العالم من حولنا يتغير، ملامح الخارطة تتحول وأشكالها تتبدل، كل شئ من حولنا ينطق بالتغيير حيوانا كان أم نباتا، جمادا كان أم إنسانا،كل شئ يتغير،فرياح التغيير لاتبقى ولاتذر وفى التغيير دروس وعبر وعظات ،ثبات الماء بلا حراك يجعله اّسنا لايصلح لشراب أو إغتسال إذ سرعان ماتنمو فيه البكتريا والطحالب فيتغير طعمه ولونه ورائحته،أما إذا جرى فيجرى بالبركة والخير ،كذلك الحياة من حولنا،التغيير ضرورة بشرية وهو فى نفس الحال والمقال طبيعة بشرية إذ أن دوام الحال من المحال، فالشمس لووقفت فى الفلك دائمة لملها الناس من عرب ومن عجم،لماذا نخالف السنن الكونية ونظن مخطئين أنه لم يكن فى الإمكان أبدع مما كان،مازلنا نعيش فى عباءة الزعيم الأوحد والملهم والموهوب والذى لولاه لانقلبت الأمور ولتبدلت الأحوال ولكانت حياتنا ضنكا ولكان عيشا كدا حتى أولئك الذين نتعالى عليهم سبقونا فى كل شئ، كنا نعد إفريقيا إلى عهد ليس من الزمن ببعيد أنها متخلفة وأننا أصحاب الحضارة والتاريخ وأننا بالنسبة لقريناتنا من الدول فى محيطنا الأفريقى أوربا فى حداثتها وتقدمها ورقيها وعشنا على تلك الأكذوبة ردحا من الزمن،حتى أثقلنا الصفر الرياضى ولم نحصل على أصوات فى تنظيم بطولة كاس العالم للناشئين وبتنا تحت الصفر الإقتصادى بديوننا التى أثقلت كاهلنا وأعيت مفكرينا من رجال السياسة والإقتصاد والسبب الأول أننا لانؤمن بالتغيير ونعيش قوالب ممسوخة بلاطموحات مدروسة كما أن سياستنا واحدة تستعصى على التغيير والتبديل، كنا إلى فترة غير بعيدة نعتبر التحدث عن إيران ضربا من الإرهاب المرفوض وقد ضربت أروع الأمثلة حين اعتلى الرجل البسيط سدة الحكم وأزعج العالم ببساطته وقال الناس كلمتهم ويوم أن تولى مقاليد الأمور قدم كشف حساب بممتلكاته وقال لهم حاسبونى حين أخرج عما أمتلكه ( بيت وسيارة قديمة)، أما نحن فقوانينا البشرية أبدية لاينزعها إلا الموت ومتأصلة ومتجذرة إذ يصعب اقتلاعها من جذورها،وإذا اعتلى أحد من الناس منصبا فكر فى نفسه قبل أن يخرج ونفخ جيبه واعد حاشيته ولهذا حالنا يرثى له ونحن كما نحن نبدو للعيان صفر اليدين.. قولوا لى بالله عليكم ألا تهب رياح التغيير فى ربوعنا، هل فصول السنة عندنا واحدة،لماذ يتقدم كل من حولنا ونحن نتأخر ونهوى إلى القاع بل ونهوى إلى هوة سحيقة بعيد قعرها ومظلم نهارها.... أعجبنى ماحدث فى الكويت العربية من سلطات ممنوحة للبرلمان ليقول كلمته بصدق فيمن يختار ويريد حين أختلفوا فيما بينهم ، فهى سلطة حقيقية تقول وتبدى وتشرع والجميع يسمع ويطيع ، أما نحن فحين نزيف التغيير نشرع مادة فى القانون مفصلة على رئيس لايمكن أن ينازعه فى سلطاته أحد ولايمكن أن ينافسه أحد وكل الناطقين ببطلانها من أساتذة القانون يُضرب بكلامهم عرض الحائط، لماذا لايكون التغيير حقيقيا ولماذا لا تكون الرغبة فى الإصلاح رغبة جادة من أجل صلاح أوطاننا؟، لمصلحة من يظل الحال من سئ إلى أسوأ فى شتى المجالات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية،نعم حقيقة لاينكرها إلا من غاب عقله وفقد وعيه، لماذا لانمد أيدينا لكل أبناء وطننا الشرفاء ليقودوا جميعا دفة التغيير؟، لماذا لانفعل قانون المحاسبة على الممتلكات والثروات الغير مشروعة للمسؤلين، اليسوا بشرا خطائين، يحاسب المخطئ ويضرب على يد المسئ ويكافئ المجد من أجل وطن حر كريم عزيز، ترى هل هذا ضرب من خيال أم قصور من رمال أم أحلام يقظة؟ د. إيهاب فؤاد