العقيد نشوى محمود هل تكرس لردع التحرش أم تجاوز القانون!؟ منظمات ضد التحرش: "نسبة نجاح الأجهزة الأمنية فى التصدى للتحرش كانت قليلة"
مع رفع حالة الاستعدادات القصوى وحالة الطوارئ من جانب وزارة الداخلية وحملات مكافحة التحرش للتصدى لظاهرة "التحرش" التى أصبحت كالداء الذى ينتشر فى جسد المجتمع المصرى خلال مناسبات الأعياد والتجمعات والاحتفالات، وكانت آخرها "عيد الفطر المبارك" الذى انتشرت خلاله الشرطة النسائية لتراقب عيون المتحرشين فى محاولة لردعهم، وظهر ذلك الردع من خلال عدد من الفيديوهات التى تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعى لكيفية تعامل الشرطة النسائية مع المتحرشين، والتى أدت بدورها إلى تضارب وجهات النظر من جانب منظمات المرأة المتصدية للتحرش فمنها من رأى دور قوى ومبادرة جيدة من الأجهزة الأمنية للتصدى لهذه الظاهرة ومنهم من رأى أن الدور لم يكن ناجحًا وفعالا بنسبة 100%، فهل بالفعل نجحت الشرطة النسائية فى منع الظاهرة أو تقليلها أم لا؟ العقيد "نشوى" بين "الردع والقانون" ظهرت العقيد نشوى محمود ولمع نجمها من خلال تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى ل "فيديو" شهير قامت من خلاله بالقبض على أحد المتحرشين بمحيط منطقة "وسط القاهرة" التى كانت مكلفة بحماية الفتيات المتجمهرات بتلك المنطقة من المتحرشين، حيث استخدمت "الصاعق الكهربائي" لإعطاء المتحرش درسًا قاسيًا وسرعان ما توجهت إليه ب "الضرب" ليندم على فعلته. فما بين مؤيد ومعارض لفكرة استخدام العنف خرج العديد من الشخصيات الحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان بإدانة الفعل، مؤكدين أن القانون يجب أن يحكم فى تلك القضايا وليس استخدام اليد والعنف مع المتحرشين أو غيرهم من الخارجين عن القانون، لأن ذلك يكرس لفكرة أن الشرطة من حقها استخدام الضرب والسباب وغيره من الأساليب غير المشروعة فى مختلف القضايا، والذى تندد به المنظمات الحقوقية لما يحدث من انتهاكات داخل السجون. أما البعض الآخر اتخذ من العقيد نشوى مثالاً للشجاعة والردع للمتحرشين وأعلن البعض عبر مواقع التواصل عن تدشين هاشتاج جديد تحت شعار "متضامن مع العقيد نشوى" لدعمها، للتأكيد على أن ما فعلته بالمتحرش هو ما يجب أن يتم التعامل به مع من يرتكب تلك الجرائم. منظمات مكافحة التحرش تتهم الشرطة بالغياب وعلى جانب المنظمات الخاصة بمكافحة التحرش، قال سعيد ثابت، مؤسس حركة مليون مصرى ضد التحرش وحكم سابق فى الاتحاد المصرى للكاراتيه، إن الشعب المصرى والعربى "يريد الكرباج عشان يمشي" على حد تعبيره، فلابد من وجود حزم من قبل الأمن لتنجح عملية مكافحة التحرش. وكشف ثابت عن تزايد عدد منظمات التوعية المتمثلة فى "بصمة وشفت تحرش وامسك متحرش" وغيرها من المنظمات التى تعترض على فكرة الانفلات الأخلاقي، مشيرًا إلى أن تأسيس حملة مليون مصرى ضد التحرش هدفها ليس توعية وإنما تقوم بدور أمنى أو تقوم بدعم السلطات الأمنية فى مواجهة ظاهرة التحرش. ونوه ثابت بأن حملة مليون مصرى ضد التحرش تضم مجموعة من الأشخاص ممن لديهم خبرة فى الكاراتيه ونقيم دروسًا للبنات لتعليم طرق الدفاع عن النفس فى حالة تقصير الجهات الأمنية، وقد شاركنا هذا العيد فى تأمين الفتيات فى الشوارع والأماكن المزدحمة، مؤكدًا أن الحملة تلقت العديد من الدعوات للخروج مع حملات التوعية مثل "شفت تحرش" وغيرها لأنهم فى السنوات السابقة كانوا يتعرضون لهجوم المتحرشين فى حالة توعيتهم، ففى حادثة شهيرة قام أعضاء إحدى حملات التوعية بكتابة كلمة متحرش على ظهر أحد المتحرشين، مما أدى إلى اعتداءات على أعضاء الحملة. وأكد ثابت، أن نسبة المتحرشين هذا العام قلت كثيرًا، نافيًا النسبة التى أعلنت عنها وزارة الداخلية، حيث رصدوا 86 حالة فى حين أن هذا العدد كبير بالنسبة للحالات التى رصدت هذا العام، ولكن حتى ولو وافقنا على نسبة وزارة الداخلية فهى أقل بكثير من السنوات السابقة والفضل فى ذلك يرجع إلى التحذيرات حول السجن عامًا لأى متحرش، مما أثار خوف المتحرشين. من جانبها، قالت أمل فهمي، عضو مبادرة "جرس" لمكافحة التحرش، إن المبادرة لديها تحفظات على الحماية الأمنية للفتيات فى العيد والتى تمثلت فى غياب الدور الأمنى ليلاً ابتداءً من الساعة التاسعة، فقد شهدت هذه الفترة الكثير من حالات التحرش ولم تكن الأجهزة الأمنية موجودة، مضيفا أن هناك قصورًا فى تواجد الأمن فى بعض الأماكن، وقد رصدتها حملة شفت تحرش لكن بشكل عام الوضع الأمنى وبداية التفكير فى مكافحة الظاهرة جهد جيد من الأجهزة الأمنية ولكنه لابد أن يتوج بتكثيف التواجد وتشجيع المواطنين على تقديم البلاغات والاهتمام بالمحافظات والتواجد الأمنى بها بدلا من تكثيف التواجد فى منطقة وسط البلد فقط. وطالبت أمل الأجهزة الأمنية بضرورة التواجد فى الأيام العادية وليس أثناء الإجازات والأعياد فقط لأنها أصبحت ظاهرة عامة. فى السياق نفسه، أكد اللواء مصطفى إسماعيل، الخبير الأمني، أنه لا يمكن الجزم بنجاح الأجهزة الأمنية بنسبة 100%ولكن التواجد الأمنى والاهتمام قد ساهم إلى حد كبير فى الحد من الظاهرة، مشيدًا بالدور الذى قامت به الشرطة النسائية فى التعامل مع الظاهرة أثناء هذا العيد، حيث إنها أول مرة تقوم الأجهزة الأمنية بهذا الدور، لذلك نسبة النجاح قليلة ولكنها حدت من التمادى فى ارتكاب الجريمة. وقال إسماعيل، أن هناك العديد من الحالات يتم القبض عليهم ومعاقبتهم بالسجن ثلاثة أشهر مما قد يكون رادعًا عن قيام المتحرشين بمثل هذه الجريمة مرة أخرى، ولكن رغم كل هذا لم يتم رصد العديد من حالات التحرش أثناء العيد.