". وأكد هنية أن تركيا أولت أهمية كبرى لعملية تبادل الاسرى الفلسطينيين ، وقد توسطت في المسألة لتسهيل الجوانب الامنية للاسرى الفلسطينيين وفعلت كل ما في وسعها لانجاح العملية. وتحدث هنية، في المقابلة المطولة التي حرصت وكالة الأناضول على بثها كاملة على نشرتها اليومية، عن الروابط التاريخية التي تربط تركيا بالمنطقة والاهمية التي توليها على مدار التاريخ لقضية القدس وعن المساعدات الجليلة التي تقدمها للفلسطينيين في جميع المجالات ، مشيرا إلى تركيا شيدت مستشفى بمبلغ حوالي 30 مليون دولار أمريكي في غزة ولا تزال المساعدات التركية تتواصل على الشعب الفلسطيني الذي يقدر هذه الخدمت الكبيرة. كما تحدث هنية بمشاعر الاجلال والاعزاز عن شهداء السفينة /مافي مرمرة / في مايو 2010. واشار هنية الى أنه خلال الحرب على غزة تم تدمير حوالي خمسة الاف منزل تقريبا لعوائل فلسطينية ولا تسمح إسرائيل بدخول مواد البناء لاعادة بنائها. وحول تولي الاحزاب السياسية الإسلامية السلطة في بعض البلدان العربية مثل تونس والمغرب ومصر ، قال هنية إن هذا سيكون له أكبر الإسهام في اتجاه حل القضية الفلسطينية، لأن الربيع العربي ساهم في أن يأتي بالاتجاه الاسلامي إلى السطح ويمكن القول أن الربيع العربي يتحول إلى "الربيع الإسلامي"، مؤكدا أن القضية الفلسطينيةوالقدس هي قضية كل العرب. وتولي الأحزاب الإسلامية الحكم سيكون له إسهامات كبيرة جدا في القضية الفلسطينية. كما تطرق هنية عن تفاصيل اتفاق القاهرة الذي حصلت خلاله حركة حماس على مكانة مؤقتة مهمة في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، مشيرا إلى أنه إذا جرت عملية هيكلية للإدارة داخل المنظمة فسوف تعود المنظمة إلى سابق قوتها وعهدها ، لأن قضية الوحدة السياسية تحت مظلة واحدة ستضم جميع الفصائل الفلسطينية في وجه الاحتلال الاسرائيلي. كما تحدث هنية عن المشكلات الصحية في قطاع غزة، والجهود التي تبذلها تركيا في هذا الصدد بتزويد القطاع بالأدوية والمساعدات الطبية.