مهما حاول القائمون على السلطة تبرير ما ارتكبوه فى حق نساء وثوار مصر فى الأحداث الأخيرة واعتدائهم الغاشم على حرمة الدماء الطاهرة أمام مجلس الوزراء فإن الإدانة تلاحقهم دون أدنى شك، الصور ومقاطع الفيديو هى وصمة عار فى جبين مصر يصعب أن يمحوها الزمن.. عندما ضرب أبو جهل أسماء بنت أبى بكر عيَّرته العرب.. ألا يخجل هؤلاء والعالم أجمع شاهد عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعى جنودًا يرتدون الزى العسكرى يقومون بسحل النساء علنًا فى الشوارع ويمزقون الثياب، ويكشفون العورات، بل يقودون الفتيات من شعرهن على الأرض ويضربوهن بالأحذية دون حياء.. فضلا عن الأرواح التى أُزهقت والدماء التى سالت.. عار عليكم. بل العار يلاحق الجميع نخبًا وقوى وأحزابًا وإعلامًا وثوارًا وسلطة.. الجميع مُدان أمام تلك المشاهد المؤسفة التى تأتى بعد شهور قليلة من قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير التى ما قامت إلا لرفض الظلم والطغيان والاستبداد.. الجميع أصابه الذهول والإحباط بلا شك أمام تلك المشاهد الدامية والمبانى تحرق والأرواح تُزهق وجنود جيش مصر البواسل يتبادلون قذف الحجارة مع الثوار أو البلطجيَّة.. قل ما شئت فلا نملك الدليل الدامغ أمام تلك الفتنة.. بل نملك الإدانة للجميع، فالمشهد لا يوجد فيه رجل رشيد. لكن نستطيع أن نقول بكل ثقة أنه يجب على المجلس العسكرى أن يسارع الخطى لمغادرة السلطة لأنه غير مؤهَّل لحكم مصر، والكوارث تأتى على يديه تترى لولا حفظ الله ورعايته لمصر لعمت الفوضى البلاد والعباد، ولكن الله سلم فالحل الراجح هو إجراء انتخابات رئاسيَّة مبكِّرة قبل مجلس الشورى واستحالة أن ننتظر لشهر يونيو القادم. ومما قطع نياط قلوبنا مقتل الشيخ عماد عفت وإخوانه أمام شارع قصر العينى.. فالرجل أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء ويستحيل أن يقال عن الرجل بأنه بلطجى، بل هو شيخ الثوار صاحب وجه بشوش وابتسامة دائمة لم تفارق وجهه حتى بعد موته.. ما ذنب هذا الشيخ وإخوانه؟! حتى تغتالهم رصاصات الغدر والخيانة وهم يدافعون عن شرف الأمَّة وثورتها المباركة. نحن لا نريد أن نشعل مزيدًا من النار فى تلك الفتنة حيث الخاسر الأكبر فيها هى مصر.. بل نريد أن نبنى هذا الوطن ونلملم جراحه المثخنة ونطفئ نيران الفتنة بين جنباته ونحافظ على أرض الكنانة التى إن ضاعت ماتت الأمَّة كلها لأنها رأس الحربة أمام أعداء الإسلام.. ولتدارك الأمر يجب الإسراع فى محاكمة ومحاسبة كل من تورَّط فى إراقة تلك الدماء.. كل من شارك فى هذه الفتنة.. كلّ من اعتدى على نساء وأعراض المصريين.. كل من ضلَّل وحرَّض على تلك الجريمة .. فنحن نتطلَّع لدولة القانون التى يُقام فيها العدل وتسودها الحرية.. ويحاسب فيها الحاكم قبل المحكوم.. وقفة أيها السادة للتحقيق فى هذه الجريمة والدماء الغالية العزيزة التى سالت فى ميدان التحرير وقصر العينى وأمام مجلس الوزراء، دماء مصريَّة أغلى من السلطة والبرلمان والنخب السياسيَّة والأحزاب.. إراقة هذه الدماء الطاهرة هى أشدّ حرمةً عند الله من هدم الكعبة المشرفة فما لكم كيف تحكمون؟ [email protected]