قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن هناك تساؤلا أصبح يتردد في الغرب, حول قدرة النظام الحالي في مصر على إعادة الاستقرار للبلاد, والاعتماد عليه كشريك, خاصة في أعقاب حادث تحطم الطائرة الروسية, حسب تعبيره. وأضاف الموقع في تقرير له في 17 نوفمبر أن الأزمات المتتالية في مصر, وأبرزها كارثة الفيضانات وتحطم الطائرة الروسية, أعطت انطباعا لمراقبين في الغرب بعجز السلطات المصرية عن مواجهة التحديات, التي تواجه البلاد. وتابع " الأوضاع في مصر تزداد سوءا , والتعامل مع الأزمات يكون عبر التنصل من المسئولية, وفرض المزيد من القيود على وسائل الإعلام", حسب تعبيره. وأشار "ميدل إيست آي" إلى "أن النظام الحالي في مصر بات في مأزق بسبب تصاعد التحديات الداخلية, وتزايد الضغوط الدولية, خاصة في أعقاب كارثة الطائرة الروسية", على حد قوله. واستطرد الموقع " مصر كانت تعاني من عدم الاستقرار, والأزمات الأخيرة, زادت الأوضاع اضطرابا, وهو ما دفع البعض للتساؤل حول السيناريو القادم في البلاد, وهل يستطيع النظام تجاوز هذه الأزمات, أم أنه يقترب من نهايته ؟", حسب تعبيره. وكانت صحيفة "لوبوا" الفرنسية تحدثت أيضا عن سيناريو مرعب بشأن مصر, مفاده أن الأوضاع في البلاد مرشحة للتدهور , وقد يتطور الأمر إلى اندلاع حرب أهلية, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 16 نوفمبر أن الاستقرار في مصر هو أمر جوهري لعودة الاستقرار للشرق الأوسط بأكمله, إلا أن التدهور الاقتصادي في البلاد ينذر بالأسوأ. وتابعت " استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر, قد يجعل البلاد على شفا الحرب الأهلية قريبا, خاصة في ظل تزايد العمليات الإرهابية في سيناء ", على حد قولها. واستطردت " الجماعات الإرهابية في سيناء, والتي تزايد عددها, لم تكتف بمهاجمة قوات الأمن هناك, لكنها وصلت إلى داخل العاصمة المصرية القاهرة أيضا", حسب تعبيرها. وأشارت "لوبوا" إلى أن حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء جاء ليؤكد أيضا تصاعد خطر الجماعات الإرهابية هناك, محذرة من أن مصير الشرق الأوسط يتوقف على مدى نجاح مصر في التصدي للإرهاب. ونصحت الصحيفة السلطات المصرية بالإسراع في اتخاذ خطوات لاحتواء سيناء, وإعادتها مجددا للحضن المصري, بالتعاون مع البدو هناك, للتصدي للإرهابيين. واستطردت " الأمر الكفيل بإنقاذ مصر من سيناريو الحرب الأهلية هو الإسراع بتحسين الوضع الاقتصادي واحتواء سيناء وإنهاء الممارسات الاستبدادية", مشيرة إلى أن نجاح العالم في التصدي للإرهاب يحتاج إلى عودة الاستقرار لمصر, لأنها تعرف بأنها بلد "الإسلام المعتدل", كما أن لها دورها التاريخي في رسم أحداث المنطقة والعالم. وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ذكرت أيضا أن السخط يتزايد في مصر إزاء سياسات النظام الحالي, مشيرة إلى أن هناك مؤشرات تدعم هذا الأمر, منها تردي إقبال الناخبين في الانتخابات البرلمانية , وقيام مذيعة بالتليفزيون الحكومي بانتقاد السلطة علنا. وأضافت الوكالة في تقرير لها في 15 نوفمبر أن هناك تذمرا متزايدا في أوساط المصريين, وأن الانتقادات لسياسات النظام بدأت تظهر علنا, بسبب عدم تحقيقه لوعوده, وتدهور الأوضاع الاقتصادية. وتابعت " رغم عدم وجود استطلاعات عن شعبية النظام, إلا أن العزوف عن الإقبال في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية, هو أقوى مؤشر على تراجع هذه الشعبية, وتزايد السخط بين المصريين". وأشارت الوكالة أيضا إلى المذيعة في التليفزيون المصري عزة الحناوي، التي انتقدت السلطة, بسبب كارثة فيضانات الإسكندرية, وتم التحقيق معها ووقفها عن العمل. وتوقعت "أسوشيتد برس" أن يتصاعد التذمر الشعبي خلال الفترة المقبلة, خاصة بعد التداعيات الاقتصادية السيئة لحادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سخرت أيضا مما سمته الحديث المتكرر في مصر عن نظرية "المؤامرة", للتغطية على الإخفاقات, بدلا من المعالجة الحقيقية للمشكلات, التي تواجهها البلاد. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 15 نوفمبر أن وسائل إعلام حكومية مصرية, وحتى بعض المسئولين, روجوا لنظرية المؤامرة بعد حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء, وفي أعقاب كارثة الفيضانات, التي ضربت الإسكندرية. وتابعت "نيويورك تايمز", ساخرة " الاستخفاف بالعقول وصل حد اتهام جماعة الإخوان المسلمين بالمسئولية عن كارثة الفيضانات وغرق الإسكندرية, عبر ترويج أنهم قاموا بسد بالوعات الصرف الصحي", معتبرة أن هذا يحدث في الدول السلطوية فقط, حسب تعبيرها. وحذرت الصحيفة من أن استمرار الاعتماد على نظرية "المؤامرة" للتغطية على الفشل الحكومي, لن يساعد مصر على التصدي الإرهاب, أو معالجة مشكلاتها المختلفة, وهو ما سيفاقم من أزمتها. وكانت الطائرة الروسية المنكوبة -وهي من طراز إيرباص 321- تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر الماضي بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وتبنى تنظيم الدولة إسقاطها، وهو ما رجحته عواصم غربية, قبل أن تؤكد روسيا فرضية العمل الإرهابى