أسابيع وتحل الذكرى الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير وبهذه المناسبة نعتقد أنه لا مبرر فى استمرار سجن واعتقال السجناء السياسيين.. فالثورة قامت لتطهير البلاد من الظلم والطغيان.. وكان من المفروض على الفور أن يتم إطلاق سراح جميع السجناء الذين حوكموا ظلمًا وعدوانًا فى عهد الرئيس مبارك المخلوع، خاصة إذا كانت تلك القضايا ملفقة ومن صنيعة النظام السابق.. فهؤلاء السجناء أكثر الناس الذين تحملوا ظلم الطاغية وحوكموا أمام محاكم عسكريَّة جائرة ، وكانت المحاكمات هزليَّة تسابق الليل والنهار من أجل إصدار أحكام الإعدام والمؤبد ضد قادة العمل الإسلامى. فرفع الظلم عن هؤلاء أصبح ضرورة بل صار واجبًا، يكفيهم ما لاقوا من أهوال ومحن فى عهد الرئيس المخلوع، من حقهم أن يشاركوا مصر فرحتها بالثورة، بل إننى لا أبالغ إن قلت إنهم من المشاركين فى تلك الثورة عندما خرجوا على مبارك ونظامه منذ عشرين عامًا منددين بظلمه وطغيانه. أبرز هؤلاء السجناء المحكوم عليهم بالإعدام محمد شوقى الإسلامبولى شقيق خالد الإسلامبولى الذى ظُلم طوال فترة الرئيس المخلوع، وكان يجب على الثورة والمجلس العسكرى أن يسارعا بالإفراج عنه عقب عودته لا أن تعتقله أو تعاد محاكمته، خاصة أنه طريح الفراش يعانى من أزمات قلبية تستوجب نقله للمستشفى وإجراء عملية قسطرة، فلماذا يتم وضع مبارك الحاكم الذى قتل شعبه فى أفخم المستشفيات ويعالج على حساب الدولة وهو يتمارض هروبًا من المحاكمة وجلبًا للعطف العربى والدولى والإسلامبولى الزعيم الإسلامى الذى عانى الظلم يفترش أرض زنزانة خرسانية يصارعه فيها المرض، فالإفراج عن الرجل مطلب وطنى وضرورة إنسانيَّة يجب على المجلس العسكرى أن يسارع فى تنفيذها. فى المقابل نجد أيضًا الشيخ رفاعى طه شيخ الحركة الإسلامية الذى سلمه النظام السورى إلى جلاوزة أمن الدولة وظلّ أكثر من 3 سنوات فى دهاليز أمن الدولة وسجونها السرية يتم استجوابه وتعذيبه وقد حكم عليه ظلمًا وعدوانًا بالإعدام غيابيًا.. والرجل من حكماء الحركة الإسلامية ومع ذلك يستمر احتجازه دون الإفراج عنه. وكذلك مصطفى حمزة وعثمان السمان من قيادات الجماعة واللذان اتهما بمحاولة اغتيال مبارك، وما يقرب من عشرين سجينًا غيرهما ينتظرون أن يتخذ المجلس العسكرى قرارًا يتناغم مع الثورة بالإفراج عنهم لتحتضن مصر جميع أبنائها بعد ثورتها وهم أبناء الحركة الإسلاميَّة التى حققت نجاحات باهرة فى الانتخابات البرلمانية وينتظر الجميع أداءها الرقابى والتنفيذى بعد الانتخابات. كيف يحرم هؤلاء من المشاركة فى بناء مصر الجديدة وهم من ضحوا وبذلوا من أجل إزالة مبارك من المشهد السياسى وواجهوا ظلمه واستبداده؟! كيف يغيب عن أرض الكنانة فى هذا الوقت رجلٌ مثل الشيخ وجدى غنيم أحد رواد الحركة الإسلامية بسبب صدور حكم جائر من المحكمة العسكرية بسجنه 5 سنوات بتهمة ملفقة وهى تمويل تنظيم الإخوان المسلمين؟! كيف يمنع والإخوان المسلمون اليوم يحوزون الأغلبية ويتصدرون المشهد السياسى والرجل معروف بانتمائه للإخوان تهمته أنه إخوانى ولا يتم إلغاء هذا الحكم الجائر! إن كل وطنى حر وكل صاحب ضمير لا بد أن يطالب بإصدار عفو رئاسى بمناسبة مرور عام على الثورة المصرية للإفراج عن قادة وشيوخ الحركة الإسلامية لتعم الفرحة جميع ربوع الوطن. [email protected]