** مساكين والله: مساكين والله الإخوة إياهم، تعبوا، وجندوا الإعلام، وتفننوا في الأكاذيب، واخترعوا الشعارات، وأنفقوا التريليونات، واستخدموا شمهورش التمثيل، وعفاريت الغناء، وخساسات التلاعب والكذب، والتدجيل على الشعوب، وجيشوا جيوشهم، وأجلبوا على الدين بخيلهم ورجلهم، واستعانوا بكل شياطين الأرض، وظنوا أنهم مانعتُهم أباطيلهم من الناس، وأن الشعوب نسيت ربها، وبدلت عقيدتها، واستنامت، وركعت، وكفرت بالله، وبدين الله، وبأنعم الله، ثم كانت اللطمة الكبرى - وعند أول اختبار لم يُحكموا فيه قبضتهم بالتزوير، والتلاعب، والبلطجة – جاءت النتيجة على العكس تمامًا مما أجهدوا له أنفسهم، من خمسينيات القرن الفائت! في الجزائر 1992 اكتسحوا - وبالانتخاب الحر – بشكل مدهش، تآمرت عليه كل ديمقراطيات الأرض، وبالديمقراطية سجنوا الفائزين في غيابات الجب/ في تونس ما بعد بورقيبة وبن عمي اكتسحوا - وبالانتخاب الحر – بشكل مدهش، ودخلت المحجبات البرلمان/ وفي فلسطين قبل كم سنة - وبالانتخاب الحر – اكتسحت حماس/ وفي المغرب - وبالانتخاب الحر – اكتسحوا الأسبوع الماضي الدوائر كلها وبشكل صادم/ في مصر التي افتضحت ديمقراطية الحزب الوطني فيها في انتخابات 2010، وبعد انتخابات 2010 - وبالانتخاب الحر – اكتسحوا وبشكل لافت، ودون بلطجة، ولا ضرب، ولا تزوير، ولا تلكيك، ولا تشهير بالمحظورة، والمتطرفين، والظلاميين! طبعًا هذه الشعوب كلها مغفّلة لأنها اختارت هويتها، وعادت لثقافتها وقيمها؛ رغم الجهود الحثيثة لتجفيف المنابع، وتعقيم القلوب، وفيْرَسة النفوس.. شعوب مش وش خير بصراحة! أول مرة يا مصر: لأول مرة يا بلدي ينجح مرشحون بدون ثلاث أو أربع تسعات! من نحو ستين سنة ... يااااه.. منذ أول انتخابات في الخمسينيات، يسن فيها عبد الناصر رحمه الله سنته السيئة، بالفوز بأربع تسعات، لتزعق مانشيتات الجرائد ببنط عرضه 2 سم – تصور - بخط الرقعة، في الوجوه كذبًا وتزويرًا: عبد الناصر صاحب ال99.9 %/ 5 ملايين يقولون نعم و10 آلاف يقولون: لا.. وتتكرر معجزة التسعات الثورية الانتخابية ألف مرة زمن ناصر، وزمن السادات، وزمن مبارك.. ثم نعيش لنرى يومًا يتزاحم الناخبون فيه، ويتقاربون في النتائج – بغض النظر عن انتماء المرشح - ويزول من قاموسهم مرشحو الأربع تسعات، ورئيس التسعات الأربع، والديمقراطية الملائكية النازلة من السماء، المضادة لشريعة رب السماء! أرجوكم يا مصريون:لا تعيدوا أيامًا سودًا تذلنا فيها التسعات الأربع، عليها لعنة الجبار! برقين ولطفي السيد: في مركز السنبلاوين قرية اسمها برقين، شهدت مولد الدكتور أحمد لطفي السيد، رحمه الله، الذي كان أحد أعمدة التغريب في مصر منذ أوائل القرن الفائت، وكان وزيرًا، ورئيسًا للجامعة المصرية، وشخصية ذات ثقل تغريبي كبير.. كان من حكاياته رحمه الله أن دخل الانتخابات أمام فلاح (مدقدق) وعفريت، استغل (طيبة) الناس، وأقنع الفلاحين أن أحمد أفندي السيد رجل فاسد يدعو للديمقراطية ويتعصب لها! أتعرفون يا أهل البلد ما هي الديمقراطية؟ يا للعار والشنار، والخزي والخساسة! إنها إعطاء الصلاحية للمرأة أن تتزوج أربعة رجال، وأن (تفرقع) زوجها متى شاءت.. واندهش الناس، وغضبوا.. وجاء أحمد باشا، وواجهه الفلاح، وصرخ في وجهه: الديمقراطي أهه.. ألست ديمقراطيًّا يا أحمد أفندي؟ فقال: بلى.. فقال الفلاح العفريت: سمعتوا يا هل البلد؟ شفتم الفضايح... و..... نجح الفلاح.. وانهزم الباشا! من مقالب وطرائف الانتخابات: تكثر في الانتخابات، المقالب، والغرائب، واللطائف والطرائف.. ليس في مصر وحدها؛ بل في العالم كله.. ففي مدينة فارنا البلغارية رشح حزب بلغاريا الجديد حمارًا (للعمودية) على أساس أنه لا فرق بينه وبين جناب العمدة الموجود، في طاعة كل منهما لمن يعلفه! وكانت مؤهلات المرشح الحمار أنه قد بلغ السن القانونية للترشح (عشرين سنة) وأنه ثاني أهم حيوان أليف في بلغاريا، بعد الكلاب، ونقلت وكالة أنباء بلغارية عن قائد حملة الحزب في تبرير ترشيح الحمار: هناك أشياء تميز الحمار ماركو عن بقية المرشحين، فهو يمتلك شخصية قوية، ولا يسرق ولا يكذب، كما أنه يعمل بجد! الطريف أن اللجنة المركزية لانتخابات البلديات، قبلت تسجيل الحمار "ماركو" رسميًّا مرشحًا في الانتخابات! وأثناء حملة رئاسة أمنا الغولة بين باراك وماكين، رشح الثاني سارة بيلين نائبة له لو فاز، فاتصل بها أحد مقدمي برنامج ساخر هاتفيًّا، زاعمًا أنه نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي المتصهين، وغازلها دعاها لرحلة صيد قائلاً، فلم تتردد بالين في قبول الدعوة، وشكرته على اتصاله بها، مبدية إعجابها وإعجاب ماكين بشخصه! "ساركوزي" المزيف، نجح في التلاعب بمرشحة الرئاسة وكشف طموحاتها الانتخابية! لافتات الانتخابات: في الانتخابات تشكل اللافتات – في مصر وغيرها - فرجًا ومخرجًا للخطاطين، ومحلات الدعاية، وباعة القماش، ويكتب المرشحون عليها أشياء عجيبة.. ومن غرائب ما وجدت في الدعاية الانتخابية: في انجلترا رسم على جانبي إحدى الشاحنات بانر ضخم يسخر من رئيس وزرائها الحالي ديفيد كاميرون، كتب عليها: سأفرج عن 80.000 مجرم قبل الموعد، فانتخبوني! وواحد آخر كتب: لو انتخبتموني (هاطلع عينكم)! ومرشح إندونيسي لبس ثياب سوبر مان، ووقف بعنهجية وكتب: أنا المبدع القوي! ومرشح آسيوي آخر وضع رجل يشبه أوباما صورته عكس صورة أوباما ليقفا ظهرًا لظهر.. وفي اليمن وضعت صور انتخابية على باب مقبرة لمرشح اسمه علي عبد الله صالح كان يعمل رئيس جمهورية اليمن، لا رد الله أيامه ولا أيام أشباهه! وفي المغرب نصب منظمو حملة أحد المرشحين خيمة أمام مقر أحد المرشحين، يطالبون بفلوسهم من المرشح الذي (خلا) بهم، بعد أن فشل. وفي مصر رأينا صورة لمرشح (فل) كان يبايع في 2010 المحروس جمال مبارك.. وفي 2011 صور نفسه وقد أمسك بمصحف، وهو يبتسم للناخبين ببراءة! ورأينا لافتة الناخبة (أم قُصة) في 2010 التي ظهرت محجبة مستورة باسم الحاجة فلانة! وكتب أحدهم على أوراقه الدعائية: فلان: سليل بيت النبوة، ابن الحسين بن علي ابن أبي طالب.. له سبق علمي! وأحد الظرفاء كتب: صبح واغسل وشك..... فلان مش هايغشك! وظريف ثالث كتب: فلان كنج كونج مش عضو مجلس شعب خرنج ومرشحة كتبت: من برنامجي: أسكن واتجوز وأعيش في حارتي! وأخرى جعلت لائحتها دعاية للعيادة، ودعاية للمجلس، فكتبت: د.....استشاري العيون! ومن أطرف اللافتات ما كتبه مرشح سويسي كتب عليها فلان الفلاني: من شهداء الثورة! يا رب يا فائزون: = = اللهم إني أسألك أن يتعلم إخواننا الفائزون حسن التنسيق في البرامج، والتدرج في العمل، وألهمهم التريث وترك العجلة، والصبر على الناس! = = اللهم وارزقهم الوفاء بما وعدوا، وقوهم على أداء ما ينتظر الشعب منهم، وأعن من صدق، واعذر من عجز، وأبعد من خان ومان. = = اللهم أبعد عنهم العُجب، وأحادية النظرة، والعصبية لشخص أو تيار، والتفكير في مصر كلها، على اختلاف اتجاهاتها: يساريها وإسلاميها، نصرانيها ومسلمها، فقيرها وغنيها، أنثاها وذكرها، وأرشدهم اللهم إلى أن مصر تأتي نمرة واحد واتنين وتلاتة! = = اللهم ونق مصر من الفلول، والمتآمرين، والكامنين، والمتربصين، والذين يبغون إشعالها حريقًا يغذونه بالبنزين بل المتفجرات! = = اللهم وأعط شعبنا فرصة ليقول للعالم: أزلنا، وغيرنا، وعدّنا، وصوّبنا، وتقدمنا، وأنجزنا، وعادت مصر كما كانت (ست الدنيا). = = اللهم وخذ عنا نظام التسع تسعات، والأحزاب الوحيدة المطقة، والرؤساء المعصومين، والوزراء المداهنين، والحاشية المطبلين، يا رب العالمين! = = اللهم وفقنا لاختيار رئيس وطني (ابن حلال) رشيد لا يعرف الضلال، يقظ لا يغفل عن البلد، لا يمالئ عدوًّا، ولا يقرب خائنًا، ولا يستوزر ....... من بتوع (السمو الروحي)! وكل انتخابات ومصر بخير... [email protected]