أعرب وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، عن تعازيه للشعب المكسيكي في السياح الضحايا، الذين قتلوا برصاص قوات الأمن المصرية ب"الخطأ" أثناء مطاردة من أسماهم ب"الإرهابيين" في منطقة الواحات (غرب)، معتبرًا أن الحرب التي تخوضها مصر ضد "الإرهاب" تشبه حرب المكسيك مع عصابات المخدرات. وقال شكري في رسالة موجهة ل"الشعب المكسيكي"، اليوم الثلاثاء، وتنشر غدًا في صحف مكسيكية كبرى باللغتين الإنجليزية والإسبانية إن "تسلسل الحادث محير، والروايات والتقارير متضاربة حول ما إذا كان الفوج السياحي يحمل التصاريح اللازمة، وما إذا كان قد اتخذ مسارًا مختصرًا قاده نحو منطقة محظور التواجد بها، وما إذا كان استخدام سيارات الدفع الرباعي بدلا من حافلة سياحية قد زاد من خطر التحديد الخاطئ لهوية الركب".
ووعد شكري، الشعب المكسيكي ب"الإفصاح عن نتائج التحقيق وكشف ملابسات الحادث، تحت إشراف رئيس الوزراء المصري بنفسه"، لافتًا إلى أن "المعلومات تفيد أن هناك عملية كانت تجري ضد إرهابيين في تلك المنطقة (الواحات) وقت مرور الفوج السياحي، ونحن لا نعلم بالضبط ما إذا كان الركب قد تواجد في المكان الخاطئ في التوقيت الخاطئ أم أن هناك خطأ ما قد وقع".
وأوضح شكري أن "السلطات في مصر على أتم استعداد للإتيان بكل ما من شأنه المساعدة في هذا الأمر، بما في ذلك الإسراع في عملية نقل جثامين المتوفين إلى المكسيك، وتقديم العلاج اللازم للمصابين".
وقال شكري إن "مصر والكثير من مواطنيها يعتمدون بشكل كبير على قطاع السياحة، وهو القطاع الذي كان يعمل به ذات يوم 12% من القوة العاملة المصرية، وكان يساهم بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي"، مشيرًا إلى أنه "بالتالي ليس منطقيًا أن يظن أحد أن مسؤولي الأمن المصريين يمكن أن يتعمدوا إيذاء السائحين الأبرياء".
واستنكر شكري "تلميحات البعض بأن الأرواح التي فٌقدت على يد مسؤولي الأمن المصريين تفوق عدد من قٌتلوا على يد الإرهابيين، ولا يمكن القول سوى أن هذا الزعم يخالف الحقيقة ولا يمت للواقع بصلة".
وشبَّه وزير الخارجية المصري الأوضاع الحالية في مصر بتلك التي واجهتها المكسيك خلال حربها مع عصابات المخدرات، التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من مواطنيها، قائلا إن "المكسيك مثل مصر، عانت كثيرا من العنف واسع النطاق، وإن كان بدوافع مختلفة، فقد أسفرت الحرب بين عصابات المخدرات في المكسيك عن مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، وكان من بينهم الكثير من رجال الأمن، كما نفذّت عصابات الجريمة المنظمة، العديد من عمليات الاغتيال لشخصيات سياسية ومسؤولين حكوميين".
وكان الرئيس المكسيكي، إنريك بينيا نييتو، قد طالب السلطات المصرية بتحقيق عاجل في الحادث، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر "المكسيك تدين الهجوم الذي تعرض له مواطنونا، ونطالب الحكومة المصرية بإجراء تحقيق واف في الحادث".
ومساء اليوم، أعلنت وزيرة الخارجية المكسيكية "كلوديا رويز ماسيو"، "إن دبلوماسيين مكسيكيين عاينوا جثث الضحايا وتمكنوا من تأكيد مقتل ستة مكسيكيين آخرين يضافون إلى قتيلين جرى التعرف عليهما في وقت سابق"
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت "مقتل وإصابة 12 شخصًا بينهم مكسيكيين اثنين ومصريين، وإصابة 10 آخرين بيد قوات الأمن المصري بالخطأ أثناء الاشتباك مع عدد من المسلحين، مساء الأحد الماضي، في منطقة الواحات بالصحراء الغربية . -