اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم الثلاثاء جولة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في دول الربيع العربي محاولة من تركيا لتعزيز مكانتها في العالم العربي في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة حاليا. وقالت الصحيفة ان زيارة رئيس الوزراء التركي تأتي في وقت اثيرت فيه العديد من التساؤلات حول ثورات الربيع العربي التي اطاحت بانظمة طوعت شعوبها لمدة 30 عاما على سياسات معينة، بما في ذلك شروط اسرائيل للسلام غير المستقر مع جيرانها. ولفتت الى أن تركيا -التي تعد احد اقرب الحلفاء لاسرائيل- تسارع من وتيرتها في تعزيز مكانتها في العالم العربي وكذلك قيامها بتخفيض العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وطرد سفيرها في اوائل الشهر الحالي ، بعد ان رفضت اسرائيل تقديم اعتذار عن الهجوم الذي شنته قواتها البحرية العام الماضي على سفينة المساعدات الانسانية التركية "مرمرة" في محاولة منها لكسر الحصار البحري على قطاع غزة والذي اسفر عن مقتل تسعة مواطنين اتراك. وأوضحت "نيويورك تايمز" انه قبيل الاقدام على هذه الخطوات التصعيدية من الجانب التركي ضد الجانب الاسرائيلي ، اكدت تركيا مرارا وخاصة رئيس الوزراء التركي على التزام انقره بالسياسة الاسلامية في المنطقة وكذلك الديموقراطية الدستورية التعددية والتنمية الاقتصادية النشطة . واشارت الى انه حتى قبل عقد اية اجتماعات دبلوماسية في القاهرة ، استهل اردوغان زيارته بالظهور امس الاثنين في حديث تلفزيوني شعبي ووصفته مقدمة البرنامج بأنه ليس فقط الرجل الذي ينال شعبية واعجاب واسع في تركيا ولكنه يحظى بشعبية من جانب قطاع كبير من العرب والمسلمين في الشرق الاوسط. ونقلت عن رئيس الوزراء التركي دعم بلاده للثورات العربية ، قائلا " ان العالم يتغير على النظام حيث ارادة الشعب ستكون هي الحاكمة "..متسائلا لماذا يجب على الاوروبيين والامريكيين ان يكونوا الوحيدين الذين يعيشون بكرامة . وشدد ارودغان على انه لا يريد ان يشاهد الاحداث والاوضاع المتسارعة في الشرق الاوسط كما لو كان يشاهد مباراة كرة قدم. واشار اردوغان الى ان اسرائيل حتى يومنا هذا لم تنفذ قرارا واحدا من جانب المجتمع الدولي.وتعهد باستمرار موقف بلاده ضد اسرائيل وعدم التراجع للوراء حتى تعتذر اسرائيل عن قتل قواتها تسعة مواطنين اتراك على متن السفينة التركية مرمرة. وانتقد اردوغان موقف الولاياتالمتحدةالامريكية لعدم مطالبتها لاسرائيل بالاعتذار لمقتل مواطن امريكي في الهجوم على السفينة التركية ، متهما واشنطن بعدم حماية مواطنيها. ولفتت الصحيفة الى ان ارودغان يسعى خلال وجوده بالقاهرة الى التوصل لمصالحة بين السلطة الفلسطينية التي تسيطر على الضفة الغربية وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ، حيث كانت بعض التقارير تشير الى اعتزام رئيس الوزراء التركي زيارة غزة في اطار جولته العربية. ونفى اردوغان هذه التقارير مؤكدا على انه اجرى اتصالا هاتفيا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة ،عارضا عليهما الاجتماع سويا في القاهرة