قالت صحيفة "لوبوا" الفرنسية، اليوم الأربعاء: إن سيناريو مرعب سيحدث في مِصْر، مفاده أن الأوضاع في البلاد مرشحة للتدهور، وقد يتطور الأمر إلى اندلاع حرب أهلية، حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة أن الاستقرار في مِصْر هو أمر جوهري لعودة الاستقرار للشرق الأوسط بأكمله، إلا أن التدهور الاقتصادي في البلاد ينذر بالأسوأ، موضحة "استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في مِصْر قد يجعل البلاد على شفا الحرب الأهلية قريبًا، خاصة في ظل تزايد العمليات الإرهابية في سيناء". وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ذكرت أيضًا أن السخط يتزايد في مِصْر إزاء سياسات نظام الانقلاب الحالي، مشيرة إلى أن هناك مؤشرات تدعم هذا الأمر، منها تردي إقبال الناخبين في الانتخابات البرلمانية، وقيام مذيعة بالتليفزيون الحكومي بانتقاد السلطة علنًا. وأضافت الوكالة -في تقرير لها في 15 نوفمبر- أن هناك تذمرا متزايدا في أوساط المِصْريين، وأن الانتقادات لسياسات الانقلاب بدأت تظهر علنًا، بسبب عدم تحقيقه وعوده، وتدهور الأوضاع الاقتصادية. وتابعت: "رغم عدم وجود استطلاعات عن شعبية الانقلاب، إلا أن العزوف عن الإقبال في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، هو أقوى مؤشر على تراجع هذه الشعبية، وتزايد السخط بين المِصْريين". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سخرت أيضا مما سمته الحديث المتكرر في مِصْر عن نظرية "المؤامرة"، للتغطية على الإخفاقات، بدلاً من المعالجة الحقيقية للمشكلات، التي تواجهها البلاد. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 15 نوفمبر، أن وسائل إعلام حكومية مصرية، وحتى بعض المسئولين، روجوا لنظرية المؤامرة بعد حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء، وفي أعقاب كارثة الفيضانات، التي ضربت الإسكندرية. وتابعت "نيويورك تايمز"، ساخرة: "الاستخفاف بالعقول وصل حد اتهام جماعة الإخوان المسلمين بالمسئولية عن كارثة الفيضانات وغرق الإسكندرية، عبر ترويج أنهم قاموا بسد بالوعات الصرف الصحي"، معتبرة أن هذا يحدث في الدول السلطوية فقط، حسب تعبيرها. وحذرت الصحيفة من أن استمرار الاعتماد على نظرية "المؤامرة" للتغطية على الفشل الحكومي لن يساعد مصر على التصدي الإرهاب، أو معالجة مشكلاتها المختلفة، وهو ما سيفاقم من أزمتها. وكانت الطائرة الروسية المنكوبة -وهي من طراز إيرباص 321- تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر الماضي بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وتبنى تنظيم الدولة إسقاطها، وهو ما رجحته عواصم غربية. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 5 نوفمبر عن اعتقاده باحتمال أن يكون حادث تحطم الطائرة ناجما عن انفجار قنبلة على متنها، كما تبنى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الفرضية نفسها.