طهران عرضت على القاهرة تقديم النفط والغاز مجانًا.. مقرب من خامنئي: مصر مفتاح إيران للسيطرة على المنطقة كشفت مصادر ل "المصريون" عن أن إيران عرضت على مصر تقديم هبات نفطية وإمدادها باحتياجاتها من الغاز الطبيعي، والاتفاق لاحقًا على أسعار تفضيلية لمشتقات الطاقة، مقابل تبني موقف داعم لنظام بشار الأسد في سوريا والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية. يأتي ذلك في ظل حالة من الفتور تخيم على العلاقات المصرية – الخليجية، بعد إعلان القاهرة ترحيبها بالتدخل الروسي في سوريا، استجابة لطلب الأسد بدعوى محاربة "الإرهاب"، الأمر الذي يقول محللون إنه سيكونه له تداعياته على العلاقات بين القاهرة والعواصم الخليجية. وبحسب المصادر، فإن العرض الإيراني لمصر يشمل ضخ عدة مليارات من الدولارات كودائع في البنك المركزي المصري دعمًا للاحتياطي، مستغلة تراجع الدعم الاقتصادي الخليجي، نتيجة لتباين المواقف مع القاهرة في مسارات سياسية عديدة، أو بسبب الضائقة الاقتصادية التي تمر بها بلدان الخليج العربي بسبب انخفاض أسعار النفط. وتدرس القاهرة العرض الإيراني المقدم من طرف ثالث، حيث تسعى للإمساك بالعصا من المنتصف وخطب ود الجميع، فهي لا ترغب في خسارة علاقاتها مع موسكو التي وصلت لحد التحالف، فضلاً عن عدم إغضاب الرياض التي تعد الداعم الأول لها منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013. يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه المرجع الشيعي في مدينة قم الإيرانية، وأحد مساعدي المرشد الأعلى فضيل الجزائري، أن إيران ستعطي الغاز والكهرباء مجانًا لمصر حال وافقت على الدخول في التحالف الإيراني ضد السعودية. وزعم أن هناك تنسيقًا سياسيًا وأمنيًا بين إيران وبين مصر، من حيث رفض إسقاط النظام السوري بقيادة بشار الأسد، موضحًا أن مصر أكدت بطريق غير مباشر لإيران عن طريق وسطائها في سوريا أنه لا توافق على إسقاطه. وأضاف أنه "لن يتبقى لتنسيق المواقف بشكل كامل وتوحيد الرؤى بين مصر إيران سوى الموافقة المصرية على الدخول في الحلف الإيراني في مواجهة "آل سعود""، موضحًا أنه إذا "حدث ذلك ستصدر طهران النفط والغاز والكهرباء لمصر مجانًا". وأكد أن "المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي يسعى لتكوين تحالف مع مصر في مواجهة السعودية، لأن الوصول للعالم الإسلامي لن يكون إلا عن طريق مصر، في الوقت الذي يعتبر فيه خامنئي أن النجاح في هذا التحالف سيغير وجه العالم الإسلامي وسيقضي على سيطرة "آل سعود" على المنطقة"، على حد قوله. وكان وزير الخارجية سامح شكري قال، السبت قبل الماضي، إن مصر ترى أن الضربات الروسية في الأراضي السورية "سيكون لها أثر في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه"، بينما أعرب نظيره السعودي عادل الجبير، الخميس قبل الماضي خلال كلمته في الأممالمتحدة، عن قلق بلاده من التدخل العسكري الروسي، مؤكدًا رفضها للمبادرات الدبلوماسية الروسية الداعمة للنظام السوري. وقال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، المقرب من دوائر صنع القرار بالمملكة عبر حسابه على موقع "تويتر"، إن "موقف الأشقاء في مصر من العدوان الروسي في سوريا قد يتغير بإذن الله". وعلق الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية السابق قائلاً ل "المصريون": "هناك رغبة لدى القاهرة في لعب دور يحافظ على علاقاتها الوثيقة مع جميع أطراف اللعبة، ففي الوقت الذي أعلن وزير الخارجية تأييد مصر لهذا التدخل، نجد تأكيدات مصرية أخرى وصلت الرياض عبر رسائل سرية تبلغها بإمكانية أن تلعب دورًا قويًا في الوصول لتسوية سلمية للوضع في سوريا، وكأنها بهذه المواقف تحفظ على علاقاتها القوية ومع روسيا في حين تحجم التوتر المشتعل مع حكام الرياض". ورأى الأشعل أن "القاهرة تناور كثيرًا وتبدي مواقف غامضة ربما تترجم لمكاسب سياسية واقتصادية، فهي تحاول الترويج حاليًا لدور في تحقيق السلام في اليمن، وربما يشفع لها ذلك لدى السعودية وتفهم المصري المعارض لتوجهاتها، لإسقاط بشار الأسد، وعدم القبول بأي دور له في المشهد السياسي السوري، وهي مناورات قد لا تجني منها القاهرة الكثير خلال المرحلة القادمة على الأقل". ورجح الأشعل أن "تقود العمليات الروسية في سوريا إلى دفع المنطقة إلى موجة من الاضطرابات، لاسيما أن هناك حالة من الالتباس تسود الموقف الأمريكي؛ فواشنطن لا يمكن أبدًا أن تترك الساحة السورية لموسكووطهران، بل على العكس قد تسعى لتحويلها لفخ لموسكو يتكرر معها ما جري في السيناريو الأفغاني، بشكل قد يعرض موسكو لكارثة إستراتيجية حال انغماسها في الدور السوري وبقوة". واعتبر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن "التباين في المواقف المصرية السعودية تجاه سوريا أمر طبيعي للغاية، لأن كل دولة تنظر إلى المسألة من زاوية مصالحها الخاصة وأبعاد الأمن القومي لها". معتبرًا "ما يجري حاليًا من تباين في المواقف بين البلدين لن يؤثر على مستقبل العلاقات بينهما، لأن مصر تتفق مع الرياض في نقاط عدة من بينها التحالف الخاص بمساندة الشرعية في اليمن". وبّين نافعة، طبيعة الخلافات المصرية السعودية بشأن سوريا، بقوله "مصر تخشى انهيار سوريا وزيادة حدة الصراع الطائفي في المنطقة، الأمر الذي قد يحولها إلى منطقة مدمرة، فيما تنظر السعودية إلى زاوية أخرى تتعلق ببقاء أو رحيل الرئيس السوري وهي نقطة قد تزيد حدة الخلافات العربية بهذا الشأن".