أحصت صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية أكثر من 140 اعتداء من قبل مستوطنين يهود تجاه الفلسطينيين خلال النصف الأول من العام الجاري. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 4 أغسطس أن اعتداءات المستوطنين تسير "بمعدل فعلة نكراء واحدة في اليوم"، بينها "ضرب الفلسطينيين واقتلاع وإحراق المزروعات والمشادات , وغيرها". وتابعت الصحيفة "مرتكبو هذه الاعتداءات يتزايدون، وجرائمهم تزداد جسامة، وحكومة نتنياهو مشاركة في أفعالهم، بصمتها عن ملاحقتهم, وبتعميقها إجراءات الاحتلال". وكان الكاتب البريطاني جوناثان فريدلاند سخر من استنكار المسئولين الإسرائيليين لجريمة حرق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة, مشيرا إلى أنهم ليسوا بأقل تطرفا من مرتكبيها. وأضاف الكاتب في مقال نشرته له صحيفة "الجارديان" أن هذه الحادثة الصادمة في قسوتها, ليست الأولى من نوعها، فالعنف من جانب المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين يعتبر جزءا من الروتين اليومي للاحتلال. وتابع أن إدانات مسؤئلين إسرائيليين, مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بنيت وغيرهما, هذه الجريمة المروعة, تعتبر غير مقنعة، وأنها محاولات لتبرير ما لا يغتفر. وأشار إلى أن المسئولين في إسرائيل يغذون المستوطنين بأفكار متطرفة تدفعهم لارتكاب مثل هذه الجرائم النكراء، ثم يأتي المسئولون ليدينوا هذه الاعتداءات. واستطرد الكاتب " نتنياهو لا يقل تطرفا عن غيره، فهو الذي يرفض حل الدولتين ويعلن عن بناء مئات الوحدات الاستيطانية في بيت إيل وفي القدسالشرقية وبمناطق أخرى من الضفة الغربية، فيكافئ بذلك المستوطنين المتطرفين, بدلا من أن يعاقبهم". وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية كشفت أيضا عن تزايد الغضب في أنحاء العالم إزاء جريمة حرق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة, علي أيدي مستوطنين إسرائيليين. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 2 أغسطس أن صور الرضيع الفلسطيني بدأت تثير غضبا متزايدا, عبر مواقع التواصل الاجتماعي, وفي الأوساط السياسية بأنحاء العالم. وتابعت أن أسرة الرضيع المكونة من أربعة أشخاص كانت غارقة بالنوم أثناء هجوم المستوطنين المتطرفين, مشيرة إلى أن رب الأسرة سعد دوابشة تمكن من إنقاذ كل من طفله أحمد الذي أصيب بحروق تصل إلى أكثر من 60% من جسده، وزوجته ريهام التي تعرضت لحروق بمعدل 90% , لكنه لم يتمكن من العثور على طفله الرضيع علي. واستشهد الرضيع الفلسطيني علي دوابشة (عام ونصف) في بلدة دوما جنوب شرقي نابلس فجر الجمعة 31 يوليو ، وأصيب والداه وشقيقه بجروح بالغة، إثر حرق منزلهم من قبل مستوطنين يهود متطرفين. وحسب قناة "الجزيرة", أدانت الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول ومنظمات أخرى الجمعة حادثة قتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة حرقا على يد مستوطنين متطرفين أشعلوا النار في منزل عائلته الكائن بالضفة الغربية. وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان عن إدانته الشديدة لعملية "قتل طفل فلسطيني في الضفة الغربية، ودعا إلى ضرورة مثول مرتكبي هذا العمل الإرهابي أمام العدالة". كما نددت وزارة الخارجية الأمريكية "بأشد العبارات" بما وصفته "الهجوم الإرهابي الوحشي" في الضفة الغربيةالمحتلة، ودعت "كل الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء وتفادي تفاقم الوضع إثر هذا الحادث المأساوي". ومن جهته, طالب الاتحاد الأوروبي الحكومة الإسرائيلية بعدم التهاون مع المستوطنين أو التسامح مع أعمال العنف التي يرتكبونها، ودعت المتحدثة باسم الممثلية العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد إلى محاسبة الجناة، وتطبيق القوانين. كما استنكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية الحادث الذي استشهد فيه طفل رضيع, وطالب بتسليط الضوء على حيثيات الجريمة للتعرف على الجناة ومقاضاتهم، على حد قوله. ومن جهتها, قالت الخارجية الإيطالية في بيان إنها "تعرب عن الإدانة الشديدة للهجمات، التي وقعت الليلة الماضية ضد عائلات فلسطينية في نابلس بالضفة الغربية، وتسببت بوفاة الطفل علي الدوابشة البالغ من العمر 18 شهرا". وفي القاهرة, أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "الجريمة الوحشية التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون"، واعتبر أن "هذه الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية تعد جريمة حرب، وسط عجز وصمت من المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم". كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي في بيان "الجريمة البشعة التي أدت إلى استشهاد الطفل الفلسطيني". وحمل أمينها العام إياد أمين مدني إسرائيل المسؤولية الكاملة عن "تداعيات هذه الجريمة البشعة، وكل الأعمال الإرهابية الممنهجة التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون في الأرض الفلسطينية المحتلة". ومن جهته, أدان المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي العملية، وطالب بيان الخارجية المصرية السلطات الإسرائيلية بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية كسلطة احتلال، والمجتمع الدولي لتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني". كما أدانت الحكومة الأردنية العملية، واعتبر وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني أن "هذه الجريمة البشعة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني، ولولا أنها أدارت ظهرها للسلام وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة". ومن جانبها, أكدت وزارة خارجية البحرين في بيان "أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية هذه الجريمة النكراء التي جاءت نتيجة للحماية الإسرائيلية لاعتداءات وجرائم المستوطنين المتواصلة والمتفاقمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل". كما أدان رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي مرزوق الغانم "الجريمة" التي وصفها بأنها "بشعة", ودعا "الحكومات والبرلمانات العربية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة". ومن جهتها, اعتبرت القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي "جريمة قتل الرضيع الفلسطيني، جريمة حرب تضاف لجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتفاقمة في ظل أجواء فاشية". وكانت الفصائل الفلسطينية أدانت عملية حرق الرضيع دوابشة، ودعت إلى يوم غضب ضد الاحتلال، واعتبرت حركة حماس أن الجريمة تجعل جنود الاحتلال هدفا مشروعا للمقاومة في كل مكان وفي كل الحالات، بينما أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يسكتوا على جريمة إحراق الطفل وعائلته في نابلس. وقال الناطق العسكري باسم القسام أبو عبيدة في تصريح صحفي "إن للشعب الفلسطيني وقواه المقاومة ومجموعاته المجاهدة الحرية والحق الكامل في الرد بكل طريقة ممكنة لردع المغتصبين ومن يقف وراءهم، والانتقام لدماء الشهداء، وإشعال الأرض تحت أقدام جنود العدو ومغتصبيه". كما هددت حركة الجهاد الإسلامي بالرد في أي لحظة على حرق دوابشة. ومن جهتها, حملت منظمة التحرير الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "المسؤولية الكاملة على العملية، وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه ينوي تحويل القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية".