تفاقم خسارة الدول المصدرة للنفط مجتمعة إلى نحو تريليون دولار قبل عام، كان السعر العالمي لبرميل النفط حوالي 103 دولارات، لكن بحلول هذا الأسبوع، وصل السعر إلى 42 دولارا، ما يعني أن النفط، الذي كان شريان الحياة لكثير من الدول الخليجية تحول سريعا إلى لعنة اقتصادية، وخسائر تقدر بنحو تريليون دولار. وبحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن انهيار سعر البرميل، فإن صناعة النفط، مع تاريخها من الازدهار والكساد، هي في مرحلة انكماش جديد. وأضاف التقرير أن السعودية اضطرت لاستهلاك 10 مليارات دولار شهريًا من احتياطي النقد الأجنبي، للمساعدة في دفع المصاريف والنفقات بعد تدني أسعار النفط إلى مستويات حادة، مشيرة إلى أن المملكة تقترض من الأسواق المالية كذلك لأول مرة منذ عام 2007. وأضافت أن دولًا خليجية أخرى تعتمد على صادرات النفط كالكويت وسلطنة عمان والبحرين، تواجه عجزًا ماليًا لأول مرة منذ 20 عامًا. وقالت إنه في بلد مثل العراق الغنية بالنفط، حيث تتصاعد تهديدات تنظيم «الدولة الإسلامية» والسياسة الطائفية المنقسمة، أصبح هناك مصدر جديد لعدم الاستقرار هذا الشهر مع اندلاع احتجاجات كبيرة من جانب العراقيين في أنحاء البلاد ضد فشل الحكومة في توفير الكهرباء وتقديم توضيح بخصوص ما تم القيام به بكل أموال البترول. وفي روسيا، وهي أكبر منتج للنفط، يدفع المستهلكون حاليا أكثر بكثير للواردات، بسبب تراجع قيمة العملة هناك، بينما في نيجيريا وفنزويلا، والتي تعتمد بشكل شبه كامل على صادرات النفط، هناك مخاوف من وقوع اضطرابات وعدم استقرار اقتصادي، بحسب الصحيفة. وفي الإكوادور، حيث انخفضت عائدات النفط بمقدار النصف تقريبا منذ العام الماضي، يخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في الشوارع كل أسبوع، للاحتجاج على السياسات الاقتصادية للحكومة. وتحدثت الصحيفة عن أن التوقعات كانت تشير إلى أن انخفاض أسعار النفط لن يستمر طويلًا، وأن الأسعار ستستقر في نهاية المطاف، إلا أن الضعف الذي ظهر عليه الاقتصاد الصيني مؤخرًا، في دولة تعد من أكبر دول العالم المستهلكة للنفط، أثار المخاوف من أن أسعار النفط قد تستمر طويلًا في انخفاضها بشكل لم تتوقعه التقديرات الأكثر تشاؤمًا من قبل، مما سيضر بشكل كبير بالدول المصدرة له. ونقلت عن «رينيه أورتيز» الأمين العام السابق لمنظمة الدول المصدر للبترول (أوبك) ووزير الطاقة الإكوادوري السابق، أن الدول المصدرة للنفط كانت تحلم بأن انخفاض الأسعار سيكون مؤقتًا جدًا، متوقعا خسارة الدول المصدرة للنفط مجتمعة نحو تريليون دولار من مبيعات النفط، نتيجة انخفاض الأسعار منذ العام الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن الدول التي كانت تعتقد أن بإمكانها استخدام ثروتها من النفط للتأثير على الحرب في سوريا، كروسيا وإيران والسعودية، ربما لم تعد تمتلك هذا العنصر الذي يمنحها التأثير بشكل كبير على الصراع. واعتبرت أنه رغم أن انخفاض سعر النفط أضر بشكل مباشر الدول المصدرة للنفط، فإنه يشير أيضا إلى مرحلة جديدة من هشاشة الاقتصاد العالمي التي قد تضر جميع البلدان.